محادثات ميدفيديف وكيم جونغ إيل في سيبيريا: بيونغ يانغ توافق على استئناف المحادثات النووية

الرئيس الروسي: كوريا الشمالية تدعم مشروع أنبوب الغاز الروسي إلى كوريا الجنوبية

TT

أعلن الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف، أمس، عقب محادثات مع الزعيم الكوري الشمالي، كيم جونغ إيل، في سيبيريا، أن كوريا الشمالية تدعم مشروع الأنبوب المعد لنقل الغاز الروسي إلى كوريا الجنوبية. وقال ميدفيديف: «بحسب ما أفهم، فإن كوريا الشمالية مهتمة بإنجاز هذا النوع من المشاريع الثلاثية الأطراف بمشاركة روسيا وكوريا الجنوبية».

وذكر مسؤولون روس أن زعيم كوريا الشمالية وافق خلال اجتماع مع ميدفيديف على استئناف المحادثات الدولية المتعثرة بشأن ترسانة الأسلحة النووية للبلاد، وأنه سوف يدرس فكرة تعليق التجارب النووية.

ويأتي هذا التقدم الدبلوماسي الكبير، الذي قد يعيد الإشراف النووي الدولي إلى أكثر دولة في العالم تفرض نطاقا من السرية على برنامجها النووي، في الوقت الذي التقى فيه ميدفيديف وكيم في قاعدة عسكرية روسية في جمهورية بورياتيا النائية بسيبيريا الوسطى.

وكان ميدفيديف قد بدأ، أمس، مشاوراته مع كيم جونغ إيل في قاعدة عسكرية في سيبيريا في قمة أحيطت بالسرية، وستتناول، على الأرجح، مسألتي الطاقة والمساعدات الغذائية لكوريا الشمالية. وقال كيم في بداية لقائه مع ميدفيديف: «شكرا لمجيئك إلى هنا»، حسب تقرير لوكالة الصحافة الفرنسية.

ويعقد اللقاء قرب أولان أوديه، عاصمة جمهورية بورياتيا الروسية، التي يشكل البوذيون غالبية سكانها، وتبعد 5500 كلم شرق موسكو.

وقال ميدفيديف: «كل هذا بلدنا وعندما يدور الحديث بين شركاء وجيران لا يبقى للمسافة أهمية»، ملمحا بذلك إلى الأراضي الروسية الشاسعة.

وكان كيم قد وصل إلى الشرق الأقصى الروسي بقطاره المصفح في ثالث زيارة يقوم بها إلى روسيا، بعد رحلتيه في 2001 و2002. ولم يعلن عن زيارته سابقا ولا عن برنامج الزيارة.

وقال ميدفيديف في اليوم الخامس من زيارة كيم: «آمل أن تكونوا قد اطلعتم على كل ما تريدون رؤيته». ورد الزعيم الكوري الشمالي قائلا: «شكرا لاهتمامك الكبير والرحلة لطيفة جدا».

ويسعى كيم الذي زار قبل شهرين الصين، للحصول على مساعدة اقتصادية من حلفائه لمواجهة نقص في المواد الغذائية والسيول المدمرة التي شهدتها كوريا الشمالية في يوليو (تموز) الماضي.

وقالت روسيا، يوم الجمعة، إنها سترسل 50 ألف طن من الحبوب إلى كوريا الشمالية بحلول نهاية سبتمبر (أيلول) المقبل، مشيرة إلى «نقص حاد» في المنتجات الغذائية. وتسعى بيونغ يانغ أيضا إلى اجتذاب استثمارات أجنبية لتحسين البنية الأساسية، حسب «رويترز».

وستدخل القمة التاريخ لأنها تشكل تطورا كبيرا في العلاقات، وتتيح الفرصة أمام موسكو لتلميع صورتها على أنها مفاوض قادر على التعامل مع الأنظمة التي تعتبر خارجة عن التوافق الدولي.

إلا أن المحللين يرون أن المحادثات لن تثمر عن انفراجات كبيرة في السياسة الخارجية، أو تثمر عن اتفاقيات اقتصادية قوية.

ويتوقع أن يسعى كيم للحصول على مساعدة موسكو في محاولة إطلاق المحادثات السداسية المتوقفة بشأن نزع أسلحة كوريا الشمالية النووية، وسط مؤشرات على أن الدولة المعزولة تسعى إلى التواصل مع العالم بسبب معاناتها من نقص الأغذية.

وكانت بيونغ يانغ قد خرجت من المفاوضات السداسية التي تشارك فيها الكوريتان والولايات المتحدة واليابان والصين وروسيا، في أبريل (نيسان) 2009، وأجرت ثاني تجربة نووية لها بعد ذلك بشهر، إلا أنها أعربت عن رغبتها في العودة إلى المحادثات.