كراتشي: عملية تمشيط واسعة بحثا عن مجرمين وأسلحة

مقتل أكثر من 1000 شخص.. والمدينة أصيبت بالشلل التام بسبب موجة العنف العرقي

TT

أطلقت الحكومة الباكستانية عملية بحث واسعة النطاق في المناطق التي تعرضت لأعمال عنف في كراتشي عاصمة إقليم السند، والتي نجم عنها مقتل ما يزيد عن مائة شخص الأسبوع الماضي. وقال مسؤولون أمنيون إن الحكومة قامت بتحديد 9 مناطق قد تعرضت لأعمال عنف حتى تكون محط تركيز عملية البحث. وقد أوكل للشرطة والقوات شبه العسكرية مهمة البحث عن المجرمين والأسلحة التي تم استخدامها في هذه المناطق والتخلص منها. وتعد كراتشي أكبر المدن الباكستانية والمركز المالي والصناعي في البلاد. وقد شهدت الأشهر الستة الماضية أكثر أعمال العنف سوءا في المدينة. ويشرف على عملية البحث هذه وزير الداخلية، رحمان مالك، ويقوم بإطلاع رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني على آخر التطورات. وذكر وزير الداخلية أن هذه الخطوات ستعمل على استعادة السلام والأمن في المدينة.

وذكر منظور واسان، وزير داخلية إقليم السند، أن هذه المناطق التسع قد تم تحديدها لإطلاق «عملية جراحية» في المرحلة الأولى.

وقال واسان خلال حديثه إلى وسائل الإعلام في كراتشي إن العملية بدأت في 4 مناطق الليلة الماضية وذلك بموافقة الأحزاب السياسية. وأضاف أنه قد تم القبض على 11 قاتلا مستهدفا خلال اليومين الماضيين فيما تم اعتقال 83 مشتبها بهم.

وكانت عناصر الشرطة والقوات شبه العسكرية «الرينجرز» بدأت أول من أمس حملة تمشيط في أنحاء مختلفة من مدينة كراتشي عاصمة إقليم السند الباكستاني لتطهيرها من العصابات المسلحة والقضاء على موجة العنف.

وذكرت قناة «جيو نيوز» الباكستانية أن قوات الأمن حاصرت مناطق أورنجي وكتي بهاري ومحمدبور، وقامت بتفتيشها حيث اعتقلت 6 أشخاص وصادرت ما بحوزتهم من أسلحة. وتزامنت هذه العملية مع دعوة القيادة الباكستانية لحكومة إقليم السند باتخاذ خطوات فعلية للسيطرة على موجة العنف في كراتشي، أو ترك المسؤولية للحكومة الفيدرالية. إلى ذلك؛ أصيبت كراتشي أكبر المدن الباكستانية بالشلل التام أمس بسبب الإضراب احتجاجا على موجة العنف العرقي الأخيرة التي أسفرت عن مقتل أكثر من مائة شخص.

وكان حزب حركة قوامي المتحدة الذي يمثل الأغلبية التي تتحدث اللغة الأوردية قد دعا للإضراب الذي حد من حركة النقل العام وأدى لإغلاق الشركات والمدارس. ويقول الحزب إن معظم القتلى في الاشتباكات الأخيرة كانوا من أنصاره.

وكانت أحداث العنف قد اندلعت الأربعاء الماضي عندما قتل مسلحون مجهولون نائبا سابقا من حزب الشعب الباكستاني الحاكم.

ويحظى الحزب الحاكم داخل وحول كراتشي بدعم الأقلية من سكان إقليم السند كما أنهم خصوم تاريخيون لأنصار حركة قوامى المتحدة.

وأسفرت الاشتباكات العرقية التي وقعت معظمها بين الجماعتين عن مقتل أكثر من 1000 شخص في المدينة هذا العام. وقد أرجع التصاعد الأخير في أعمال العنف لعدة جماعات إجرامية لها ولاءات عرقية.

وخاضت الجماعات المسلحة من الجانبين معارك شوارع خلال الأسبوع الماضي كما هاجمت قوات الأمن. ووافق مجلس الوزراء الاتحادي الاثنين على شن عملية ضد الجماعات المسلحة في كراتشي التي يقطن بها نحو 18 مليون شخص وتعد المركز المالي للبلاد.