«القاعدة» تستهدف أهم موقع عسكري بالجزائر وتخلف 18 قتيلا في تفجير انتحاري مزدوج

شاهد على العملية الإرهابية لـ «الشرق الأوسط»: الجنود لم يشعروا أبدا بوجود خطر من حولهم

TT

أفاد بيان لوزارة الدفاع الجزائرية بأن تفجيرا مزدوجا استهدف ليلة الجمعة، «الأكاديمية العسكرية لمختلف الأسلحة» بشرشال غرب الجزائر، خلف 11 قتيلا من بينهم تسعة ضباط، و26 جريحا. وتوعد البيان من سماهم «شراذم مجرمة» بدفع ثمن العملية التفجيرية.

وجاء في بيان وزارة الدفاع أن «الجريمة الإرهابية تبين مرة أخرى أن المجموعات الإرهابية المتبقية، تحاول من وراء هذه العملية الدنيئة تحقيق أهداف إعلامية لفك الحصار المضروب عليها من طرف قوات الأمن التي حققت نتائج إيجابية في الميدان خاصة في الأسابيع الماضية». وأضاف البيان أن الجيش «مصمم على تخليص البلاد من هذه الشراذم المجرمة وبسط الأمن والطمأنينة في ربوع الوطن». ولم توضح وزارة الدفاع من نفذ العملية وأشارت إلى أن الاعتداء وقع بعد الإفطار بدقائق.

وخيم صباح أمس ذهول كبير على منطقة شرشال بالساحل الغربي الجزائري، حيث تعرض موقع عسكري بارز لتفجير مزدوج نفذه انتحاريان، ينتميان على الأرجح لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي. وقالت مصادر استشفائية محلية لصحافيين إن العملية خلفت 17 قتيلا و36 جريحا، قبل صدور بيان رسمي لوزارة الدفاع الذي تحدث عن 11 قتيلا.

وشرشال هي مدينة جميلة تطل على البحر الأبيض المتوسط، تبعد عن العاصمة بـ100 كلم وهي مقصد عدد كبير من السياح في فصل الصيف. وأكثر ما تعرف به، شواطئها و«أكاديمية مختلف الأسلحة بشرشال». هذا الموقع العسكري المهم كان في حدود السابعة والنصف من مساء الجمعة هدفا لتفجير مزدوج، ضرب مكان تجمع العسكريين عند مدخل الأكاديمية؛ الأول نفذه انتحاري بواسطة حزام ناسف، وبعدها بدقائق قليلة، اقتحم انتحاري ثان المكان بواسطة دراجة نارية وفجر نفسه.وذكر شهود من مدينة شرشال لـ«الشرق الأوسط» أن التفجير الأول وقع عندما كان الجنود يحضرون وجبة الإفطار، داخل مطعم عند مدخل الأكاديمية. إذ دخل شخص غريب عن الموقع العسكري وسط تجمع الجنود الذين لم يفطنوا له. وقد فجر نفسه مخلفا عددا من القتلى. وفوجئ الجنود بعملية التفجير واختلط الأمر عليهم، وأطلقت صافرة الإنذار من داخل الأكاديمية، وما هي إلا لحظات حتى داهم انتحاري ثان الموقع وكان يقود دارجة نارية بسرعة فائقة، وفجر نفسه مخلفا قتلى آخرين. وسادت الفوضى المكان وخرج السكان من بيوتهم مذعورين، والتحقت سيارات إسعاف المستشفيات والحماية المدنية بالمكان الذي تحول إلى بركة كبيرة من الدماء، وأشلاء متناثرة لجنود تتراوح أعمارهم بين 22 و30 سنة.

ونقل مسؤول بوزارة السياحة عن شقيقه العسكري، نجا من التفجير، تحدثت إليه «الشرق الأوسط»، أن الجنود كانوا مطمئنين إلى الإجراءات الأمنية المحيطة بالأكاديمية، وأنهم لم يشعروا أبدا بوجود خطر حولهم، لأن المنطقة بعيدة عن نشاط التنظيمات الإرهابية.

وشهد المكان ليلا تنقل مسؤولين عسكريين من العاصمة، والتحق بشرشال ذوو الضحايا حينما سمعوا بالحادث. وكانت الصدمة كبيرة بالنسبة لهم عندما تأكدوا من موت ابن أو شقيق انضم إلى الأكاديمية في إطار مسابقات للتكوين العسكري، يدخلها في الغالب حاملو شهادات جامعية.

ومنع صحافيون صباح أمس من الاقتراب من الموقع الذي طوقته السلطات العسكرية بحزام أمني.