صاحب فتوى قتل البرادعي: لا تجوز محاكمة مبارك.. وأخطاؤه اجتهادات فوضه فيها الشرع

رفض الاعتداء على السفير الإسرائيلي لوجود عهد بين الدولتين

TT

بعد فتواه المثيرة بإباحة دم الدكتور محمد البرادعي المرشح المحتمل لرئاسة مصر، في ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي، رفض داعية سلفي مصري محاكمة الرئيس السابق حسني مبارك، معتبرا الاتهامات الموجهة له من الأمور التي فوضه فيها الشرع، كما أفتى بعدم جواز الاعتداء على السفير الإسرائيلي.

وقال الشيخ محمود عامر رئيس «جماعة أنصار السنة المحمدية» بمدينة دمنهور بمحافظة البحيرة، لـ«الشرق الأوسط» إن كل الاتهامات الموجهة لمبارك من الأمور التي فوضه فيها الشرع، وإنه إن أصاب فيها فله أجران، وإن أخطا فله أجر، استنادا إلى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: «إذا اجتهد الحاكمُ فأَصَابَ فلَهُ أَجْرَانِ، وإذا أَخْطَأَ فلَهُ أَجْر». مضيفا أن الاتهامات التي يحاكم فيها مبارك، ثبت بالأدلة، أنها كانت للصالح العام. مضيفا: «لا يجوز محاكمة مبارك على تصدير الغاز لإسرائيل من الناحية الشرعية، لأن بين مصر وإسرائيل عهدا»، وقال: «البيع والشراء مع اليهود والنصارى، لا يوجد دليل شرعي على منعه، بل العكس هو الصحيح»، فضلا عن أن تصدير الغاز من الأمور التي تدخل في اختصاصات مبارك كونه حاكما.

وأوضح عامر أن من يعتبر مفاوضات مبارك مع إسرائيل لتصدير الغاز خيانة «جاهل»، و«الدليل على ذلك أن الرسول صلى الله عليه وسلم تفاوض مع المشركين على أن يعطيهم المال بلا مقابل، ومات ودرعه مرهونة عند يهودي. كما أن اتهام مبارك بقتل المتظاهرين في ثورة 25 يناير، أمر مشتبه فيه من الناحية العقلية والشرعية؛ فمن الناحية العقلية، استحالة وجود قرار من مبارك بقتل المتظاهرين؛ وإلا كنا سنجد 850 ألف قتيل بدلا من 850 قتيلا في ميدان التحرير، أما من الناحية الشرعية، فهؤلاء المتظاهرون خرجوا على مبارك (الحاكم)، وهو أمر غير شرعي، لأن الإسلام لا يجيز الخروج على الحاكم».

وتساءل عامر: «لماذا نحاسب مبارك على أمور مشتبهة فيها وليست يقينية؟ كما أنه لا يجوز للقاضي الذي عينه مبارك بأن يحاكمه»، معتبرا أن محاكمة مبارك عقب تخليه عن السلطة أمر غير «خلقي».

وتعجب عامر من حرص الشعب المصري على قتل مبارك ومحاكمته وهو الذي تنحي بإرادته وانتصر على اليهود في حرب 6 أكتوبر، وفي الوقت نفسه لم يحاسب الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر وهو من أتي باليهود لسيناء، بل رفعت صوره في ميدان التحرير، معتبرا أن ذلك ليس منطق المتحضرين.

وعن نظرة المصريين له عقب مطالبته بعدم محاكمة مبارك، قال عامر إن الإعلام في مصر ضلل المصريين، مطالبا بالتحاور مع «كبار الإعلاميين والمشايخ والسياسيين، لإثبات أنهم هم الأفاكون؛ ولكن لم يستجب أحد لدعوتي، بل على العكس كان الرد على حججي ببراءة مبارك، اتهامي بأنني عميل للنظام ولأمن الدولة المنحل».

وعن مظاهرات طرد السفير الإسرائيلي من مصر، وصف عامر من يقومون بالمظاهرات بـ«الحمقي»، معتبرا مظاهرات طرد السفير والاعتداء على السفارة لا تمت للفقه السياسي ولا الشرعي بصلة، لافتا إلى أنه بيننا وبين اليهود معاهدة، فكيف نقوم بطرد السفير والاعتداء عليه أو على السفارة، مؤكدا على أن وجود السفير الإسرائيلي في مصر ينبغي أن يحترم مثلما كان النبي يحترم عهوده.