سائقو التاكسي في إسرائيل يرفضون التعامل مع اليهود الإثيوبيين

سلطات الهجرة تطرد طفلة عمرها أربع سنوات ومولودة في تل أبيب

TT

كشف تحقيق صحافي أن سائقي سيارات الأجرة (تاكسي) في تل أبيب يمتنعون بشكل فظ عن أخذ ركاب من ذوي البشرة السمراء من أصول أفريقية. ويتحدثون عن ذلك بصراحة تامة، ويجدون الحجج والذرائع لقرارهم العنصري.

وجاء في تحقيق نشرته صحيفة «هآرتس»، أمس، أن السائقين يبررون توجههم العنصري بالقول في البداية: «إن السود لا يدفعون الأجرة، خصوصا في ساعات الليل، وعندما يلح السائق عليهم يهددونه بالقتل». ولكن بعد طرح المزيد من الأسئلة عليهم، يبدأون في إسماع تبريرات أخرى شبيهة بتلك التي كانت تسمع في الولايات المتحدة ضد السود، وتبريرات من قاموس الأبرتهايد في جنوب أفريقيا وروديسيا، مثل: «رائحتهم كريهة»، و«أنا أشفق عليهم، فهم ليسوا مذنبين في هذه الروائح.. الأمر مرتبط بنوعية الطعام الذي يأكلونه، ولكن في نهاية المطاف أنا أريد أن يبقى التاكسي نظيفا ومريحا للزبائن، وليس من المعقول أن أملأه بروائح كريهة»، و«لا يعرفون كيف يشربون الكحول للمتعة.. يسرفون في الشرب وبعد ذلك يركبون التاكسي وعلى السائق أن يتحمل نتائج ذلك».

وقال التحقيق إن من بين 15 سائقا وافقوا على التكلم في الموضوع، قال تسعة منهم (60 في المائة) إنهم لا يسمحون لذوي البشرة السوداء بركوب سياراتهم، وقال 4 إنهم لا يسمحون لراكب أسود بأن يركب السيارة إلا إذا كان برفقة شخص أبيض. وقال 12 شخصا منهم إنهم مستعدون لتحميل ركاب عرب، لأنه يفضلهم على اليهود الإثيوبيين. المعروف أن هناك نحو 100 ألف مواطن في إسرائيل من أصول إثيوبية يسمون اليهود الفلاشا. وهم يعانون التمييز في كل مجالات الحياة. ويضاف إليهم نحو 30 ألف لاجئ تسللوا إلى إسرائيل عبر الحدود المصرية، يتعرضون لمظاهر التمييز العنصري نفسها. وترى جمعيات حقوق الإنسان أن إسرائيل جاهزة لأن تتحول إلى دولة أبرتهايد، بكل سهولة، مع هؤلاء الأشخاص، على خلفية الكره الذي يبديه مواطنوها البيض بسبب لون البشرة.

وكانت محكمة العدل العليا في إسرائيل قد أصدرت قرارا، أول من أمس، يندرج هو الآخر في تكريس السياسة العنصرية. فقد قررت طرد طفلة من أصل فلبيني مولودة في تل أبيب، كون والدتها لا تحمل الهوية الإسرائيلية. والطفلة كانت قد ولدت قبل أربع سنوات، عندما كانت أمها وأبوها يعيشان في إسرائيل بموجب تصريح عمل رسمي. واعتمدت على قرار وزير الداخلية بعدم تجديد تصريح المكوث للأم، بينما جددت التصريح لوالد الطفلة، مما يعني أن الحكومة الإسرائيلية فسخت العائلة بشكل متعمد، بهدف منعها من البقاء في إسرائيل. وقد نفذت سلطات الهجرة هذا القرار فجر أمس، وأجبرت الطفلة على صعود الطائرة مع والدتها، طردا إلى الفلبين.