برهم صالح يعتمد نظام اللامركزية في الإدارة لأول مرة في العراق

أعلن عن تشكيل ثلاث إدارات مستقلة في الإقليم.. وتعهد ببناء منزل لكل عائلة من ضحايا الأنفال

برهم صالح خلال جولته التفقدية في مدن إقليم كردستان («الشرق الأوسط»)
TT

في إطار جولاته المستمرة بمختلف مناطق كردستان لتفقد أحوال المواطنين والوقوف على احتياجاتهم، ولمعاينة الأوضاع الأمنية المتأزمة في مناطق خانقين، زار برهم صالح رئيس حكومة الإقليم على مدى اليومين الماضيين عددا من الأقضية والنواحي التابعة للقضاء، والتقى بالقادة العسكريين والأمنيين ومواطني المنطقة، وأكد خلال لقاءاته أن «إرسال قوات البيشمركة الكردية إلى مناطق خانقين وجلولاء والسعدية هو من أجل حماية أرواح المواطنين وصد الهجمات الإرهابية التي تستهدف أبناء الشعب الكردي هناك»، مؤكدا أن «زمن التهديدات وقتل وقمع الكرد قد ولى للأبد، وأن قيادة الإقليم لن تسكت عن أي تجاوزات واعتداءات تستهدف أبناء المنطقة من مختلف مكوناتها الأصيلة».

وفي زيارة أخرى لقضاء كلار، وهو مركز إدارة كرميان التابعة لحكومة الإقليم، أبلغ رئيس الحكومة مسؤولي الإدارة بأن رئيس الإقليم مسعود بارزاني صادق على قرار يقضي بتحويل إدارات أقضية «رانية وسوران وحلبجة» إلى إدارات مستقلة لا مركزية على غرار إدارة كرميان، وأن بارزاني اقترح تحويل أقضية «زاخو وعقرة وكويسنجق» أيضا إلى إدارات مستقلة، مشيرا إلى أن «الهدف من استحداث هذه الإدارات هو لإعطاء أكبر قدر من الاستقلالية الإدارية لهذه المناطق لإنجاز أعمال الحكومة وتسهيل معاملات المواطنين، وتطهير الإدارات الحكومية من الفساد والقضاء على الروتين الإداري، وكل ذلك يندرج في إطار حملة الإصلاحات التي بدأتها قيادة الإقليم والحكومة». وأضاف صالح أن «استحداث تلك الإدارات سيؤدي إلى إنزال السلطات والصلاحيات إلى الحلقات الأدنى في الحكومة، واعتماد نظام اللامركزية في الإدارة، وهذه ستكون تجربة نموذجية في العراق الجديد تتطابق مع روح ومبادئ دستوره الدائم، وتنهي السيطرة المركزية للحكومة على وحداتها الإدارية».

وفي اجتماعه بمسؤولي إدارة منطقة كرميان أشار صالح إلى أن «هذه المنطقة من كردستان تحتاج إلى المزيد من الجهود لتطوير الواقع الخدمي والإنمائي، ولذلك فإن حكومة الإقليم ستسعى للتخطيط لمشاريع تسهم في إنهاض وإحياء البنية التحتية لهذه المناطق». وفي لقاء له مع مسؤولي منظمات كوردوسايد (جاك) المعنية بحقوق شهداء عمليات الأنفال وجمعية الدفاع عن ضحايا الأنفال ومنظمة 14-4، تعهد برهم صالح رئيس حكومة إقليم كردستان ببناء بيت لكل عائلة من عوائل ضحايا الأنفال، مشيرا إلى أنه «خلال فترة قليلة قادمة سيتم البدء بإنشاء عدد من الدور السكنية لتوزيعها على عوائل شهداء الأنفال، وفي المراحل القادمة وبموجب خطط الحكومة سيتم بناء العدد الكافي من هذه الدور لتوزيعها على جميع عوائل الأنفال من دون استثناء». وفي ما يتعلق بدعوات إعادة رفاة ضحايا الأنفال بالمقابر الجماعية بجنوب العراق قال صالح «إن حكومة الإقليم شكلت فرقا فنية متخصصة بفتح المقابر الجماعية من أجل الاستعداد للذهاب إلى مناطق الجنوب لإعادة رفاة ضحايا الأنفال الذين دفنوا فيها».

يذكر أن منطقة كرميان تعتبر من أكثر المناطق الكردية المتضررة من حملات الأنفال التي تركزت عملياتها بمراحلها الثماني بين عامي 1988و1989 في تلك المنطقة، وكان أكبر عدد من القتلى المدفونين في المقابر الجماعية هم من سكان المنطقة.

وكانت حكومة الإقليم وبحسب إحصائياتها الرسمية قد رصدت في ميزانيتها السنوية لعامي 2010 و2011 مبلغا يقدر بـ280 مليار دينار لإنجاز مشاريع التنمية والإعمار بإدارة كرميان، مما أسهم في انخفاض حاد في مشكلة السكن، حيث تشير تلك الإحصائيات إلى أن نسبة 5 في المائة فقط من سكان المنطقة يعيشون في بيوت مستأجرة.