محاكمة مسؤولة إقليمية في حزب برلسكوني

بتهمة الترويج للبغاء وتجنيد عدد من النساء القصر لممارسة الرذيلة مع رئيس الوزراء

سيلفيو برلسكوني
TT

وصلت نيكول مينيتي، وهي العضو المنتخب في المجلس التشريعي لإقليم لومبارديا، الذي يعد أكبر إقليم في إيطاليا، إلى العمل وهي ترتدي ملابس لا تصلح إلا للحفلات الماجنة التي تقام على اليخوت. ظهرت مينيتي، التي تبلغ من العمر 26 عاما، وتعد أحد أعضاء حزب رئيس الوزراء سيلفيو برلسكوني، بشعرها البني اللامع وعظام وجنتها المرتفعة وشفاهها الجميلة التي ربما تكون محقونة بمادة البوتوكس، وهي ترتدي بلوزة بيضاء كاشفة لما تحتها، وتنورة ضيقة، وكعبا مرتفعا.

وعلى الرغم من هذا المظهر المذهل، فإن هناك من ينتقص من قدرها ويعتبر وجهها معبرا عن كل الأشياء غير الجذابة في إيطاليا تحت قيادة برلسكوني. إنهم يرون مينيتي كرمز لبلد يتم فيه مكافأة الجاذبية الجنسية والولاء الأعمى لبرلسكوني بالمناصب الحكومية.

وفي أكتوبر (تشرين الأول) المقبل، سوف يتم التحقيق في هذه القضايا؛ عندما تقرر إحدى المحاكم في ميلانو ما إذا كان سيتم محاكمة مينيتي بتهمة الترويج للبغاء وتجنيد عدد من النساء القُصر للممارسة الرذيلة مع برلسكوني.

وسوف تعيد المحكمة شبح حفلات «بونغا بونغا» الجنسية التي كان يقيمها برلسكوني، والتي كانت تحضرها مينيتي بنفسها، والوعود التي تذكر الإيطاليين المحبطين بأن رئيس الوزراء المشغول الآن بالتعامل مع الكارثة الاقتصادية قد حول طاقاته في كثير من الأحيان لشؤونه الشخصية.

وتقول مينيتي، التي تعلق في مكتبها صورة لها مع برلسكوني وهي تضع ذراعيها العاريين على أكتافه: «إنها ليست مسألة أن يعرفك الناس لأنك ممثلة مشهورة أو عارضة أزياء شهيرة أو سياسية معروفة. ما أود القيام به هو محاولة تغيير هذا الوضع. يعتقد برلسكوني حقا أنه يمكن إخراج شيء جيد للغاية من شيء سيئ للغاية».

وقد نشأت مينيتي في بلدة ريميني الساحلية، وكانت تعلق ملصقات عن الموضة والأزياء على جدران غرفة نومها وترقص في ورشة عمل والدتها الخاصة بالباليه. وأشارت جدتها إلى أنها تسعى إلى تحقيق الاستقرار المالي من خلال العمل ككاتبة عدل، وهو ما نفته مينيتي قائلة: «من الواضح أنني لم أفعل ذلك».

وبدلا من ذلك، توجهت مينيتي إلى دراسة طب الأسنان في مستشفي سان رافاييل الجامعي في مدينة ميلانو، وقالت: «لقد كنت دائما مفتونة بالأسنان».

وعندما كانت طالبة، التقت ببعض منتجي التلفزيون في المقهى الموجود تحت شقتها، وقالت: «لم نكن نفعل شيئا. إنه مجرد نوع من الوقوف على...» وتوقفت عن الحديث برهة لكي تنظر إلى والدها، أنطونيو، الذي كان يعمل مديرا لها، والذي كان يجلس مع وكيل الدعاية والإعلان الخاص بها والمساعد التشريعي.

واعترفت مينيتي بأن الرقص لم يكن هو الشيء المناسب لها، غير أن المسؤولين التنفيذيين في شركة «ميدياست» التلفزيونية التي يملكها برلسكوني قد رأوا فيها شيئا مبشرا. وفي عام 2009، رقصت في عرض يسمى «كولورادو كافيه»، وكانت ترتدي فيه زيا مدرسيا مثيرا.

وفي ديسمبر (كانون الأول) من عام 2009، هاجم رجل مختل عقليا برلسكوني وكسر أسنانه، ولذا قام رئيس الوزراء بتقويم أسنانه في مستشفى سان رافاييل الذي كانت تدرس به مينيتي، التي تصر على أنها لم تقم أبدا بعلاج رئيس الوزراء، قائلة: «لم أنظر مطلقا إلى فم رئيس الوزراء»، ولكنها قالت إنها التقت به في جناح الأمراض الجلدية في المستشفى، حيث كان برلسكوني في زيارة للخضوع لعملية جراحية (وأوضحت أن هناك ارتباطا وثيق بين الأمراض الجلدية والأسنان).

وقالت مينيتي: «ذهبت إليه وقلت له مرحبا». وبعد ذلك بفترة وجيزة، اتصل بها برلسكوني ودعاها إلى إفطار سياسي في فيلته، ثم دعاها بعد ذلك إلى تناول العشاء معه. وقالت مينيتي: «لقد دخلت في علاقة، ولذا كان يجب تناول العشاء»، ووصفت علاقتها مع برلسكوني بأنها علاقة بين الصداقة والرومانسية.

وقد أثمرت هذه الصداقة الكثير من الفوائد، ففي شهر فبراير (شباط) من عام 2010، اختار برلسكوني مينيتي لكي تمثل حزبه في الانتخابات الإقليمية، ويعد ذلك بمثابة تعيين في الأساس، لأن الإيطاليين يصوتون لصالح الحزب وليس لصالح مرشحين، بالإضافة إلى أن لومبارديا تعد معقل رئيس الوزراء.

ورفضت مينيتي الاتهامات الموجهة إليها بتنظيم حفلات «بونغا بونغا»، وقالت إن المدعوين كانوا يرقصون، ولكن برلسكوني لم يكن يفعل ذلك، ولكنه كان «يجلس فقط»، حسب قولها. وفي السابع والعشرين من شهر مايو (أيار) من عام 2010، قفز برلسكوني إلى قلب الأحداث، عندما ألقت الشرطة القبض على كريمة المحروق المعروفة باسم (سارقة القلوب روبي)، التي كانت تحضر الحفلات التي ينظمها برلسكوني. وأرسل برلسكوني مينيتي لإطلاق سراح روبي من قسم الشرطة بميلانو.

ومثلها مثل برلسكوني، تنفي مينيتي ارتكاب أي مخالفات وتدعى بأن أي أخطاء محتملة قد حدثت بسبب سنها الصغيرة، التي تستشهد بها باستمرار (حيث قالت في إحدى المقابلات: «ولا سيما أنني صغيرة جدا»، وقالت في مقابلة أخرى: «لقد كنت، أقصد أنني، صغيرة جدا»).

وقالت إن المحادثات التي تم التنصت عليها وتسريبها إلى وسائل الإعلام الإيطالية كانت خارج السياق، حيث إن الهدايا والأموال التي أعطاها برلسكوني لبعض الفتيات تعكس فقط كرمه وتشجيعه للشباب. وأضافت: «إنه يحب الشباب»، قبل أن تراجع نفسها وتقول: «لا، إنه يؤمن بالشباب».

* خدمة «واشنطن بوست» خاص بـ«الشرق الأوسط»