تركيا تنفي مقتل مدنيين بقصفها الجوي وبارزاني يؤكد: سأتوجه إلى «قنديل» لأقتل إلى جانب شعبي

برلمان كردستان يطالب بغداد برفع دعوى ضد أنقرة لدى محكمة العدل الدولية

TT

في الوقت الذي دعا فيه البرلمان الكردستاني الحكومة العراقية إلى رفع دعوى قضائية ضد تركيا في محكمة العدل الدولية بسبب مقتل عدد من مواطني الإقليم بقصف الطائرات التركية، صرح وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو بأن «الأنباء التي تتحدث عن مقتل سبعة مواطنين مدنيين بقصف الطائرات التركية في إقليم كردستان غير صحيحة، وأن الصور ومقاطع الفيديو التي نشرت للضحايا هي مفبركة»، فيما هدد الزعيم الكردي مسعود بارزاني بأنه سيتوجه إلى سفح جبل قنديل الذي يتركز على قراه القصفان المدفعي الإيراني والجوي التركي «ليلاقي نفس مصير شعبه»، مؤكدا أنه والرئيس العراقي جلال طالباني يسعيان حاليا للتحرك «من أجل وضع حد للاعتداءات الإيرانية والتركية عن طريق الحلول الدبلوماسية».

وقال بارزاني أثناء مشاركته في مراسم عزاء الضحايا السبعة المقامة في مدينة رانية التابعة لمحافظة السليمانية «نحن منزعجون من تعرض مواطنينا في القرى الحدودية إلى القصفين التركي والإيراني، وما يتسببان فيه من تشريد المئات من السكان المحليين بسبب القتال الدائر بين إيران وتركيا وحزبي بيجاك والعمال الكردستاني، ونحن نريد أن تحل هذه المشاكل عن طريق القنوات الدبلوماسية والحوار الهادئ، وليس عن طريق القتال والحرب الذي يلحق الضرر الأكبر بالسكان المدنيين، وعليه فإن على دول الجوار أن تبحث عن طرق أخرى للوصول إلى حل المشاكل والخلافات العالقة على الحدود، ونحن الآن مشغولون مع الرئيس طالباني رئيس جمهورية العراق من أجل البحث مع الأطراف المعنية عن حلول لإنهاء هذه المشاكل الحدودية عبر الحوار والدبلوماسية، ولكن إذا استمرت المشاكل على هذا المنوال فإننا مستعدون للتوجه إلى سفح جبل قنديل لنواجه نفس مصير مواطنينا المهددين هناك، وأن نكون ضحايا للطائرات والقصف المدفعي، فرغم أننا لا نمتلك الطائرات، لكن لدينا إرادة شعبية تتفوق على الطائرات الحربية».

ووجه بارزاني من مدينة قلعة دزة أثناء زيارته لها بإقامة ثلاثة مخيمات جديدة لإيواء النازحين من قرى الحدود، وأمر الوزارات المعنية بالإسراع في تقديم المستلزمات الضرورية لإقامة تلك المخيمات وتوفير كل ما يحتاج إليه السكان من الخدمات والمساعدات الضرورية.

وبعد أن وصلت المظاهرات المنددة بالقصفين الجوي التركي والمدفعي الإيراني إلى بغداد أمس، نفى وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو مقتل مدنيين وقال في بيان صحافي نسب إليه «إنه لا صحة للأنباء والتقارير التي تحدثت عن سقوط قتلى من المدنيين بإقليم كردستان، حيث إن الهجمات الجوية استهدفت مراكز ومواقع تابعة لحزب العمال الكردستاني، والصور والمقاطع الفيديوية التي تداولتها بعض الوسائل الإعلامية غير صحيحة وهي صور مفبركة». وكانت صور الضحايا التي نشرت في مختلف وسائل الإعلام المحلية والدولية تظهر أن معظم الجثث قد احترقت بالكامل بسبب احتراق السيارة التي أقلتهم، وهم جميعا من أفراد عائلة واحدة.

في غضون ذلك أصدر البرلمان الكردستاني بيانا ختاميا للجلسة الطارئة التي عقدها لمناقشة تداعيات الوضع على الحدود جراء الهجمات التركية دعا فيه الحكومة العراقية إلى «إقامة دعوى قضائية لدى محكمة العدل الدولية لمقاضاة تركيا جراء تسببها في قتل المواطنين المدنيين في إقليم كردستان». وفي مستهل بيانه أدان البرلمان الكردستاني بشدة الاعتداءات التركية بالطائرات الحربية على السكان المدنيين، داعيا الحكومة العراقية إلى «بذل الجهود مع المجتمع الدولي لوقف انتهاكات الطائرات الحربية التركية لأجواء إقليم كردستان العراق»، فيما دعا حكومة الإقليم إلى «تصفية جميع المراكز والمؤسسات العسكرية والاستخبارية الموجودة حاليا فوق أراضي إقليم كردستان، وأن تلجأ الحكومة العراقية إلى محكمة لاهاي الدولية لمقاضاة الجانب التركي جراء قتل وجرح العديد من المواطنين بعملياتها الجوية». ودعا البرلمان الحكومة التركية إلى «تقديم اعتذار رسمي لشعب وحكومة إقليم كردستان وأن تقدم التعويضات المادية المناسبة لذوي الضحايا المدنيين وللسكان المتضررين».

وفي الوقت الذي طالب فيه البرلمان الكردستاني رئيس الإقليم ورئيس الحكومة ورئاسة مجلس الوزراء العراقي إلى بذل جهود استثنائية من أجل وقف الانتهاكات الحدودية والبحث عن الحلول اللازمة لمشاكل الحدود، هدد البرلمان بأنه في حال عدم وقف الهجمات على مناطق الحدود يجب أن تعيد قيادة الإقليم والحكومة النظر في علاقاتها السياسية مع دول الجوار.