إسرائيل تنفي نيتها اغتيال هنية.. وحماس تقول إن حكومة نتنياهو لا تملك القدرة السياسية على ذلك

الحركة الإسلامية تتمسك بالتهدئة وتصف استمرار إطلاق الصواريخ على إسرائيل بالعبثي والمرفوض

TT

نفت إسرائيل تقارير صحافية عن تعرضها لضغوط مصرية منعت اغتيال رئيس الوزراء المقال في غزة إسماعيل هنية. وقال وزير المعارف الإسرائيلي، جدعون ساعار، أمس، «إن هذا النبأ لا يمت إلى الواقع بصلة». وكانت صحيفة «الأهرام» المصرية نقلت عن مصادر فلسطينية، قولها، إن مصر أجبرت إسرائيل على إلغاء خطط كانت قد أعدتها لتصفية القيادي في حركة حماس إسماعيل هنية‏.

وقالت المصادر إن القاهرة تحركت بسرعة بمجرد تلقيها أنباء مؤكدة عن أن إسرائيل اتخذت قرارا بتصفية هنية عقب عملية إيلات، فضغطت على تل أبيب من أجل التراجع عن القرار وسارعت بالاتصال بحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين لإقناعها بالعودة للتهدئة. وقللت حماس نفسها من أهمية الأخبار. وقال يوسف رزقة، مستشار هنية السياسي، «إن التهديد لا يعدو مجرد خطوة إعلامية للتنفيس عن حالة الاحتقان التي تمر بها الساحة الداخلية الإسرائيلية، وتصديرا للأزمة». واعتبر رزقة في حديث مع صحيفة «الرسالة» التابعة لحماس، أن «حكومة الاحتلال برئاسة نتنياهو لا تملك القدرة السياسية على تنفيذ خطوة كهذه (اغتيال هنية)»، مضيفا «إسرائيل تعلم تماما أن تنفيذها يمهد لانفجار الأوضاع من جديد» . وتابع «إسرائيل محاطة بعوامل ردع تقف عاجزة أمامها وتعرقل تنفيذ أي خطوة من شأنها تفجير الأوضاع الميدانية والسياسية». وكانت حماس اتخذت احتياطات أمنية الأسبوع الماضي، بعدما تفجر الموقف في قطاع غزة، فاختفى قادتها عن الأنظار، قبل أن تتوصل مصر إلى تهدئة ثانية دخلت حيز التنفيذ قبل يومين، وأعادت الهدوء إلى القطاع، بعد تبادل صاروخي راح ضحيته قتلى وجرحى. غير أن الفصائل الفلسطينية ومعها إسرائيل ينظرون إلى التهدئة بعين الريبة، وقالت مصادر في الفصائل الفلسطينية في غزة للشرق الأوسط، إنها تتوقع نقض إسرائيل لعهد الهدنة، كما جرت عليه العادة، محذرة من أنها سترد على النار بالنار. أما الجيش الإسرائيلي فحافظ على أهبة الاستعداد، محذرا من إطلاق مزيد من الصواريخ بعدما بدأت التهدئة في غزة. ومن جهتها، حذرت حماس إسرائيل، من اللعب بالنار، وقال أحمد بحر، النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي، «إن مجرد التفكير أو الاعتقاد لدى كيان الاحتلال بأن ضرب غزة وإنفاذ مخطط التصعيد والاستباحة بحقها سيكون نزهة، يعبر عن وهم كبير ولوثة بالغة في الفهم والسياسة الإسرائيلية التي لم تستخلص العبر من دروس الفشل الماضية، وتتناسى تجليات التضحية والصمود وملاحم البطولة والثبات التي انتصرت فيها إرادة شعبنا الفلسطيني على بطش وجبروت وإرهاب الاحتلال».

وأضاف بحر أن «جيش الاحتلال سيجد حال قرر توسيع عدوانه مقاومة قوية ذات بأس، وشعبا يعشق الشهادة كما يعشق جنوده الحياة»، مؤكدا أن العدو الإسرائيلي خاسر لا محالة في معركة الإرادة والصمود، ولن يتمخض أي عدوان يفكر فيه عن أي أهداف ذات بال، فالمعركة لا تقاس بمدى قدرة الآلة العسكرية الإسرائيلية على القتل وسفك الدماء بما تملكه من أدوات فنية وإمكانات تكنولوجية، ولعل في الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة مثلا وعبرة».

ودعا بحر «حكومة الاحتلال للتفكير ألف مرة قبل اتخاذ أي قرار بالتصعيد ضد غزة وأهلها الصامدين»، كما دعا «جميع القوى والفصائل والمجموعات الفلسطينية إلى تكريس الالتزام بالتوافق الوطني حول التهدئة لحماية مصالحنا الوطنية وتفويت الفرصة على مخططات الاحتلال».

وأكد بحر أن «إصرار إحدى المجموعات الصغيرة على خرق الإجماع الوطني يشكل عبثا مرفوضا بالساحة الوطنية، وإضرارا كبيرا بالمصالح العليا لشعبنا الفلسطيني، كونه يتقاطع مع أهداف ومصالح الاحتلال ويعطيه ذرائع مجانية لتوسيع عدوانه وزيادة وتيرة تصعيده ضد أبناء شعبنا».