تأجلت من جديد محاكمة الصحافي المغربي رشيد نيني ناشر ورئيس تحرير «المساء» إلى منتصف الشهر المقبل. وقررت محكمة الاستئناف في الدار البيضاء، تأجيل جلساتها إلى 15 سبتمبر (أيلول) المقبل، وذلك بعد أن عقدت الجلسة الثانية، كما أجلت المحكمة البت في ملتمس هيئة الدفاع لمنح رشيد نيني السراح المؤقت.
وعرفت المحاكمة أول من أمس تأخيرا، حيث كان من المقرر أن تبدأ في العاشرة صباحا، في حين لم يتسن إحضار رشيد نيني من السجن إلى محكمة الاستئناف حتى الحادية عشرة إلا ربعا، وتدخل دفاع نيني مطالبا بالبدء في محاكمته واستجابت المحكمة لهذا الطلب.
وتقدم المحامي خالد السفياني من هيئة الدفاع في أول تدخل له بطلب تأجيل الجلسة إلى وقت لاحق حتى يتمكن الدفاع من إعداد ملف كامل حول القضية وإشعار باقي المحامين في هيئة الدفاع، كما ترافع عدد من المحامين الذين اعتبروا اعتقال نيني خطأ بكل المعايير وأنه انتهاك وتعسف في ممارسة سلطة الملائمة من طرف النيابة العامة، مجددين تأكيدهم على رفض متابعته بالقانون الجنائي بدل قانون الصحافة، وطالبوا هيئة المحكمة بإطلاق سراح نيني، نظرا لتوفره على جميع الضمانات المادية والمعنوية، وفي هذا السياق قدم المحامي مصطفى الرميد ضمانته الشخصية بصفته نائبا برلمانيا ورئيسا للجنة العدل والتشريع بمجلس النواب، كما عرض ضمانة 46 نائبا برلمانيا في حزب العدالة والتنمية. لكن النيابة العامة تشبثت بقرار عدم الموافقة على السراح المؤقت بدعوى أن ملف القضية لم يعرف أي جديد.
يذكر أن المحكمة الابتدائية في عين السبع بالدار البيضاء أدانت رشيد نيني في يونيو (حزيران) الماضي بالسجن مدة سنة وأداء غرامة قدرها ألف درهم (120 دولارا)، وتوبع نيني في حالة اعتقال بالقانون الجنائي بتهمة «تحقير حكم قضائي، ومحاولة التأثير على القضاء، والتبليغ بوقائع إجرامية غير صحيحة»، وقد مر على اعتقاله أكثر من أربعة أشهر في سجن «عكاشة».
يشار إلى أن بعض التكهنات راجت حول تقديم رشيد نيني لاستقالته من مهامه كناشر ورئيس للتحرير، بعد بداية جلسات محكمة الاستئناف، وهو الأمر الذي نفاه مصدر في صحيفة «المساء»، مشيرا إلى أن اسم نيني لا يزال ينشر باعتباره ناشرا للصحيفة، وأوضح المصدر أن الصحيفة لا يوجد فيها حاليا رئيس تحرير، وإنما هناك سكرتير تحرير، لكنه قال إن الأمور تسير بطريقة عادية داخل الصحيفة.
من جهته أبدى المخرج السينمائي محمد العسلي الذي يملك أكثر من 70 في المائة من أسهم مجموعة «المساء ميديا» التي تصدر الصحيفة تحفظا في الحديث حول الموضوع.