مصر: تشديد الإجراءات الأمنية حول كنيسة بعد تهديد مجهول بحرقها

اشتباكات تسفر عن مقتل مسلم وحرق متجرين بعد تحرش مسيحي بمسلمة

TT

شددت عناصر من الشرطة العسكرية وقوات مكافحة الشغب إجراءاتها الأمنية أمام كنيسة مارمينا بشبرا الخيمة بمحافظة القليوبية (المتاخمة للقاهرة) بعد وصول تهديدات لكاهنها بحرق الكنيسة، إثر أحداث عنف طائفي وقعت قبل يومين، وأسفرت عن مقتل مسلم وحرق متجرين لمسيحيين، عقب حادثة تحرش شاب مسيحي بفتاة مسلمة؛ حيث قامت قوات الجيش والشرطة بنشر عشرات الآليات العسكرية والمدرعات وجنود المشاة والأمن المركزي حول مبنى الكنيسة، وكذلك نصب نقاط تفتيش بجميع الطرق المؤدية إليها للاطلاع على هوية الوافدين إليها أو المتجهين صوبها.

وقال مساعد وزير الداخلية المصري مدير أمن القليوبية اللواء أحمد الناغي لـ«الشرق الأوسط»: «تم تشديد الإجراءات الأمنية حول الكنيسة لمنع تجدد أحداث الفتنة الطائفية مرة أخرى بين مسلمي ومسيحيي شبرا الخيمة»، مشيرا إلى أن القمص سلمون، كاهن كنيسة مارمينا بشبرا الخيمة، أخبره بتلقيه اتصالا هاتفيا من مجهول أخبره بعزمه حرق الكنيسة خلال الأيام المقبلة «انتقاما من المسيحيين واعتداءاتهم الأخيرة على الفتيات المسلمات والتعرض لهن في شوارع شبرا الخيمة». وأضاف اللواء الناغى أن الهدوء يخيم حتى الآن على منطقة الأحداث، وأن القوات الأمنية تبذل جهودها بالتنسيق مع رجال القوات المسلحة لمنع اندلاع أحداث جديدة.

من ناحية أخرى، قررت نيابة قسم ثان شبرا الخيمة، حبس مسيحيين متهمين بقتل شاب مسلم يدعى أحمد صبحي (موظف). وأمرت بتشريح الجثة لبيان سبب الوفاة. ورغم حالة الهدوء التي خيمت على المنطقة صباح أمس، فإن البعض خشي من اندلاع أعمال عنف جديدة عقب صلاة الجمعة، لذا قامت شخصيات من الجانبين بالسير على الأقدام للتحذير من الفتنة وعواقبها، في محاولة للتخفيف من حالة الشحن التي يقوم بها بعض المتشددين، وفى الوقت نفسه قام بعض الشباب من الجانبين وبعض ائتلافات الثورة واتحاد شباب ماسبيرو بعمل دروع بشرية حول الكنيسة لرفض أي محاولات للمساس بدور العبادة، مطالبين بضبط النفس وترك الأمر للقانون.

وتعود وقائع الأحداث إلى ليلة الأربعاء الماضي، عندما قام شاب مسيحي بمعاكسة فتاة مسلمة، مما أدى لغضب أسرتها وقيام أحد أفرادها بطعن الشاب الذي نقل للمستشفى، الأمر الذي أثار غضب والد الشاب الذي أسرع بإخراج سلاحه المرخص، وإطلاق أعيرة نارية في الهواء بعد فرار أسرة الفتاة، ولكن هذه الطلقات أصابت مسلما ليست له علاقة بالواقعة وتوفي متأثرا بإصابته، وبعدها تجمعت أسرة الفتاة وأحرقوا متجرين لأسرة الشاب؛ أحدهما لوالده والآخر لعمه، وعلى أثر ذلك انتقلت قوات الأمن للمنطقة وقامت بالقبض على عم وشقيق الشاب وبعض من أسرة الفتاة في حين فر والد الشاب هاربا.

يذكر أن رجال القوات المسلحة والشرطة المصرية كانوا قد نجحوا منذ نحو شهرين في السيطرة علي بوادر فتنة طائفية في حي شبرا الخيمة بالقليوبية؛ حيث نشب خلاف بين شاب مصري «مسلم» وآخر مسيحي، تطور إلى التشاجر بالأسلحة النارية، مما أدى إلى وقوع قتيلين وسقوط عدد من الجرحى، ثم تمكنت قوات من الجيش والشرطة من السيطرة على الموقف واعتقال سبعة أشخاص وتحريز 6 قطع سلاح ناري.