التريكي لـ «الشرق الأوسط» : أسهمت بدور في الاعتراف بالمجلس الانتقالي.. ولست طامحا للسلطة

وزير الخارجية الليبي الأسبق: لم أقبّل يد القذافي.. ولا نخشى من انقسامات بعد الثورة

TT

قال علي التريكي، وزير الخارجية الليبي الأسبق الذي انشق عن العقيد معمر القذافي، إنه كان قد أجرى اتصالات مع دول من أجل نيل الاعتراف بالمجلس الوطني الانتقالي المناوئ للقذافي، ورغم خلافاته مع المجلس ورئيسه الدكتور مصطفى عبد الجليل، فإن التريكي وصف الأخير بـ«القاضي العادل»، مؤكدا أنه لا يطمح في أي سلطة في المستقبل. وقلل في حوار أجرته معه «الشرق الأوسط» في القاهرة، من شأن اختفاء القذافي وغموض مصيره، كما استبعد جلب قوات دولية لحفظ السلام في ليبيا، مشيرا إلى الدعم اللوجيستي فقط. والى نص الحوار..

* هل هناك مدة زمنية معينة تتوقعونها لإجراء إصلاحات في ليبيا.. وهل تعتقدون أن بدايتها على الطريق الصحيح؟

- المجلس الانتقالي وضع برنامج عمل سياسي، وهو خطة جيدة وواضحة، حيث تنص على أن تكون المرحلة الانتقالية نحو 20 شهرا يأتي بعد إجراء انتخابات برلمانية ثم رئاسية وفق دستور جديد.

* بماذا تعلق على وجود اتهامات لحلف شمال الأطلسي (الناتو) بأنه قام بارتكاب جرائم ضد المدنيين؟

- نحن ضد التدخل الأجنبي، وقد ذكرت ذلك في بيان انشقاقي عن النظام السابق منذ 4 شهور، ولكن الذي دفع بوجود هذا التدخل هو النظام، والعالم اليوم أصبح وحدة واحدة ولا يسمح بوجود مذابح وجرائم قتل للإنسانية، وكما نشهد اليوم فالعالم كله تحرك نحو تقديم الدعم للصومال لإنقاذه من حالة الجفاف التي تعرض لها، وبالتالي نحن نرى أن «الناتو» قام بعمل جيد في ما يتعلق بحماية المدنيين إلى حد ما. ومعروف أن الحروب يحدث بها أخطاء ولكن نظام القذافي حاول أن يصنع من تدخل «الناتو» قضية ووصفها بالحرب الصليبية، ولكن القرار الليبي (المجلس الانتقالي) كان يهدف إلى تدخل جوي فقط دون دخول قوات برية.

* هل يمكن أن تكشف لنا عن دوركم في تأمين اعتراف الدول بالمجلس الانتقالي؟

- بعد وصولي إلى القاهرة منذ 4 أشهر قمت باتصالات مع الدول العربية والأفريقية والأمم المتحدة وكذلك مع دول التحالف، وقد قمت به ليس بشكل رسمي وإنما جهد شخصي من أجل ليبيا.

* في ظل استمرار الغموض حول مصير القذافي هل هناك احتمال لاستخدام أسلحة محظورة.. كيماوية أو بيولوجية؟

- نأمل أن لا يحدث ذلك، واختفاء القذافي لا يعني وجود خطر كبير على الثورة لأنني أرى أن الثورة انتصرت حتى في ظل وجود جيوب، ويتم التعامل معها بشكل جيد.

* ما هو موقف الدول التي لم تعترف بالمجلس الانتقالي بعد؟

- عدد كبير اعترف بالمجلس، وهناك بعض الدول التي اتصلت بالمجلس، وتتوالى الاعترافات خلال أيام، خصوصا بعد عودة ليبيا إلى الجامعة العربية.

* هل تتوقع انقسامات داخل ليبيا في ظل انتشار السلاح؟

- لا خطورة من هذه الظاهرة، وقد أعلن رئيس المجلس التنفيذي أن هناك خطة لجمع السلاح غير المرخص به.

* بماذا تفسر هجوم الدكتور مصطفى عبد الجليل عليكم رغم وجودك بين صفوف المعارضة منذ وقت مبكر؟

- لا أريد الرد على الهجوم، ولكن ما أستطيع قوله هو أنني لست من طلاب الوظيفة، وما أقوم به هو دفاع عن ليبيا، وقد حصلت على وسام الجمهورية من تونس من (الرئيس التونسي الأسبق الحبيب) بورقيبة، كما حصلت من السودان على 3 أوسمة، ومن ثم مساهمتي هي من أجل الاستقرار والأمن، وهذا واجب وطني.

* ماذا تقول في تناقض المواقف عندما يدعو رئيس المجلس الانتقالي من عملوا مع القذافي بالانشقاق، وعندما يحدث يرفض التعامل معهم؟

- الذي سمعناه من رئيس المجلس الانتقالي أنه يتحدث عن مساواة بين الليبيين ولا فضل لليبي على آخر، وأن ليبيا ستكون دولة بعيدة عن العنصرية والقبلية وأنها ستكون موحدة كما تحدث عن العدالة، وعندما كان وزيرا للعدل اتخذ مواقف جيدة وسبق له أن حقق معي في عهد النظام السابق ضمن عشرات المرات التي طالب فيها النظام السابق بالتحقيق مع الحكومة، وأعتقد أنه قاض عادل وشريف.

* لكنه أعلن أنه سيضع كل من عمل مع القذافي تحت طائلة القانون، وهو في المقدمة لأنه عمل معه 4 سنوات؟

- من ارتكب جرائم وقام بالقتل والتعذيب والإهانة والاختلاس يقدم للقانون.. وأنا لست ممن قبل يده (القذافي) أو نافق، وخطابي كان واضحا في الجامعة العربية والأمم المتحدة.

* كيف ترى مصير القذافي؟

- مصيره مظلم وهو الذي وضع نفسه في الوضع الراهن.

* ترتبط بعلاقات واسعة مع أفريقيا، هل يمكن توظيفها لصالح ليبيا الجديدة؟

- أجريت اتصالات بالفعل، وأعتقد أن ما تحقق في أفريقيا من اتحاد وإنجازات يجب أن تستمر لأنه في صالح أفريقيا والأمة العربية.

* في تصوركم كيف ترون التغييرات الجذرية التي ستحدث في حكومة ما بعد القذافي؟

- هناك عوامل أساسية لا يمكن أن تتخلى عنها في ما يتعلق بالمسؤوليات العربية والإسلامية والمتوسطية من أجل الأمن والسلم، وكذلك الدور الأفريقي، وهذا ليس له علاقة بشخص وإنما هو برنامج أساسي يتعلق بموقع ليبيا وكذلك عدم الانحياز لا للشرق ولا للغرب ولا تقبل الأحلاف أو القواعد..

* كيف ترون الطرح الذي يطالب بإيفاد قوات حفظ سلام في ليبيا لحفظ الأمن؟

- لسنا بحاجة إلى قوات وإنما نحن بحاجة إلى دعم لوجيستي من الأشقاء العرب، والحقيقة يجب أن نشيد بالدور الذي قامت به الدول العربية.

* هل لك من ملاحظات على عمل المجلس الانتقالي؟

- قام بعمل جيد وفي ظروف صعبة باستثناء بعض الارتباكات التي حدثت أثناء مقتل الشهيد الراحل عبد الفتاح يونس، ونأمل أن لا يتكرر ذلك، وفي بعض الأحيان كثرة التصريحات تؤدي إلى الأخطاء، ولكن نلتمس العذر لأن الثورة حديثة العهد.

* الجامعة العربية اعترفت بالمجلس، هل من اعتراف من الأمم المتحدة؟

- الأمم المتحدة لا تعترف بتغيير الأنظمة، وإنما سيقدم طلب خلال أيام ويعرض على الجمعية العامة ويتخذ بشأنه قرار لإعادة مقعد ليبيا الشاغر للحكومة الجديدة.