القذافي يلجأ لقناة «الرأي» في دمشق لبث تسجيلاته الصوتية

مشعان الجبوري صاحب القناة لـ«الشرق الأوسط»: يشرفنا أن نأخذ أموالا من القذافي عن أن نتسلمها من قوات الاحتلال

مشعان الجبوري
TT

قال رجل الأعمال العراقي مشعان الجبوري، المقيم في العاصمة السورية دمشق، إن «قناة (الرأي) التي بثت اليوم (أمس) الخطاب الثالث للزعيم الليبي معمر القذافي تابعة لي، وهي قناة تلفزيونية فضائية إخبارية سياسية سورية تبث برامجها من دمشق، وتعمل وفق القانون السوري»، مشيرا إلى أن «قناة (العروبة) هي قناة عربية، ونعدها شقيقة لقناتنا (الرأي)».

وكشف الجبوري لـ«الشرق الأوسط»، عبر الهاتف من دمشق، أمس عن أنه سيطلق خلال الساعات الـ48 المقبلة قناة فضائية جديدة باسم قناة «المقاومة»، وستبث من بلد عربي إسلامي (دون أن يحدد موقع البث).

وأوضح الجبوري، الذي يصدر من هولندا صحيفة سياسية أسبوعية باسم «الاتجاه الآخر»، أن قناة «الرأي» عمرها خمس سنوات، وأن الإدارة الأميركية فرضت عليها عقوبات منذ أربع سنوات لاتهام الأميركيين لها بدعم الإرهاب «لأننا ندعم المقاومة العراقية»، مؤكدا على «اننا سندعم أي مقاومة ضد احتلال القوات الغربية، وفي أي مكان في العالم». وحول دعم القناة للعقيد القذافي، قال الجبوري «نحن لا ندعم أشخاصا ولسنا مع رؤساء، وإنما ندعم الشعب الليبي، ودعمنا للقذافي يأتي من كونه تحول اليوم إلى زعيم مقاومة ضد قوات الناتو التي تريد احتلال بلد عربي مثل ليبيا، وإذا استشهد القذافي اليوم فإن دعمنا للمقاومة الليبية سوف يستمر، كما دعمنا وما زلنا ندعم المقاومة العراقية ضد الاحتلال الأميركي للعراق»، واصفا الثوار الليبيين بأنهم «ثوار الناتو».

وحول ما إذا كان هذا الدعم للقذافي هو عبارة عن مصالح مالية، وأنه تلقى أموالا من القذافي، قال الجبوري «يشرفنا جدا أن نتلقى الأموال من القذافي ومن المقاومة الليبية عن أن نتلقاها من الأميركان أو البريطانيين أو القطريين أو الإسرائيليين أو باقي الدول الأوروبية»، مشيرا إلى أن قناة «الرأي» ليست بحاجة إلى أي دعم من أحد، ومشددا على أن «هذا أمر مشرف أن نأخذ الأموال من القذافي».

وبشأن المصلحة التي تجنيها القناة بإذاعتها خطابات القذافي، قال الجبوري «نحن مع المقاومة في كل مكان، إذ لا يمكن أن نكون مع الشعب العراقي ضد الاحتلال الأميركي ونسكت على ما يحدث من احتلال لقوات الناتو لشعبنا العربي الليبي».

وفي تعليقه على ما تعرضه القنوات العربية والغربية العالمية بشأن ما حققه ثوار ليبيا وسيطرتهم على الأوضاع في المدن الليبية، قال صاحب قناة الرأي «نعم هؤلاء ثوار الناتو، فالناتو هو من سيطر على الشوارع وأجزاء من المدن، أما المقاومة الليبية لاحتلال الناتو فسوف تخرج بالآلاف، وهناك أبناء القبائل العربية الذين سوف يتصدون للاحتلال الغربي لبلدهم»، واصفا القنوات العربية والغربية التي تبث انتصارات الشعب الليبي بأنها «قنوات تشوه الحقائق وتزيفها مثلما زيفت الحقائق ضد العراق، وتحدثت عن أسلحة الدمار الشامل والقنبلة الذرية من أجل التمهيد لاحتلاله».

وحول أسباب مناصرته للقذافي الذي اضطهد شعبه طوال أكثر من أربعة عقود، قال «أنا لا أعرف شيئا عن ذلك، ولم أزر ليبيا لأطلع على حقيقة الأمور هناك، وما يهمنا هو مقاومة الاحتلال ومناصرة شعبنا الليبي».

ولم يوضح الجبوري ما إذا كانت خطابات القذافي التي تبثها قناة «الرأي» تصلهم مباشرة وحية أم مسجلة، وقال «نحن تشرفنا اليوم (أمس) ببث الخطاب الثالث للقذافي، الذي ألقاه مباشرة من أحد شوارع طرابلس، ولا أستطيع أن أتحدث عن طريقة وصول الخطاب سواء كان حيا أو مسجلا، ودعوا للأجهزة الاستخبارية البحث في هذه الأمور السرية»، مشيرا إلى «اننا نمتلك تجربة غنية في هذا المجال من خلال عملنا مع المقاومة العراقية».

وأكد أن القذافي «لا يزال موجودا في ليبيا بل وفي طرابلس، وهو يقود بنفسه المقاومة، وقناعتي أنه سيقاتل حتى يستشهد»، مستبعدا أن «تكون نهايته (القذافي) مشابهة لنهاية الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين (الذي تم القبض عليه في حفرة بمزرعة قرب بلدة الدور، وتمت محاكمته وإعدامه شنقا)»، وقال «إن البيئة الليبية تختلف عن العراقية، وهنا توجد قبائل عربية تستطيع حماية القذافي كما حمت القبائل العربية عزة الدوري كزعيم للمقاومة العراقية».

وفي ما يتعلق بقناة «العروبة» التي تبث هي الأخرى خطابات القذافي، قال الجبوري إن «قناة (العروبة) تبث من بلد عربي آخر، ولا تبث من سوريا، ونحن نعتبرها قناة شقيقة لـ(الرأي)».