الجيش الإسرائيلي ألغى تنفيذ حملة ضد غزة في آخر لحظة

بحر ينتقد المجموعات التي تطلق الصواريخ

TT

في الوقت الذي تعاظمت الانتقادات داخل الساحة الفلسطينية لعمليات إطلاق الصواريخ على إسرائيل بعد دخول التهدئة موضع التنفيذ، ذكر التلفزيون الإسرائيلي أن الحكومة الإسرائيلية وجهت الليلة قبل الماضية تحذيرا شديد اللهجة للتنظيمات الفلسطينية من مغبة مواصلة إطلاق الصواريخ، مهددة بـ«رد صارم». ونقل التلفزيون عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إن الرد يتضمن شن غارات جوية مكثفة قد تقترن بعملية برية. وأشارت القناة إلى أن التحذير الذي نقله وسطاء أجانب قد وجه في أعقاب جلسة للمجلس الوزاري المصغر لشؤون الأمن. وجاء هذا التطور في أعقاب سقوط عدد من الصواريخ، بعيد الإعلان عن التهدئة الثانية التي التزمت بموجبها حركة الجهاد الإسلامي بوقف إطلاق الصواريخ. من ناحية ثانية، كشفت صحيفة «يديعوت أحرنوت» في عددها الصادر أمس النقاب عن أن إسرائيل كانت على وشك شن حملة عسكرية واسعة على قطاع غزة، في أعقاب عملية إيلات وإطلاق الصواريخ على المدن الإسرائيلية، وأنها امتنعت في آخر لحظة عن تنفيذها خوفا من إمكانية تدهور العلاقات مع مصر، علاوة على الخوف من إمكانية انضمام المزيد من الدول لتأييد حصول الدولة الفلسطينية على عضوية في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأوضح المعلق العسكري للصحيفة إليكس فيشمان أن أهداف الحملة كانت مفتوحة، وأنه لم يكن أحد محصنا من الاستهداف. وأشار فيشمان إلى أن من الاعتبارات التي حالت دون تنفيذ العملية هو الخوف على مصير النظام الأردني، حيث شدد فيشمان على أن إسرائيل تعتبر هذا النظام حليفا استراتيجيا لها، بالإضافة إلى الخوف من إمكانية حدوث مزيد من التدهور على العلاقات مع تركيا «التي أصبحت السيد في غزة»، على حد تعبير فيشمان. وأوضح فيشمان أنه على الرغم من أن الجيش أوقف خطط الحرب في آخر لحظة، فإنه ظل يخشى الإجابة عن بعض التساؤلات، وأهمها: هل عدم تنفيذ العملية العسكرية سيجعل الردع الإسرائيلي يتآكل؟ وإذا لم تخرج العملية الكبيرة إلى حيز التنفيذ، فكيف سيتعزز الردع؟. وأوضح فيشمان أن قيادة الجيش الإسرائيلي عاشت مؤخرا حالة الحرب، حيث ظل الجنرالات يعملون على مدار الساعة وينامون في المكاتب. وأشار فيشمان إلى أن إسرائيل وضعت عند بلورة خطة الحملة أن تقوم حركة حماس بالرد باستخدام صواريخ يصل مداها حتى مدينة تل أبيب. واستدرك فيشمان قائلا إن القيادة العسكرية والسياسية في تل أبيب قررتا معا أن تضربا، وعلى الفور، دون أن تأخذا بالحسبان آثار «رد فعل حماس» ووضع الجبهة الداخلية والقدرة على الرد على وابل الصواريخ. وأضاف: «عندما وصلت لحظة الصفر وبدأ العد التنازلي واستكملت وحدات الجيش قواتها بعناصر الاحتياط، وبقي أقل من يوم على اندلاع الحرب، عندها برزت الفرصة السياسية لإنهاء الحادثة، وبادرت حماس لوقف النار». وأوضح أن قادة حماس لم يخططوا ولم يرغبوا في هذه المواجهة «في الوقت الحالي» وأنهم يخشون من أن يتهموا بأنهم يسحبون البساط من الرئيس محمود عباس قبيل سبتمبر (أيلول)، كما أن الوضع الاقتصادي في غزة آخذ في التفاقم. ورأى أن القيادة المصرية بذلت جهدا كبيرا لوقف الحرب وعدم بدء معركة بغزة، في الوقت الذي حاولت فيه وقف التحركات الشعبية ضد «إسرائيل». من ناحيته، انتقد النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني أحمد بحر بشدة الفصائل التي تخرق الإجماع الفلسطيني بالانفراد بإطلاق الصواريخ على إسرائيل.

وفي بيان صادر عنه، دعا بحر جميع القوى والفصائل والمجموعات الفلسطينية إلى تكريس الالتزام بالتوافق الوطني حول التهدئة لحماية المصالح الوطنية وتفويت الفرصة على مخططات الاحتلال. واعتبر بحر أن إصرار إحدى المجموعات الصغيرة على خرق الإجماع الوطني: «يشكل عبثا مرفوضا بالساحة الوطنية، وإضرارا كبيرا بالمصالح العليا لشعبنا الفلسطيني، كونه يتقاطع مع أهداف ومصالح الاحتلال ويعطيه ذرائع مجانية لتوسيع عدوانه وزيادة وتيرة تصعيده ضد أبناء شعبنا». ودعا بحر الحكومة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية إلى اتخاذ «كافة التدابير اللازمة لتعزيز التوافق الوطني وحماية مصالح ومقدرات شعبنا في وجه أصحاب الأجندات الخاصة والممارسات العابثة البعيدة عن الحس والمسؤولية الوطنية».