دمشق تمنع 3 معارضين بارزين من السفر إلى بيروت بدعوى الحفاظ على سلامتهم

لؤي حسين: الأولى بهم إيجاد حلول لحماية السوريين في الداخل

TT

منعت السلطات السورية، أمس، 3 معارضين بارزين من مغادرة البلاد عند محاولتهم عبور الحدود إلى لبنان. وقال المعارض فايز سارة لـ«الشرق الأوسط»، إن ضباطا على الحدود منعوه هو وزميليه ميشيل كيلو، ولؤي حسين، من مغادرة سوريا، في طريقهم إلى بيروت. وأضاف فايز سارة أنهم كانوا يريدون المشاركة في مناقشة تلفزيونية عن الانتفاضة السورية، ولكن منعوا على الجانب السوري من الحدود وطلب منهم العودة.

وفي التفاصيل قال سارة لـ«الشرق الأوسط» إنهم «وصلوا عند الحدود وتقدم منهم شرطي كان مهذبا للغاية، ولكنه طلب منهم عدم السفر وأبلغهم أن التعليمات بمنعهم من المغادرة صدرت صباح الأحد». وأضاف: «كنت متوجها إلى بيروت بصحبة الأستاذ ميشيل كيلو، وفوجئنا عند وصولنا إلى مركز الجديدة بمنعنا من السفر إلى لبنان، وقد انضم إلينا هناك الأستاذ لؤي حسين الذي فوجئ هو الآخر بمنعه من السفر من قبل ضابطي الهجرة والجوازات اللذين قابلناهما». وأضاف: «قالا إن المنع كان خوفا على حياتنا في لبنان، فأخبرتهم أني لا أخاف من أهلي في لبنان على نحو أني لا أخاف على حياتي من أهلي في سوريا، لكنهما أصرا على المنع، مؤكدين أن قرار المنع كان شفهيا».

وحول ما إذا كان قرار المنع هذا دائما، قال سارة: «لقد سألت الضابط هناك عما إذا كان قرار المنع دائما أم أنه فقط اليوم، فلم نحصل على إجابة، ولكن سمعت أحد الموظفين يقول إن المنع جاءهم شفهيا وليومين». ويضيف سارة: «علمنا أيضا أن قرار منعنا من السفر صدر شفويا في نفس يوم السفر، وربما لدى وصولنا معبر جديدة عرطوز».

ولفت سارة إلى أن هذه هي أول رحلة له إلى خارج سوريا منذ نحو أربع سنوات، وقال «كنت خلال معظمها سجينا، وانتظرت أكثر من عام حتى تم رفع منع السفر عني، وعندما قررت زيارة لبنان الذي أحبه، ورؤية أصدقائي هناك، فوجئت بمنع السفر». وتساءل: «إلى متى سوف يستمر المنع هذه المرة؟».

وكان كل من فايز سارة وميشيل كيلو ولؤي حسين، والمخرج السينمائي محمد ملص، والصحافي ثابت سالم، قد تلقوا دعوة للمشاركة في ندوة حوارية تلفزيونية من قناة «الحرة» مكتب بيروت، كان من المقرر عقدها اليوم الاثنين، والوحيد الذي سمح له بالسفر ثابت سالم الذي وصل إلى الفندق في الوقت الذي كان ميشيل وفايز ولؤي يأخذون فيه طريق العودة إلى دمشق، أما المخرج ملص فلم يسافر بالأساس.

من جانبه، كتب لؤي حسين على صفحته في موقع «فيس بوك»: «تم منعي وفايز سارة وميشيل كيلو من مغادرة الحدود عندما كنا في طريقنا إلى بيروت للمشاركة في ندوة تلفزيونية على قناة (الحرة)، استنادا إلى أوامر شفهية تقول إن منعنا من السفر هو حفاظ على سلامتنا، إذ إننا كمواطنين سوريين معرضون للخطر في لبنان».

وأضاف: «لن أسخر من هذا الادعاء ولا من الصيغة الشفوية للقرار، ولا من القرار ذاته، ولا من انشغال الجهات العليا المسؤولة عن الموضوع التي وجدت لديها الوقت الكافي لمراقبتنا ومتابعتنا، وإصدار الأوامر بمنعنا من السفر، إذ كان من الأفضل لنا أن تحمي سلامتنا وسلامة الآخرين، مثل الفنان علي فرزات والشيخ أسامة الرفاعي، داخل البلاد، بل الأولى بها أن تجد الحلول الكفيلة لحماية سلامة المواطنين السوريين من مدنيين وعسكريين، الذين يسقطون قتلى كل يوم داخل الحدود وليس خارجها».

وردا على انتقاد وجه للؤي حسين في الصفحة لعدم قبول المعارضة المشاركة في الحوار في المؤتمر التشاوري الذي دعا إليه النظام، بينما يذهبون إلى بيروت تلبية لدعوة قناة «الحرة» الأميركية، قال لؤي حسين: «منذ نحو ثلاثة أشهر وأنا أطالب السلطات بإقامة برنامج تلفزيوني حواري مستقل عن السلطات الإعلامية والأمنية، وأن يدار من قبل هيئة تحرير مهنية من دون الاهتمام بخلفياتها البعثية أو ما شابهها، وذلك لكي يتعرف المشاهد على وجهات النظر السورية ويسمع جميع الآراء. وطلبت أن يتم الشيء نفسه في إحدى الصحف الرسمية. لكن لا تجرؤ السلطات على السماح لنا بعرض آرائنا على إعلامنا، ولا تسمح لنا أيضا بعرض آرائنا على الشاشات الأخرى من داخل البلاد، واليوم أكدت أنها تمنعنا من عرض آرائنا خارج البلاد».