بكتيريا تحول السكريات لوقود

يسهم في تنويع مصادر الطاقة البديلة

TT

تعد بكتيريا «إي كولاي» (E. coli - Escherichia coli) من أكثر أنواع البكتيريا شيوعا، وتوجد في الأمعاء الغليظة (القولون) للإنسان والحيوان، وسميت بهذا الاسم نسبة لاسم مكتشفها طبيب الأطفال الألماني النمساوي ثيودور إيشيرش (1857 - 1911). وقد تسبب انتشار بعض السلالات المرضية لهذه البكتيريا، خلال شهر مايو (أيار) الماضي في ألمانيا وعدد من الدول الأوروبية، في وفاة وإصابة الكثير من الأفراد، حيث بلغ عدد الضحايا 45 حالة وفاة، معظمها في ألمانيا (43 حالة)، وأصيبت 3836 حالة، وذلك وفقا لتقرير صادر في 24 يونيو (حزيران) الماضي عن منظمة الصحة العالمية.

لكن مؤخرا، خلال شهر أغسطس (آب) الحالي، تمكن فريق بحثي من جامعة رايس الأميركية من دراسة الهندسة الجينية لبكتيريا «إي كولاي» والاستفادة منها في تحويل السكريات إلى وقود البيوتانول الحيوي، وبكفاءة 10 مرات عن الميكروبات الأخرى المستخدمة، الأمر الذي يفيد في تقليل المواد الخام المستخدمة وخفض التكلفة وعمليات التشغيل، وبالتالي إنتاج وقود حيوي رخيص، يمكن أن يسهم في التنويع في مصادر الطاقة البديلة، وبخاصة في ظل أزمات الطاقة المقبلة. وقد نشرت نتائج هذه الدراسة في عدد 10 أغسطس الحالي من مجلة «نيتشر» (الطبيعة) العلمية الشهيرة.

يذكر أن الوقود الحيوي من مصادر الطاقة المتجددة أو البديلة للنفط، التي تحظى حاليا باهتمام من بعض الدول والحكومات، لمواجهة الاعتماد المتزايد على النفط المستورد، الذي ارتفعت أسعاره في السنوات الأخيرة، ومصدر هذا الوقود كائنات حية نباتية أو حيوانية، وهناك مصدران للوقود الحيوي السائل، هما النباتات المحتوية على السكر والنشويات مثل قصب السكر والذرة، ويستخرج منها الإيثانول الذي ينطلق عند تخمر السكريات المستخلصة من هذه النباتات، والنباتات المحتوية على الزيوت مثل الصويا وعباد الشمس والقطن، وتستخرج منها الزيوت التي تعالج كيماويا للحصول على الديزل الحيوي. وقد أدى التقدم الحادث في مجالي هندسة الاحتراق والتقنية الحيوية (البيوتكنولوجي) إلى جعل عملية تحويل المواد النباتية إلى وقود سائل أو غازي عملية اقتصادية.