مسؤولون باكستانيون يشككون في مقتل الرجل الثاني في «القاعدة»

مسؤول أميركي: عطية الله تولى مسؤوليات متعددة في التنظيم

TT

نفى مسؤولون باكستانيون، أمس، وجود أي معلومات لديهم بشأن مقتل الرجل الثاني في قيادة تنظيم القاعدة عطية عبد الرحمن (عطية الله) في هجوم شنته طائرة أميركية من دون طيار. كانت تقارير أميركية قد نقلت عن مسؤولين، لم تشر إلى أسمائهم، أمس، أن عبد الرحمن، وهو ليبي كان أكبر مخطط لعمليات «القاعدة»، لقي حتفه في هجوم لطائرة من دون طيار في 22 أغسطس (آب) الحالي في وزيرستان الشمالية. بيد أن اثنين من مسؤولي الاستخبارات الباكستانية، طلبا عدم الكشف عن هويتهما، ذكرا أنه ليس لديهما أي معلومات عن مقتل عبد الرحمن، وأكد أحدهما أنه «ليس لدينا أصلا معلومات عن مكان وجوده».

وعادة لا تعلق باكستان رسميا على ضحايا الغارات التي تشنها الولايات المتحدة على أراضيها إلا إذا كان هناك عدد كبير من القتلى المدنيين.

كان عبد الرحمن، الذي يعتقد أنه في نحو الـ40 من عمره، على صلة وثيقة بأسامة بن لادن قبل مقتل الأخير في مايو (أيار) الماضي في باكستان في عملية عسكرية أميركية.

وذكرت صحيفة «نيويورك تايمز»، أمس، أن ملفات إلكترونية جرت مصادرتها في الهجوم على مخبأ بن لادن في أبوت آباد شمال غربي باكستان أظهرت أن الاثنين كانا على اتصال منتظم. كانت الولايات المتحدة قد رصدت مكافأة قيمتها مليون دولار لمن يسهم في اعتقال عبد الرحمن الذي أصبح الرجل الثاني في التنظيم بعدما أصبح أيمن الظواهري هو الرجل الأول.

غير أن مسؤولين محليين بالمنطقة القبلية قالوا لوكالة الصحافة الفرنسية، الأسبوع الماضي: إن طائرة أميركية من دون طيار نفذت ضربة في 22 أغسطس ضد سيارة في وزيرستان الشمالية، مما أسفر عن مقتل 4 مسلحين على الأقل.

ووزيرستان الشمالية هي المعقل الرئيسي لـ«القاعدة» في العالم والقاعدة الخلفية لبعض مجموعات طالبان الأفغانية.

وأعلنت طالبان الأفغانية ولاءها لـ«القاعدة» عام 2007 وتخوض، منذ ذلك الحين، حملة اعتداءات دامية في كل أنحاء البلاد. وقال المسؤول: إن «القاعدة» ستتضرر بشكل ملموس من مقتل عبد الرحمن؛ لأن أيمن الظواهري، الزعيم الجديد لـ«القاعدة»، اعتمد عليه منذ مقتل أسامة بن لادن. وتابع: «كنز المعلومات الذي تم الحصول عليه من مجمع بن لادن أظهر بوضوح أنه (عبد الرحمن) كان منخرطا بكثافة في توجيه عمليات (القاعدة) حتى قبل تلك الغارة». وأضاف: «كان يضطلع بمسؤوليات متعددة في التنظيم وسيكون من الصعب العثور على من يحل محله».

وأضاف المسؤول أن مقتل عبد الرحمن «خسارة أساسية لتنظيم القاعدة». وزاد: «ليس هناك شك في أن هذه ضربة كبيرة لتنظيم القاعدة.. عبد الرحمن كان على رأس التنظيم القيادي الموثوق به». وتابع: إن عبد الرحمن «أدار العمليات اليومية للتنظيم منذ مقتل الشيخ سعيد المصري العام الماضي، وأصبح الرجل الثاني في القيادة منذ مقتل بن لادن» في مايو الماضي ويأتي الإعلان عن مقتله بينما تستعد الولايات المتحدة لإحياء الذكرى العاشرة لهجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2011.

وأشارت تقارير إلى أن عبد الرحمن كان يحتل المركز الثاني في قائمة أبرز 5 مطلوبين في أفغانستان وباكستان تسعى واشنطن وإسلام آباد إلى إلقاء القبض عليهم أو قتلهم. وقال المسؤول الأميركي: إن مقتل عبد الرحمن «سوف يؤثر على علاقات (القاعدة) بفروعها، فضلا عن التأثير على قدرة الظواهري على كسب السيطرة الكاملة على المجموعة الإرهابية». وأوضح: «كان عبد الرحمن محل ثقة فروع التنظيم وكان يتحدث نيابة عن كل من بن لادن والظواهري.. لديه مزيج من الخبرة والقدرات، تعد فريدة من نوعها في التنظيم، ومن دون شك لن يتم استبداله بسهولة».

وقالت السلطات الأميركية إن عبد الرحمن كان قد انضم إلى بن لادن في أفغانستان في الثمانينات لمحاربة السوفيات. ثم بات موفد «القاعدة» إلى إيران بهدف تجنيد أشخاص وإجراء مفاوضات مع مجموعات إسلامية أخرى.

ودعا الرئيس الأميركي باراك أوباما، أول من أمس، في رسالته الإذاعية الأسبوعية، الأميركيين إلى الوحدة، مشددا على أنه لا تزال أمام الولايات المتحدة تحديات كبيرة لخوضها، وذلك قبل بضعة أيام من إحياء ذكرى الاعتداءات.

وبعد 10 أعوام من هذه الهجمات التي طاولت نيويورك وواشنطن وبنسلفانيا وخلفت نحو 3 آلاف قتيل، لفت الرئيس الأميركي إلى روح الجماعة التي سادت بعيد 11 سبتمبر. وقال: «فلنظهر أن روح الجماعة التي تحتاج إليها أميركا ليست أمرا عابرا، بل يمكن أن تكون فضيلة دائمة كل يوم».

واعتبر الرئيس الأميركي أن مقتل عبد الرحمن هو انتصار جديد بعد مقتل أسامة بن لادن في 1 مايو في باكستان خلال عملية للقوات الخاصة الأميركية في مدينة أبوت آباد شمال إسلام آباد.