لأول مرة منذ الغزو.. تنظيمات شيعية عراقية تحيي «يوم القدس»

متظاهرون يرفعون أعلام فلسطين ويطالبون بتفعيل الدور العربي لتحرير الأرض

TT

في سابقة هي الأولى من نوعها منذ سقوط النظام العراقي السابق عام 2003 والذي كان متهما من قبل الأحزاب السياسية الحاكمة حاليا بزج العراق في سلسلة من الحروب الخارجية تحت ذريعة تحرير القدس والأراضي الفلسطيني، نظمت الأحزاب السياسية الشيعية مظاهرات حاشدة في بغداد والمحافظات الجنوبية إحياء لذكرى القدس، وذلك بمناسبة مرور ثلاثين عاما على النداء الذي سبق أن وجهه مرشد الثورة الإيرانية الراحل آية الله الخميني عام 1979.

وفي وقت واصل فيه المتظاهرون التقليديون أمس مظاهراتهم المنددة بما يعتبرونه صمتا حكوميا حيال تدخلات دول الجوار وبخاصة استمرار القصف الإيراني والتركي للأراضي العراقية، فضلا عن المطالبة بإيقاف بناء ميناء مبارك الكويتي، فقد انطلقت في ساحة الفردوس بشارع السعدون وسط بغداد مظاهرة ضمت العشرات أيضا نظمتها منظمة بدر الجناح العسكري للمجلس الأعلى الإسلامي إحياء ليوم القدس، وهو اليوم الذي يصادف طبقا لنداء الخميني يوم الجمعة الأخير من رمضان من كل عام، وذلك تنديدا بالاحتلال الإسرائيلي لها، مع دعوة العرب والمسلمين لتحرير بيت المقدس. وطبقا للشعارات والهتافات التي حملها المتظاهرون فإنهم أعلنوا دعمهم ومساندتهم لأبناء الشعب الفلسطيني في مواجهة الاحتلال الصهيوني.

واللافت أنه انتشرت خلال السنوات الأولى من الاحتلال الأميركي للعراق المخيمات التي تضم النازحين الفلسطينيين من داخل العراق إلى الحدود العراقية السورية والأردنية، بعد أن طاردتهم الميليشيات المسلحة بوصفهم من أعوان النظام السابق، لكن المتظاهرين العراقيين في ساحة الفردوس ببغداد أمس رفعوا العلم الفلسطيني مرددين هتافات تندد بـ«الاحتلال وسياسته الشريرة».

وفي محافظة واسط شرق بغداد، نظمت الأحزاب والحركات الدينية هناك مظاهرة ضمت أكثر من ألفي شخص حملوا خلالها شعارات تندد بالصمت العربي والعالمي إزاء الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين وعاصمتها القدس. واعتبر وائل العبودي، القيادي في المجلس الأعلى الإسلامي الذي يتزعمه عمار الحكيم، في بيان أمام المتظاهرين أن «استذكار القدس في هذا اليوم هو في الوقت ذاته إعلان للرفض التام لجميع أنواع الاحتلال والمطالبة بخروج المحتل من جميع الدول الإسلامية وفي مقدمتها القدس العربية». وأشار إلى أن «هذا التجمع الذي شارك فيه مواطنون من مختلف الشرائح الاجتماعية من عموم المحافظة هو بمثابة دعوة لتوحيد كلمة المسلمين وتذكير العالم بالمآسي التي يتعرض لها المواطن الفلسطيني».

وفي ديالى، تظاهر المئات من أنصار المجلس الأعلى الإسلامي، وطالب المتظاهرون الذين كانوا يحملون الأعلام الفلسطينية الدول العربية بتفعيل دورها وتقديم كل أشكال الدعم للشعب الفلسطيني من أجل تحرير القدس والأراضي الفلسطينية الأخرى من الاحتلال الصهيوني، وتبني موقف موحد تجاه السياسة العدوانية التي ينتهجها الكيان الصهيوني لتشريد الفلسطينيين من الأرض العربية. وفي محافظات البصرة وبابل وميسان والنجف وكربلاء، انطلقت مظاهرات مماثلة شارك فيها المئات من المتظاهرين فضلا عن كبار المسؤولين في تلك المحافظات.

وتأتي هذه المظاهرات بالتزامن مع المخاوف التي عبر عنها رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي مؤخرا من إمكانية تحول الربيع العربي إلى خريف طويل يمكن أن تستفيد منه إسرائيل، في وقت ربط فيه المراقبون السياسيون بين التعبير عن هذه المخاوف وما بات يحصل في سوريا من متغيرات جعلت السياسة الرسمية التي يتبعها المالكي تميل نحو تأييد نظام الرئيس السوري بشار الأسد.