مسؤول فلسطيني: ملف تشكيل حكومة التوافق الجديدة تأجل إلى ما بعد خطوة الأمم المتحدة

لقاء آخر بين حماس وفتح بعد العيد يبحث ملفات أخرى

TT

قال المسؤول الفلسطيني نبيل شعث، عضو اللجنة المركزية ومفوض العلاقات الدولية في حركة فتح، إن الاتصالات متواصلة مع كل الفصائل الفلسطينية لتعزيز اتفاق المصالحة، غير أن ملف تشكيل الحكومة سيتأجل لحين الانتهاء من مسألة تقديم طلب عضوية فلسطين في الأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) المقبل. وكانت حماس وفتح فشلتا في جلسات سابقة في القاهرة بالاتفاق على مسألة تشكيل الحكومة، بسبب اسم رئيس الوزراء، بعدما تمسكت فتح برئيس حكومة تصريف الأعمال سلام فياض، ورفضته حماس تماما.

وفي آخر جلسة للفصيلين تناول الطرفان مسائل أخرى تتعلق بالمصالحة، مثل الصلح الاجتماعي والإفراج عن معتقلين وحل مشكلة وصول جوازات السفر لغزة. وكانت مسألة تشكيل الحكومة، وهي المسألة الأهم التي تثبت مدى نجاح المصالحة من فشلها، مثار خلاف وصل إلى حد التراشق الكلامي بين فتح وحماس، وتبادل الاتهامات، بتعطيل قطار المصالحة. وتمسك الرئيس الفلسطيني بحقه في تسمية فياض، الذي يرى فيه الشخص الأنسب لتجنب فرض مقاطعة مالية على السلطة الفلسطينية، ولأنه يحظى بقبول دولي واسع، وباعتبار الحكومة حكومته، ورفضت حماس ذلك، متهمة فياض بأنه يملى أجندة أميركية، ويعمل ضد المقاومة في الضفة، وباعتبار الحكومة حكومة توافق.

ويقول مؤيدو فياض إنه نجح في إدارة شؤون الدولة، وجلب مزيدا من الدعم الدولي السياسي والمالي للقضية الفلسطينية. ويقول معارضوه إنه لا يمثل أغلبية فلسطينية، وليس قَدَرا على الفلسطينيين، كما أن إدارته الاقتصادية محل شك.

وقالت مصادر في فتح لـ«الشرق الأوسط» إن الحركة منفتحة على أسماء أخرى غير فياض لكن بحسب كيف سيتطور الموقف.

وأقر الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس، بوجود عقبات في طريق تحقيق المصالحة، لكنه قال إنه يمكن تجاوزها.

وأكد عباس «أن المصالحة الفلسطينية تقف على رأس أولوياتنا، فإضافة إلى كونها مصلحة فلسطينية داخلية تعيد اللحمة للنسيج الوطني الفلسطيني على المستويين السياسي والنفسي، فإنها تجعلنا أكثر قوة ونحن نقف أمام العالم نطالب بحقنا في إقامة دولتنا». وأضاف في كلمة بثها التلفزيون الفلسطيني «المصالحة مهمة ونحن عملنا وما زلنا نعمل، هناك بعض العقبات ونريد أن ننهي المصالحة التي بدأنا بها، حتى العقبات نريد أن نحلها بسرعة ولا نتوقف عندها بل نبحث في اجتماعات متواصلة المصالحة، نرجو الله أن تكون الأمور قد حلت قبل أن نذهب إلى سبتمبر. والأوضاع أفضل من الماضي بكثير، هناك تفهم ورطوبة في العلاقة بين الإخوان هنا وهناك أرجو الله أن تكلل بالنجاح». وأردف «يعلم الجميع أننا سعينا منذ الأيام الأولى إلى بذل كل ما في وسعنا لإنهاء ملف الانقسام الذي ألقى بظله الثقيل على شعبنا الفلسطيني وأوجد حالة الشقاق التي لم يستفد منها أحد سوى أعداء شعبنا، ونحمد الله على ما توصلنا إليه في ملف المصالحة، وسنعمل على تذليل كل العقبات من أجل استكمال هذه المصالحة، التي ساهم في تحقيقها أشقاء وأصدقاء في طليعتهم إخواننا في مصر العزيزة، التي نتمنى لها الاستقرار والازدهار». وتابع «إذن المصالحة هدف أساسي ملح لنا تحت كل الظروف ذهبنا أو لم نذهب إلى الأمم المتحدة، إذا ذهبنا نكون أقوياء على الأقل، وإذا لم نذهب نكون أقوياء على أرضنا، ننتهي من هذا الانقسام ثقيل الظل على قلوبنا، ونرجو الله أن ينتهي وسينتهي».

ومن المفترض أن تلتقي حماس بفتح بعد عيد الفطر مرة أخرى في القاهرة، لمناقشة ملفات لها علاقة بالمعتقلين السياسيين، ودور المجلس التشريعي وسلطته على الحكومة، والهيئة القيادية لمنظمة التحرير، والمصالحة الاجتماعية.