الأسد: سبب الأزمة في سوريا أخلاقي.. وماضون في الإصلاح لكن يجب أن يكون مدروسا

قال إن الإصلاح لا يتناقض مع «جهود إعادة الأمن والأمان للمواطنين»

طفل سوري ينظر الى آثار القصف في منزله بحمص
TT

استنتج الرئيس السوري، بشار الأسد، أن الأزمة في سوريا، التي بدأت بانتفاضة الشعب على النظام وضد الفساد، وذهب ضحيتها أكثر من ألفي مواطن حتى الآن، سببها «أخلاقي». وقال الأسد في كلمة ألقاها ليل أول من أمس في حفل إفطار أقامه في القاعة الدمشقية تكريما لرجال الدين: «إن جزءا مهما من الأزمة سببه أخلاقي، سواء من المسؤول أو المواطن، والحل يكون بتكريس الأخلاق».

وأكد الأسد في الكلمة التي نشرتها وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا)، أن «الدولة ماضية قدما في مسيرة الإصلاح بخطوات ثابتة»، مضيفا أن «هذا الإصلاح يؤسس لمستقبل البلاد ومستقبل الأجيال القادمة، وبالتالي يجب أن يكون مدروسا بعناية، وأن يبنى على حاجات المجتمع الطبيعية، وليس حاجاته الطارئة». واعتبر الأسد أن «موضوع الإصلاح لا يتناقض مع الجهود التي تقوم بها الدولة لإعادة الأمن والأمان للمواطنين».

ودعا الرئيس السوري إلى «الانتباه للمؤامرة التي يحاول الخارج تسويقها وزرع الفتنة في البلاد، وخصوصا عبر استهدافهم لدور الجيش الوطني الذي يقوم بحماية المواطنين والممتلكات العامة والخاصة»، مشيرا إلى أن «مؤسسة الجيش تجسد الوحدة الوطنية». وقال: «الضغوط الخارجية لا تأتي من كون الغرب حريصا على الشعب السوري وعلى الإصلاح، كما يدعون، بل لأن سوريا عقدة الغرب في المنطقة، وهم يريدون من سوريا أن تقدم التنازلات، وهذا ما لن يحدث لأن الشعب السوري اختار أن تكون له إرادة وسيادة مستقلة».

ورأى الأسد الذي يتهم نظامه جماعات إرهابية مسلحة، مدعومة من تنظيم القاعدة، بحسب آخر التصريحات، بإثارة الأزمة في البلاد، أن «تجاوز هذه الأحداث بحاجة إلى تعاون الجميع، وإلى الكثير من العقل والحكمة، بدلا من الأخذ بالعواطف والانفعالات». وقال: «إن دور رجال الدين كان أساسيا في الحفاظ على الوطن وتوعية المواطن ودرء الفتنة».

واعتبر الرئيس السوري أن «ما جرى على الرغم من الألم الكبير الذي نتج عنه، فإنه أظهر المعدن الصلب والأصيل للمواطن السوري الذي يفخر به الوطن، كما أظهر الشارع السوري، وتحديدا الشارع المؤمن بأبهى صوره الوطنية». واعتبر الأسد الذي يترأس نظاما علمانيا في سوريا، أن «التصرفات الفردية من قبل بعض الأشخاص، مسؤولين أو مواطنين عاديين، وخصوصا تلك التي تسيء إلى المقدسات، هي تصرفات فردية لا يجوز تعميمها، فالتعميم يعني أن تحمل نفس وزر أخرى».

ودعا «الجميع من رجال دين ومسؤولين، إلى تحمل مسؤولياتهم في تعزيز اللحمة بين أبناء الشعب السوري، والمشاركة في عملية الإصلاح يدا بيد»، مؤكدا أن «الاختلاف في الرأي أمر صحي، طالما أن الهدف واحد وهو بناء الوطن، وطالما أنه لا يؤدي إلى الافتراق والتفرقة». وشارك في حفل الإفطار، بحسب ما جاء في خبر «سانا»، وزير الأوقاف محمد عبد الستار، والمفتي العام للجمهورية أحمد بدر الدين حسون، والشيخ محمد سعيد رمضان البوطي، ومفتي حمص الشيخ محمد فتح الله القاضي، والشيخ مصطفى عباس خطيب مسجد المدفن في حماه، والشيخ محمد دلال إمام مسجد التوحيد في إدلب وغيرهم.

ويشار إلى أن ناشطين سوريين يتهمون قوات الأمن والشبيحة «بالكفر الصريح»، وإجبار المعتقلين على النطق بالكفر، إذ يجبرونهم على القول إن «ربهم بشار»، وفي كل منطقة تتعرض لاجتياح الشبيحة يقومون بالكتابة على الجدران «ربكم بشار» أو «رب العرب بشار» الأمر الذي أثار الاستياء في الشارع.