غل: فقدنا الثقة بالأسد.. وعهد الأنظمة القمعية المغلقة انتهى

مصادر تركية: سنلتزم بأي قرار يصدر في مجلس الأمن بشأن سوريا

TT

واصلت تركيا إطلاق إشارات «اليأس» من النظام السوري، عبر مسار تصاعدي للتصريحات التي يطلقها مسؤولوها حول الأزمة السورية التي قال الرئيس التركي عبد الله غل أمس إنها بلغت «مرحلة اللاعودة»، بينما أشارت مصادر تركية لـ«الشرق الأوسط» إلى أن أنقرة سوف تلتزم بأي قرار يصدر عن مجلس الأمن الدولي بحق سورية، وهو المتوقع في حال استمر المسار الحالي للنظام.

ونفت المصادر وجود خطط تركية خاصة لفرض منطقة عازلة على طول حدودها، مشيرة إلى أن أمرا كهذا لا بد أن يكون بقرار دولي على غرار ما جرى في العراق، موضحة أن تركيا سوف تلتزم بما تنص عليه القرارات الدولية بشأن سوريا، رافضة الخوض فيما إذا كانت تركيا مستعدة للقيام بفرض هذا الحظر إذا صدر قرار بشأنه عن مجلس الأمن الدولي، مشيرة إلى أن على الشعب السوري أن يتولى زمام المبادرة في التغيير كما حصل في اليمن وفي ليبيا لا أن ينتظر تدخلات من هنا أو هناك. وكررت المصادر دعوة المعارضة السورية إلى توحيد صفوفها حتى يستطيع المجتمع الدولي الوقوف معها بفاعلية.

وفي تصريحات أطلقها بمناسبة مرور 4 سنوات على توليه منصبه، تصدر الموضوع السوري المواضيع التي تطرق إليها الرئيس التركي لوكالة الأنباء الرسمية التركية، متقدما على الوضع في ليبيا ومكافحة تركيا للإرهاب (الصراع مع حزب العمال الكردستاني) وإعداد دستور جديد للبلاد».

وقال غل: «في الواقع، وصل الوضع (في سوريا) إلى حد أنه لم يعد أي شيء يكفي إذ جاء بعد فوات الاوان»، مشيرا إلى وعود الرئيس السوري بشار الأسد بوقف الحملة، التي لم تتحقق. وأكد الرئيس التركي أن بلاده قدمت «مساهمات ملحوظة لدمشق كي تحقق التحوّل الديمقراطي في البلاد، غير أنه فقد ثقته بالنظام السوري جراء مواقفه الأخيرة إزاء شعبه المطالب بالديمقراطية والحرية». وأعلن أنه يتابع آخر التطورات في سوريا عن كثب، ويتلقى يوميا تقارير استخباراتية عن تفاصيل الأحداث الجارية هناك، ذلك لأن تركيا تولي أهمية كبرى لسعادة الشعب السوري، وأمن واستقرار بلادهم». وقال: «لقد مضى، في ظروف العالم الحالية، عهد الأنظمة القمعية المغلقة، واستيلاء حزب واحد على السلطات في البلاد، فهذه الأنظمة إما ستتغير بالمبادرات الإيجابية من قبل حكامها، أو ستضطر للتغير بضغوط من شعوبهم الظامئة إلى الحرية والديمقراطية». وقال: «نشعر بحزن عميق بالفعل. يقال إن الأحداث انتهت ثم يقتل 17 آخرون، متسائلا: «كم سيكون العدد (القتلى) اليوم.. من الواضح أننا بلغنا نقطة سيكون معها أي شيء غير كاف وفات أوانه. لقد فقدنا الثقة». وأضاف: «لا بد أن يعرف الجميع أننا نقف إلى جانب الشعب السوري.. الأمر الأساسي هو الشعب». وفي السياق ذاته أكد كبير مستشاري الرئيس التركي، أرشاد هورموزلو أن «كل ما تحقق من إصلاحات في سوريا كان قليلا جدا، خصوصا مع استمرار العمليات الأمنية»، وقال: «نحن طلبنا الإسراع في الإصلاح، فوجدنا تسرعا وإسراعا في أعمال القتل والترهيب للشعب السوري، وما وجدناه في سوريا أقوال عن الإصلاح وليس أفعالا، حيث إن الأفعال تتعارض مع ما يقوله النظام السوري»، ولفت هورموزلو إلى أن «جميع الوعود بالإصلاح لم تتحقق على أرض الواقع»، وجدد القول إن «تركيا إذا خُيِّرت بين الشعب والنظام، فسوف تختار الشعب»، وتابع: «إن من يخيّرنا في هذا الأمر هو تسارع الأحداث التي حتمت علينا الخيار، ولقد اخترنا الوقوف إلى جانب الشعب السوري، والآن الحل هو بيد الشعب السوري، وعليه أن يقرر مصيره، وعلى القوى الوطنية السورية أن تكون موحدة، وعندها ستجد كل القوى تقف إلى جانبها». وكانت أنقرة التي انتعشت علاقاتها مع دمشق في السنوات الأخيرة قد كررت الدعوة للأسد للبدء بإصلاحات، دون أن تصل إلى حد مطالبته بالرحيل. ويسعى النظام السوري لقمع الاحتجاجات المستمرة منذ شهور عبر انتهاج القوة المفرطة؛ حيث قتل أكثر من 1600 مدني، واعتقل أكثر من 12 ألف معارض بحسب نشطاء حقوق الإنسان. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن شخصين قتلا أول من أمس (السبت) مع استمرار القمع.

وكان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أعرب عن «انزعاجه» إزاء الإخفاق المتكرر للرئيس الأسد في الوفاء بالوعود التي قطعها، بما في ذلك وقف حملته العسكرية على المحتجين.