عشرات الدبابات تقتحم بلدات جديدة في ريف دير الزور.. و300 عنصر أمن يداهمون حيا بدمشق لاعتقال نشطاء

مقتل سيدة في قرية الشحيل بعد إصابتها بطلق ناري والأمن يحرق منازل وصيدليات

لقطة بثها موقع «شام نيوز» التابع للمعارضة السورية لتشيع أحد ضحايا المظاهرات في دمشق أمس
TT

قتلت سيدة، أمس، في قرية بشرق سوريا شهدت انتشارا أمنيا وعسكريا، وجرت عمليات اقتحام واعتقالات في مدن سورية عدة بينها العاصمة دمشق. وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أن «سيدة قتلت إثر تلقيها طلقا ناريا في قرية الشحيل الواقعة في ريف دير الزور (شرق) خلال العمليات العسكرية والأمنية المستمرة في المنطقة».

وقال نشطاء إن القوات السورية أغارت أمس على منطقة قبلية بشرق البلاد لليوم الثاني موسعة نطاق حملتها على الاحتجاجات المطالبة بالديمقراطية. وأضافوا أن دبابات ومركبات مدرعة أخرى دخلت بلدة الشحيل جنوب شرقي دير الزور التي تشهد احتجاجات يومية ضد حكم الرئيس بشار الأسد منذ بداية شهر رمضان. وقال ناشط محلي إن «التقارير الأولية التي وردت من المقيمين تتحدث عن عشرات الدبابات التي تطلق النار عشوائيا لدى اقتحامها البلدة عند الفجر. الشحيل كانت نشطة جدا في الاحتجاجات والنظام يستخدم قوة هائلة لإخافة الناس».

وذكر المرصد السوري لحقوق الإنسان أنه تم إحراق «بعض المنازل في الشحيل والبصيرة (ريف دير الزور) حيث تنتشر قوات عسكرية وأمنية كبيرة فيهما بالإضافة إلى قرى أخرى قرب مدينة الميادين (شرق)». وأفاد المرصد بأن قوات أمنية نفذت صباح أمس حملة مداهمات واسعة للمنازل داخل الميادين. ولفت المرصد إلى مقتل مواطنين اثنين يوم أول من أمس في هذه المدينة.

وقالت مصادر لـ«الشرق الأوسط» إن «أكثر من عشرين دبابة وعددا كبيرا من باصات الأمن والشبيحة، دخلت مدينة القصيرة، وإن قوات الأمن والجيش اقتحموا البيوت الآمنة وتم تفتيشها كما قامت قوات الأمن بإطلاق النار العشوائي على الناس في الحارات والشوارع». وأضافت أن «قوات الأمن أحرقت عددا من الصيدليات منها صيدلية السيد مبروك وصيدلية السيد مساعد، كما تم إحراق عدد من الدراجات النارية في البيوت وتكسير محتويات البيوت». وأكدت المصادر أنه «تم اعتقال عدد من المثقفين، منهم الدكتور جمال سليمان وتركي الشيخ». وتحدثت المصادر أيضا عن اعتقال إمام جامع البصيرة الشيخ أبو طلحة بعد محاصرة بيته.

وأضافت المصادر أن «أبناء البصيرة يعيشون في حالة من الرعب والخوف وذلك بسبب الاعتقالات العشوائية والمعاملة السيئة التي يلاقونها من قبل أفراد الجيش والشبيحة، وقد فر معظم الرجال والشباب إلى مناطق مجاورة خشية اعتقالهم». وأشارت إلى أنه «تم تفتيش أهالي ضباط كبار متطوعين في الجيش السوري في منطقة البصيرة والبريهة والكسار.. وقد داهمت قوات الأمن جميع البيوت دون تمييز وكانت التهمة الموجهة للجميع لماذا تشترك في المظاهرات ضد النظام؟».

وفي دمشق، أكد المرصد أن «أكثر من 300 عنصر أمن مدججين بالسلاح الكامل اقتحموا حي ركن الدين» فجر أمس، «ونفذوا حملة مداهمات للمنازل بحثا عن نشطاء متوارين عن الأنظار». وأشار إلى أن «مدنيا قتل مساء أمس في حي الميدان إثر إطلاق قوات الأمن الرصاص الحي على شباب أمام خيمة عزاء شهيد سقط تحت التعذيب»، مضيفا أن قوات الأمن «أطلقت قنابل مسيلة للدموع عليهم واعتقلت عددا منهم».

وفي ريف دمشق، ذكر المرصد أن «قوات الأمن اقتحمت فجر أمس مدينة زملكا وبدأت بإطلاق رصاص كثيف في الهواء وأصاب الرصاص خزانات الكهرباء مما أدى إلى حدوث انفجارات مدوية». وأضاف «كما شهدت مدينة معضمية الشام انتشارا أمنيا كثيفا ونصبت حواجز على الطريق الواصل بين المعضمية وداريا وأوتستراد صحنايا». وذكر المرصد أن «شخصا قتل وأصيب آخر بطلق ناري بالرأس في حمص (وسط) مساء أمس كما سمع إطلاق نار كثيف في حي باب الدريب»، لافتا إلى «العثور على جثمان شاب من حي بابا عمرو على مفرق بلدة كفرعايا» عصر أول من أمس.

وغربا، «نفذت الأجهزة الأمنية في مدينة جبلة أول من أمس حملة مداهمة واعتقالات في الأحياء المعارضة أسفرت عن اعتقال 9 أشخاص»، بحسب المرصد.

واستمرت المظاهرات الليلية بالخروج، وأظهر تسجيل فيديو صوره مقيمون في ضاحية دوما بدمشق محتجين يرددون هتافات يودعون فيها الزعيم الليبي معمر القذافي ويقولون إن الدور على الأسد وكانوا مبتهجين بسقوط القذافي.

وقالت منظمة «هيومان رايتس ووتش» في تقرير جديد إن قتل المدنيين الذين وثقت جماعات حقوق الإنسان السورية مقتلهم «وقع في ظروف لم يكن فيها تهديد للقوات السورية». وأضاف التقرير «الرئيس الأسد قال إنه يخوض معركة ضد جماعات إرهابية وعصابات مسلحة، والسلطات السورية زعمت أنها مارست أقصى درجات ضبط النفس خلال محاولتها السيطرة على الوضع. الادعاءان غير صحيحين». ومضى يقول إن القوات السورية قتلت 49 شخصا على الأقل منذ أبلغ الأسد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في 17 أغسطس (آب) بأن العمليات التي يقوم بها الجيش والشرطة توقفت. وأشار التقرير إلى أنه في 22 أغسطس في حمص قامت القوات السورية «بإطلاق النار على حشد من المحتجين السلميين بعد قليل من مغادرة فريق إنساني تابع للأمم المتحدة لتقييم الوضع المنطقة مما أدى إلى مقتل أربعة أشخاص».

من جهتها، ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) أمس الخميس أن «مجموعات إرهابية مسلحة» قامت أول من أمس باعتداءين في محافظة حمص (وسط) مما أسفر عن مقتل ثمانية عسكريين بينهم ضابط. وصرح مصدر عسكري مسؤول للوكالة أن «المجموعات الإرهابية المسلحة» قامت بعد ظهر الأربعاء «باعتداءين في محافظة حمص حيث أقدمت على نصب كمين في منطقة تلبيسة وأطلقت نيران أسلحتها الرشاشة على حافلة عسكرية مما أدى إلى استشهاد ضابط وجنديين وجرح خمسة آخرين». وأضاف المصدر أن «المجموعات الإرهابية نصبت كمينا آخر في الرستن وأطلقت النار على سيارة عسكرية على الطريق العام مما أدى إلى استشهاد ثلاثة صف ضباط ومجندين».

وتابع المصدر أنه «تم التصدي لتلك المجموعات وملاحقتها وإصابة عدد من أفرادها».

وجاء ذلك في وقت تداعى فيه الناشطون السوريون على صفحة الثورة السورية إلى مظاهرات جديدة اليوم في «جمعة الصبر والثبات».