رئيس حكومة كردستان يستذكر بدايات عمله السياسي عبر معرض لأحد رفاقه

برهم صالح وقف مليا أمام صور ووثائق خاصة بضابط قتل في مواجهة أمنية

برهم صالح يتأمل صورة في معرض خاص بصور ووثائق وممتلكات تعود لرفيقه الراحل العقيد حمة حسين في السليمانية أمس («الشرق الأوسط»)
TT

لم تحل مشاغله الكثيرة في إدارة الحكومة ولا جولاته الميدانية المستمرة لتفقد المشاريع الخدمية بأنحاء كردستان، دون أن يستذكر برهم صالح رئيس حكومة إقليم كردستان مواقف بعض رفاقه القدامى الذين كان لهم دور في تحديد خيارات مستقبله السياسي، ومنهم أحد العقداء في أمن الإقليم الذي اغتالته جماعة إرهابية قبل ثماني سنوات.

ففي قاعة جمعت مجموعة من الصور والوثائق والممتلكات الخاصة بالعقيد حمة حسين وقف برهم مليا يستعرض مراحل حياته المبكرة بالعمل السياسي حين تمكن هذا العقيد من كسبه للعمل السياسي في إطار عصبة الشغيلة التي كانت أحد الأجنحة التي تشكل منها الاتحاد الوطني الكردستاني، وقد تكون مفارقة غريبة بعض الشيء أن تكون تلك العصبة التي شكلت نواة لتأسيس الاتحاد الوطني الكردستاني بقيادة نوشيروان مصطفى رئيس المعارضة الحالية لحكومة الإقليم التي يترأسها برهم صالح. وذلك من تصاريف الزمن، والأيام دول بين الناس.

فبعد لقاء حميمي بأسرة العقيد، يتفحص برهم تلك الصور الوثائقية التي جمعتها أسرته وعدد من رفاقه القدامى لعرضها، والتي توثق لجانب مهم من تاريخ الحركة التحررية الكردية، خاصة التنظيمات السرية للاتحاد الوطني منتصف السبعينات التي كان صالح أحد أعضائها النشطاء، ويعلنها أمام وسائل الإعلام المحلية «أن ما تحقق من المكاسب القومية والدستورية للشعب الكردي إنما هي ثمرة لنضال هذه الكوكبة من المناضلين الأوائل الذين كرسوا حياتهم من أجل قضية شعبهم المشروعة». ويعترف رئيس حكومة كردستان «أن لهذا العقيد الفضل الأكبر عليه في جره للحياة السياسية في مراحلها الأولى ضمن التنظيمات السرية للاتحاد الوطني الكردستاني الذي أصبح صالح نائبا لأمينه العام». وأضاف حسين «كان نموذجا لشباب ذلك الجيل من أوائل المناضلين بصفوف الاتحاد الوطني الذين جمعهم حب الشعب والوطن، واسترخصوا الدماء لمواجهة النظام الديكتاتوري المستبد والدفاع عن شعبهم وقضيته العادلة». وكان العقيد حمة حسين مديرا لأمن محافظة السليمانية عندما نزل إلى شوارع المدينة لملاحقة مجموعة إسلامية متشددة أرادت أن تنفذ سلسلة من الهجمات على المدينة، وخاض معركة شرسة مع تلك المجموعة بشارع سالم وهو الشارع الرئيسي بالمدينة يوم 27 أغسطس (آب) عام 2003 فلقي مصرعه على أيدي تلك المجموعة التي نجحت قوات الأمن فيما بعد في قتل عدد من أعضائها واعتقال الآخرين منهم.

وضم المعرض الشخصي الذي أقيم أمس الكثير من الصور الوثائقية التي توثق لمراحل مختلفة من حياة العقيد حمة حسين سواء أثناء ممارسته النشاط السياسي السري بالتنظيمات الداخلية أو أثناء لجوئه إلى جبال كردستان كأحد أفراد البيشمركة تحت قيادة الاتحاد الوطني الكردستاني.