نحو 2000 أميركي من اليمين المتطرف يتظاهرون في إسرائيل ضد سياسة أوباما

يعتبرون الاستيطان في الضفة الغربية حلا لمشاكل الإسكان الإسرائيلية

TT

نظمت مظاهرة كبيرة في القدس المحتلة، الليلة قبل الماضية، شارك فيها نحو 2000 أميركي من الجناح اليميني المتطرف في الولايات المتحدة قادها المذيع التلفزيوني المتزمت جلين بيك، احتجاجا على سياسة الرئيس الأميركي باراك أوباما التي يعتبرونها «معادية لإسرائيل» وللإعلان عن دعمهم الكامل للحكومة الإسرائيلية ومشاريعها الاستيطانية في الضفة الغربية.

واحتشدت المظاهرة في ساحة البراق، أمام حائط البراق الذي يطلق عليه اليهود حائط «المبكى» اعتقادا منهم أنه الحائط المتبقي من هيكل سليمان المزعوم.

ونقلت وقائع المظاهرة بالبث المباشر في قنوات تلفزيون يمينية في 80 دولة، بينها قناة «المستوطنين» في الضفة الغربية. وقال بيك الذي كان يقدم برنامج في شبكة «فوكس نيوز» الإخبارية الأميركية، إن الهدف منها هو «تجنيد شعوب العالم للوقوف إلى جانب إسرائيل في مواجهة كارهيها العرب وأعدائها الفلسطينيين». وهي المظاهرة الثانية التي يقيمها في إسرائيل خلال أسبوع، حيث أقيمت الأولى في مدينة قيساريا الساحلية بمشاركة 3000 أميركي من أنصاره، بينهم الكاتب مايك إيفانس والمؤرخ ديفيد بيرتون والقس جون هيجي والممثلان السينمائيان، جون وايت وتشاك نوريس.

وقد روج بيك لهذه الزيارة ببث شريط فيديو وزع مجانا في المدن الأميركية يظهر فيه دعوة الرئيس باراك أوباما بتجميد البناء الاستيطاني وإقامة دولة فلسطينية على أساس حدود 1967 مع تعديلات طفيفة، «نوعا من العربدة السياسية وممارسة الضغط الممنوع على إسرائيل». ويقول إنه في عهد أوباما دخل البيت الأبيض العشرات من الشيوعيين في ثوب رأسمالي كاذب ومخادع. وهاجم بيك حملة الاحتجاج الشعبي في إسرائيل للمطالبة بالعدالة الاجتماعية، التي شارك فيها نحو 300 ألف مواطن في إسرائيل. واعتبرهم «أغبياء». وقال إن المستوطنات هي الحل الأمثل لأزمة ارتفاع أسعار الشقق في إسرائيل. ودعا الفلسطينيين إلى إبداء الكرم والشهامة والتوقف عن حربهم ضد الاستيطان.

يذكر أن بيك من المسيحيين الصهاينة في الولايات المتحدة. ويعتبر من غلاة المتطرفين المتزمتين، إلى درجة أن شبكة القنوات التلفزيونية اليمينية «فوكس»، لم تحتمل تطرفه وطردته. ولكنه أسس محطة تلفزيونية خاصة به تدعى «جي بي تي في» (GBTV). وقد اعترف على نفسه بأنه متعاط للمخدرات ومدمن كحول تاب الله عليه وأرشده إلى طريق الصواب، وأنه متدين متزمت في الدين المسيحي، يحارب الرئيس أوباما ويتهمه بالخيانة لأنه سعى إلى رفع سقف الديون الأميركية ووصفه ذات مرة بأنه «أسود عنصري ضد البيض». ينتسب إلى حركة «حتي بارتي»، التي تقود المتطرفين اليمينيين في الولايات المتحدة. يقف في خندق واحد مع أولئك المتزمتين المسيحيين الذين يؤمنون بأن هذا العالم بالشكل الذي نعرفه اليوم، سوف ينهار بعد 20 سنة، وأن اليهود سيتعرضون لكارثة قومية أخرى شبيهة بالمحرقة النازية. وقال: «عندئذ، سيعود المسيح المخلص إلى شعبه على هذه الأرض».

ويثير ظهور بيك في الآونة الأخيرة في عدة نشاطات مكثفة دعما لإسرائيل وزياراته المتلاحقة إليها (زارها فقط في الشهر الماضي)، جدلا في صفوف اليهود الأميركيين ويؤدي إلى شق صفوفهم في تقويم أهدافه. وحسب صحيفة «هآرتس»، فإن «الكثيرين من قيادة يهود الولايات المتحدة يعتبرونه انتهازيا يحاول ترميم وضعه الشخصي المنهار في الشارع الأميركي ويسوق لقناته التلفزيونية ويستخدم إسرائيل مطية في معركته لتحقيق أهدافه». ويقولون إنه «ديماغوجي خطير لم يعرف التاريخ الأميركي ديماغوجيا مثله، منذ عهد السيناتور جو مكارثي».