أصوات إسرائيلية تثير التساؤلات حول عملية إيلات

بعد الشكوك التي أثارها عضو المكتب السياسي لحماس حولها

TT

ضمت الكاتبة الإسرائيلية عميرة هس صوتها إلى صوت عضو المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة، محمود الزهار في إثارة الشكوك والتساؤلات حول هوية منفذي عملية إيلات التي وقعت يوم الخميس الماضي وقتل فيها 8 إسرائيليين وجرح أكثر من 25 آخرين.

وكان الزهار قد قال في مقابلة أجرتها معه وكالة «معا» الفلسطينية، قد شكك في العملية بوصفها بالغامضة. وتساءل الزهار عن السبب وراء استمرار إسرائيل في إخفاء هويات الفاعلين، مستطردا «حتى الآن لا نعرف من هم ومن أين جاءوا.. ولم تعلن إسرائيل عن أسمائهم.. ولم تقم بنشر صورهم أو حتى صور القتلى الإسرائيليين، بعكس ما كانت تعمل في مثل هذه العمليات»، مضيفا أن العملية لم يتبناها أي فصيل فلسطيني. واتهم إسرائيل باختلاق الأسباب لشن عدوان على غزة، وقال: «تم العدوان بقصد العدوان ودون أي مبرر، ثم اعتدوا على قائد كبير من قادة المقاومة الشعبية في رفح، أبو عوض النيرب، وخمسة آخرين، مما دفع المقاومة إلى الرد والدفاع عن النفس».

وأشارت هس في تقرير لها نشرته صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية في عددها الصادر أمس، أنه وقد مر على تنفيذ العملية 8 أيام لم يشهد قطاع غزة أي بيت عزاء في القطاع، ولم تشر أي تقارير إلى وجود عائلات فلسطينية تبكي أبناء لها قتلوا خلال العملية التي شارك فيها حسب المزاعم الإسرائيلية ما لا يقل عن 12 شخصا، خاصة أن مثل هذه الأمور لا يمكن إخفاؤها.

وسلطت هس الضوء على عدم مطالبة أي من العائلات الفلسطينية في القطاع باستعادة جثث أبناء لها لدفنها يفترض أنهم شاركوا في تنفيذ هجمات إيلات، كما جرت العادة. وأضافت أن حقيقة عدم وجود بيوت عزاء يعزز الإحساس العام في قطاع غزة بأن منفذي الهجمات لم يخرجوا من القطاع، خلافا لادعاءات أجهزة الأمن «الإسرائيلية».

ونسبت هس القول إلى ناشط اجتماعي مخضرم القول إنه لو افترضنا جدلا أن عائلات المنفذين تلقت التعليمات بإخفاء حزنها، فإن مثل هذه الأخبار يصعب إخفاؤها. ويعزز غياب سرادق العزاء، الإحساس العام في القطاع بأن الفاعلين لم ينطلقوا من قطاع غزة. ويميل أهالي القطاع حسب هس، إلى عدم تصديق الرواية الإسرائيلية التي تدعي أن قيادة لجان المقاومة الشعبية وذراعها العسكرية (كتائب الناصر صلاح الدين) هي التي خططت لها، ونفذت عملياتها الانتقامية بناء على ذلك بعد ساعات قليلة من الإعلان عن العملية فقتلت 3 قيادات عسكرية كبيرة في لجان المقاومة الشعبية التي اتهمتها بالوقوف وراء العملية على الرغم من نفي هذا التنظيم مسؤوليته عنها. ومن بين الذين قتلوا كمال النيرب الأمين العام لكتائب الناصر صلاح الدين الجناح العكسري للجان، والقائد العسكري عماد حامد، ومسؤول التصنيع فيها خالد شعت.

ولفتت في هذا السياق إلى ما أشارت إليه إحدى الصحف المصرية، وهو أن أجهزة الأمن المصرية تمكنت من تشخيص 3 ممن شاركوا فيها، وأنهم مصريون. وفي المقابل، فقد أعلن الناطق بلسان لجان المقاومة الشعبية أن حركته تهنئ بتنفيذ العملية، ولكنها لم تخطط لها. وأشارت الكاتبة في هذا السياق إلى أن النيرب كان محبوبا في رفح، ليس بسبب قدراته العسكرية، وإنما بسبب الدور الذي كان يؤديه في سنواته الأخيرة، من جهة التدخل لتحقيق المصالحة في الخلافات العائلية، وبين حركتي حماس وفتح، وكناشط سابق في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، قبل أن يتحول إلى لجان المقاومة، كما لم يتردد في توجيه النقد لحركة حماس.