«موائد الرحمن» الرمضانية تتحول إلى مؤتمرات شعبية لمرشحي الرئاسة في مصر

TT

ربما كان رمضان الشهر الأهدأ على المصريين فيما يتعلق بسخونة الأحداث السياسية منذ ثورة 25 يناير (كانون الثاني)، لكنه لم يكن كذلك بالنسبة إلى المرشحين المحتملين لانتخابات الرئاسة المصرية، حيث دأب المرشحون على القيام بجولاتهم الانتخابية مستغلين تجمعات الناس الطبيعية عبر الشهر الكريم، الأمر لم يكن فريدا بالنسبة إلى مرشح أو اثنين بل كان قاسما مشتركا بين أغلب المرشحين، في طول البلاد وعرضها.

اللافت أن مدينة الإسكندرية شهدت منافسة ساخنة من نوع خاص بين مرشحين محتملين للرئاسة في مصر هما الدكتور أيمن نور رئيس حزب الغد، وعمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية السابق.. حيث لم تكن المنافسة في طرح أفكار أو برامج على المواطنين وإنما كانت منافسة مثيرة على اجتذاب أكبر عدد من الصائمين ومشاركتهم الإفطار في «موائد الرحمن» التي تنتشر في العديد من الأحياء الشعبية بالإسكندرية وغيرها من المدن المصرية.

ففي الوقت الذي شارك فيه عمرو موسى آلافا من الصائمين في حي سيدي بشر الشعبي بالجهة القبلية من المدينة، حيث تتمركز الأسر ذات الجذور الصعيدية والبدوية، كان أيمن نور يستخدم الأسلوب الانتخابي ذاته في التقرب إلى الناس بمنطقة بحري الشعبية أيضا التي تعد واحدة من أقدم مناطق المحافظة وأكثرها شعبية وكثافة سكانية.

واستقبل أهالي المنطقتين موسى ونور أفضل استقبال حيث كان المزمار الشعبي والدف الصعيدي وسيلة أهالي سيدي بشر للترحيب بموسى، فيما أطلق أهالي بحري عشرات الألعاب النارية ابتهاجا بالمرشح أيمن نور.

وقد قام موسى ونور بعمل جولات ميدانية في شوارع الإسكندرية بعد أدائهما لصلاة العشاء والتراويح. وفي لفتة ذكية أصر موسى على الجلوس على مقهى شعبي وسط أنصاره حيث طلب كوبا من الشاي واستمع بإنصات لشكاوى العديد من المواطنين الذين صادف وجودهم بالمقهى حيث شكوا له همومهم من عدم وجود وظائف للشباب وتردي الدخول والرواتب للعاملين بشكل عام بالقطاعين العام والخاص على حد سواء وعدم تناسبها مع الأسعار.

وأوضح موسى لـ«الشرق الأوسط» أنه يرفض ما يتم طرحه على الساحة السياسية المصرية في الفترة الأخيرة من نقاشات حول وضع مبادئ فوق دستورية لتكون أساسا لوضع الدستور بما يتفق مع هذه المبادئ، حيث قال «لا يوجد حاجة اسمها مبادئ فوق دستورية ولا تحت دستورية.. هذه الأمور مضيعة للوقت».

وأكد موسى في أحاديثه مع المواطنين على ضرورة إجراء الانتخابات البرلمانية والرئاسية في أقرب وقت، حيث قال وسط جمع من المواطنين «إن تأجيل الانتخابات من شأنه تحويل المرحلة الانتقالية إلى مرحلة مستمرة، وهو أمر فضلا عن أنه يعطل مسيرة البناء الجديد لمصر، فإنه أيضا يخرج المرحلة الانتقالية عن طبيعتها المؤقتة».

وتماشيا مع الحراك السياسي الشعبي في مصر بخصوص معاهدة السلام مع إسرائيل، شدد كل من نور وموسى على ضرورة تعديل المعاهدة طبقا للظروف والمستجدات الراهنة، وأشارا إلى أن ذلك ليس معناه أي قطيعة أو خلاف بين طرفي أي معاهدة، حيث إن التعديل للمعاهدات قد يكون أحيانا أمرا طبيعيا وحتميا، مع ضرورة تمركز قوات مصرية محدودة لحماية الحدود حتى تتمكن مصر من السيطرة التامة على حدودها.

وفي غضون ذلك، تناول المرشح المحتمل لرئاسة الجمهورية حمدين صباحي إفطاره أمس مع زمرة من مؤيديه بحي السيدة زينب بالقاهرة.. قبل أن يصلي العشاء والتراويح في «مسجد الحسين»، ويجلس مع أنصاره وأهالي المنطقة، الذين طالبوه في حال فوزه بمنصب الرئاسة بمراعاة الله في فقراء مصر الذين عانوا طويلا في فترات حكم سابقة.