نيجيرفان بارزاني يصل إلى طهران مبعوثا من رئيس إقليم كردستان

لجنة برلمانية تدعو الحكومة الكردية إلى اللجوء لمحكمة لاهاي

كرديتان عراقيتان تعرض منزلهما قرب جبال قنديل للقصف المدفعي الإيراني، حيث يشاهد بقايا القنبلة وسط غرفة النوم، أول من أمس (رويترز)
TT

وسط مخاوف من التقارب الإيراني التركي الذي انعكس مؤخرا على وضع الحدود المشتركة للدولتين المجاورتين مع العراق، وفيما تتواصل المظاهرات الشعبية في بغداد وأرجاء مدن كردستان العراق تنديدا باستمرار القصفين المدفعي الإيراني والجوي التركي، وصل نيجيرفان بارزاني نائب رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني إلى طهران يوم أمس مبعوثا من الزعيم الكردي مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان العراق لإجراء المباحثات حول تداعيات القصف الإيراني المتواصل ضد قرى وسكان الحدود.

وبحسب مصادر مرافقة للوفد الكردي، فإنها أشارت لوسائل الإعلام المحلية إلى أن «بارزاني بحث مع الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد تداعيات وضع الحدود واستمرار العمليات العسكرية هناك، إلى جانب بحث تطوير وتمتين العلاقات بين الجانبين». ووصفت تلك المصادر المحادثات التي أجريت بأنها «كانت ناجحة جدا، وأن أخبارا سارة سيعلن عنها قريبا حول عودة الأمن والهدوء للمنطقة». ونقلت تلك المصادر عن الرئيس الإيراني إشادته بالعلاقات التاريخية التي تربط العراق وإيران، معلنا أن إيران راغبة في تقديم العون للعراق في مختلف الجوانب، مشيرا إلى أن وجود عراق مزدهر وآمن يصب في مصلحة إيران والمنطقة، مؤكدا دعم إيران في مختلف الجوانب بهذا الصدد. ومن جانبه أعلن نيجيرفان بارزاني أن «أمن واستقرار إيران يهمنا بقدر ما يهمنا أمن واستقرار العراق، ونعتقد أن مشاكل المنطقة ينبغي حلها عن طريق التعاون والحوار»، مشيرا إلى أن «العراق يعارض أي عمل من شأنه تعريض مصالح إيران للخطر».

في غضون ذلك، زار مسعود بارزاني رئيس إقليم كردستان يوم الخميس منطقة قلعة دزة لتفقد أحوال النازحين من قرى الحدود والمشاركة بمراسم العزاء المقامة لضحايا القصف التركي. والتقى بارزاني خلال زيارته بعدد من العوائل المهجرة من جراء القصفين التركي والإيراني على قرى الإقليم في ناحية بشدر والتي تسكن حاليا في مخيمات مؤقتة قرب ناحية زاراوة الحدودية.

إلى ذلك، أعلن سكان مدينة رانية الحدودية الإضراب العام احتجاجا على استمرار القصف الإيراني لمناطقها. وأغلقت المحلات بالكامل يوم أمس للتعبير عن الغضب الشعبي تجاه الاعتداءات الإيرانية. فيما شهدت مدن سيد صادق وكويسنجق وطق طق والعمادية مظاهرات شعبية غاضبة تنديدا بالقصفين الإيراني والتركي، في الوقت الذي خصصت فيه الحكومة العراقية مبلغا قدره مليارا دينار لتقديم التعويضات للعوائل المتضررة والنازحة من المنطقة هربا من القصف.

في غضون ذلك، يستعد البرلمان الكردستاني لعقد جلسة طارئة لاتخاذ التدابير اللازمة لمواجهة التهديدين الإيراني والتركي، وحسب مصدر خاص بـ«الشرق الأوسط» ناقش أعضاء البرلمان يوم أمس الخميس التقرير الذي قدمته لجنة الأمن والداخلية ودعت فيه إلى إيجاد حلول عاجلة للمشكلة الحدودية، وطلبت من حكومة الإقليم الاستعجال بمعالجة مشكلة إيواء المئات من العوائل النازحة من قرى الحدود. ودعت لجنة الأمن والداخلية بالبرلمان الكردستاني حكومة الإقليم إلى تسجيل دعوى قضائية ضد تركيا في محكمة العدل الدولية بلاهاي، ودعت أيضا دول الجوار إلى سحب جميع مؤسساتها ومراكزها العسكرية والاستخبارية داخل مناطق إقليم كردستان وإنهاء أي وجود لها في حدود الإقليم.

وطالبت اللجنة كلا من حزبي الحياة الحرة (بيجاك) المعارض لإيران، والعمال الكردستاني المعارض لتركيا، بالسعي إلى حل خلافاتهما مع إيران وتركيا عن طريق الحوار السلمي بعيدا عن العنف والهجمات العسكرية وعدم استخدام أراضي الإقليم منطلقا لشن الهجمات على البلدين. وأشارت لجنة الأمن والداخلية بالبرلمان الكردستاني إلى أن 12 شخصا قتلوا في الهجمات الإيرانية والتركية الأخيرة، وأن 670 عائلة كردية نزحت من حدود قضاء سيدكان، و121 عائلة من منطقة ورتي، فيما لحقت الأضرار المادية بأكثر من 600 من مربي النحل و400 بيت لمزارعي المنطقة.