المعارضة تدعو ضباط الجيش والأمن إلى رفض الأوامر.. والجندي: صالح لن يعود منتقما

اليمن: اغتيال ضابط في المخابرات مؤيد للثورة في تعز

TT

لقي ضابط في المخابرات اليمنية مصرعه في هجوم مسلح بمدينة تعز، التي تشهد مواجهات مسلحة بين قوات الحرس الجمهوري والمسلحين المؤيدين للثورة، ويعد هذا الحادث هو الأول من نوعه منذ بدء الاحتجاجات قبل عدة أشهر، هذا في وقت خرجت مظاهرات للمؤيدين والمعارضين للنظام في صنعاء وباقي المحافظات اليمنية.

وقالت مصادر في تعز إن مسلحا مجهولا كان يستقل دراجة نارية، أطلق النار على العقيد في جهاز الأمن السياسي (المخابرات) بوسط المدينة، وبالقرب من مقر عمله، فارداه قتيلا على الفور، وللمرة الأولى يقتل أحد المسؤولين الأمنيين في تعز بهذه الطريقة التي كانت، خلال أكثر من عام ونصف العام، سائدة في محافظة أبين، التي استهدف بواسطتها مسلحون يعتقد أنهم إسلاميون متشددون، ضباط المخابرات وأجهزة الأمن المختلفة في أبين.

وحسب المصادر، فإن ضابط المخابرات الصريع هو أحد الضباط المؤيدين للثورة، وأنه سبق أن تلقى تهديدات بالقتل، وكان عدد من المتظاهرين سقطوا جرحى في تفريق قوات الأمن ومسلحين بزي مدني لمتظاهرين خرجوا إلى الشوارع بعد قيام قوات أمنية بمهاجمة ساحة الاعتصام أو «ساحة الحسم».

إلى ذلك، خرجت حشود كبيرة من المتظاهرين في معظم المحافظات اليمنية، بدعوة من «المجلس الوطني»، الذي شكلته المعارضة اليمنية، منتصف الشهر الحالي، للمشاركة فيما سمي «جمعة بشائر النصر»، وبعد يوم واحد على دعوة المجلس المواطنين للتظاهر في الحشود الأسبوعية المطالبة برحيل نظام الرئيس علي عبد الله صالح، في وقت خرجت فيه مظاهرة لمؤيدي نظام الرئيس صالح في صنعاء فيما أطلق عليها «جمعة الشهيد».

وطالب المتظاهرون بسرعة الحسم الثوري، ولم تمر المظاهرات بسلاسة كما هو الحال في الأسابيع القليلة الماضية، فقد أطلق مسلحون بزي مدني النار على متظاهرين في محافظة البيضاء وأصابوا عددا من المتظاهرين بجراح متفاوتة.

وكان «المجلس الوطني» عقد اجتماعه الثاني منذ تأسيسه، وأقر فيه «اللائحة الداخلية لعمل المجلس وتكليف اللجان بالاستمرار في عملها، كما تم إقرار الموجهات العامة لعمل المجلس وهيئاته المختلفة كخطوط عريضة لنشاطه خلال المرحلة المقبلة، وارتكزت على التمسك بنهج النضال الثوري السلمي لاستكمال عملية التغيير وإسقاط النظام الفاسد وإنجاز مهام الثورة، وبالتالي ضرورة تفعيل وتصعيد النشاط الميداني الثوري السلمي داخل الساحات، وتوسيع قاعدته بنشر الثورة من الساحات إلى كل أنحاء البلاد»، وحسب بلاغ صحافي صادر عن المجلس، فإنه وقف «طويلا أمام المطالب المرفوعة من شباب الساحات بشأن التصعيد الثوري بكافة الوسائل السلمية لتحقيق الهدف الأساسي للثورة في إسقاط النظام الفاقد للشرعية والمعطل لاستمرار الحياة الطبيعية في البلاد». وقال المجلس: «ندعو أبناء قواتنا المسلحة المنظمين للثورة القيام بواجبهم في حماية المسيرات والوفاء بالتزامهم تجاه ساحات الحرية والشرف في وقف كل من تسول له نفسه إنزال الأذى بالثوار المدافعين على كرامة وحرية كافة أبناء اليمن»، وأيضا: «نهيب ونناشد أبناء القوات المسلحة المنضوية تحت راية الحرس الجمهوري والأمن المركزي أن لا تستجيب لأوامر استباحة دماء إخوانهم الثوار، بل وندعوهم أن لا يفوتوا على أنفسهم فرصة نيل شرف الانضمام إلى الثورة، ليسجل التاريخ لهم هذا الدور العظيم في حقن دماء أبناء جلدتهم ولإنقاذ اليمن من المصير المجهول الذي يخطط له ما تبقى من النظام».

على صعيد آخر، وفي آخر المواقف الحكومية اليمنية بشأن عودة الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إلى اليمن من المملكة العربية السعودية، التي يتلقى فيها العلاج جراء محاولة الاغتيال التي تعرض لها مطلع يونيو (حزيران) الماضي، قال عبده الجندي، نائب وزير الإعلام اليمني إن صالح لن يعود إلى اليمن إلا بعد استكمال التحقيقات الخاصة بتلك المحاولة، وأن الرئيس اليمني لن يعود «من أجل الانتقام، ولكن من أجل إحقاق الحق وإبطال الباطل».

وقال الجندي، في مؤتمر صحافي عقده في وقت متأخر من مساء أول من أمس، إن الرئيس صالح «يتابع مهامه وصلاحياته من العاصمة السعودية الرياض من خلال المتابعة والتواصل مع نائبه، الأخ عبد ربه منصور هادي، والحكومة وكافة المسؤولين في الدولة»، لافتا إلى أن غياب الرئيس عن الوطن رحلة علاجية، مؤكدا أن عودته إلى اليمن ستأتي، وقد «استوعب الكثير من الحقائق التي ربما كانت غائبة عن الأذهان، وسيعود للعمل برؤية جديدة مع كل الشرفاء في الوطن لتعزيز الإيجابيات وتلافي السلبيات التي حدثت خلال الفترة الماضية».

وأضاف نائب وزير الإعلام اليمني أن صالح «سيعمل مع كل القوى الوطنية في الحكم وفي المعارضة لإخراج البلاد من هذه الأزمة والتوترات والانعكاسات السلبية، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية؛ فلم يعد لديه رغبة في سلطة أو ثروة، ولكنه يرغب في إحقاق الحق وإبطال الباطل, وأن على أولئك الذين تعودوا تمرير الباطل بثوب الحق أن لا يتضايقوا من عودة الرئيس، لأن عودته لن تكون لصالح الذين اعتادوا على الفساد والدجل والمزايدة والمكايدة».

وفي وقت اتهمت فيه دوائر السلطة في اليمن القائد العسكري المنشق، اللواء علي محسن الأحمر، قائد الفرقة الأولى مدرع والقوات المؤيدة للثورة، بمحاولة تفجير الوضع عسكريا في محافظة تعز، فقد حذر الجندي قائد الفرقة الأولى مدرع، اللواء الأحمر، من «خطورة التحالف مع الجماعات الإسلامية, ومن تحويل ضباط الفرقة الأولى إلى قطاع طرق»، وقال إن «هناك الكثير من الضباط المنتمين إلى الفرقة بدأوا يمارسون مهام قطع الطرق وإرهاب الآمنين وتهديدهم».