معارضون سوريون: قرارات وزراء الخارجية العرب لم تلب طموح الشعب

قالوا إن رفض النظام للجنة العربية «مخز».. وطالبوا بفرض منطقة حظر جوي

TT

قال معارضون سوريون بالقاهرة إن قرارات الجامعة العربية لم تلب طموحات الشعب السوري، الذي يواصل منذ خمسة أشهر انتفاضة ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد، ورغم ذلك رحب المعارضون بما اعتبروه «خطوة أولى ومتقدمة في الموقف العربي»، على خلفية عرض اجتماع مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية في دورته غير العادية إرسال لجنة وزارية عربية إلى دمشق لبحث الأزمة، واصفين رفض النظام السوري لمقترح الجامعة بـ«المخزي»، وطالبوا بـ«ضرورة التدخل العربي لفرض منطقة حظر جوي». وقال النائب السابق محمد مأمون الحمصي، لـ«الشرق الأوسط» معلقا على الاجتماع: «كنا نتمنى أن ينتصر صوت الحق، وتصدر كلمة تنصف الشعب السوري وتشفي قليلا من جراحه، وأن يكون هناك قرار يوقف المجازر التي ترتكب في حقه، والتي ازدادت وتيرتها منذ بداية شهر رمضان، وما خرج به الاجتماع هو خطوة في اتجاه تعزيز جبهة عربية تقابل النظام، بعد الأصوات الخليجية المتمثلة في السعودية وقطر والكويت التي قالت كلمتها من قبل». وأضاف أن المعارضة السورية كانت تطالب الجامعة بتعليق عضوية سوريا في الجامعة مثل ما حدث مع ليبيا، والتوصية بسحب السفراء العرب من دمشق، معتبرا أن «فرض منطقة حظر جوي على سوريا هو مطلب للمعارضة السورية الذي من شأنه أن يوقف السلاح المتدفق على سوريا من إيران وروسيا من جهة، وحماية المدنيين من جهة أخرى». كان الحمصي قد دعا أفراد الشعب المصري إلى المشاركة في اعتصام الجالية السورية وعدد من المعارضين والنشطاء السوريين المقيمين في دول أوروبية وعربية من الموجودين في القاهرة، وذلك أثناء عقد وزراء الخارجية العرب اجتماعهم الطارئ مساء أول من أمس (السبت)، راجيا منهم تلبية النداء ودعم الشعب السوري الصامد ضد مجازر وانتهاكات نظام الأسد، وهو ما وجد صدى كبيرا، حيث احتشد المئات من السوريين والمصريين أمام مقر الجامعة بهدف تشكيل ضغط على مسؤولي الجامعة لاتخاذ قرار وموقف إيجابي ضد المعارك الدائرة في المدن السورية.

وقال أحد الطلاب السوريين الدارسين في القاهرة، شارك في الاعتصام الذي استمر حتى فجر الأحد: «اعتصامنا جاء للضغط على وزراء الخارجية لكي نطلب منهم إعلان موقف إيجابي مما يحدث داخل سوريا»، مضيفا أن كل ما خرج به الوزراء هو الدعوة إلى احترام حق الشعب السوري في الحياة الكريمة الآمنة وتطلعاته المشروعة نحو الإصلاحات السياسية والاجتماعية، لكننا نأمل بأن تقف الدول العربية خاصة دول مجلس التعاون الخليجي في صف الشعب السوري بشكل أكثر عملية يوقف جرائم نظام بشار الأسد ضد الشعب السوري، بعد أن أسفرت أعمال القمع التي يمارسها عن سقوط أكثر من 2200 قتيل منذ 15 مارس (آذار) وحتى الآن.

من جانبه، قال المعارض السوري مؤمن كويفاتية، لـ«الشرق الأوسط»، معلقا على رفض السلطات السورية للجنة العربية: «إنه لأمر مخز، ما يحدث تمثيلية بين النظام وأمين الجامعة»، متهما الجامعة بالوقوف حائلا لاتخاذ موقف دولي تجاه سوريا على غرار ما حدث في ليبيا.

وقال كويفاتية إن قرار تشكيل لجنة وزارية وترؤس نبيل العربي لها، لا ينسجم مع حمامات الدم التي تشهدها سوريا منذ 6 أشهر، وهو ما يعوق اتخاذ موقف دولي «والنتيجة أن أصبح الشعب السوري مثل كرة يتم تقاذفها بين الجامعة والمجتمع الدولي».

وأضاف: «الاتفاق على إيفاد لجنة وزارية أو غيرها لا يلبي طموحات الشعب السوري، فقد سبق أن طالبت لجنة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان بحماية دولية، لذا فهذه القرارات تعد فرصة للنظام لكي يواصل انتهاكاته ضد الشعب الأعزل». من جانب آخر، وتضامنا مع الثوار في البلاد العربية المختلفة، قام «اتحاد الثوار العرب» وهيئة المحاكمة الشعبية التي تقيمها لجنة الشؤون السياسية بنقابة المحامين المصرية، مساء أمس (الأحد)، بعقد محاكمة شعبية للرئيس السوري بشار الأسد، حيث وجهت إليه تهم قتل الثوار وارتكاب جرائم إبادة بحق الشعب السوري، وذلك بحضور عدد من أفراد الجالية السورية في مصر وعدد كبير من المحامين المصريين وعدد من ثوار 25 يناير (كانون الثاني)، وثوار 17 فبراير (شباط)، وثوار تونس، واليمن وسوريا والعراق وفلسطين، ورؤساء الأحزاب والجمعيات المدنية ورجال الفن والأدب والسياسة والقانون، بالإضافة إلى وسائل الإعلام العالمية والمحلية. يذكر أن تلك المحاكمة تعقد دعما لثورات الشعوب العربية وتطالب بإسقاط الأنظمة الفاسدة، وكانت قد بدأت بمحاكمة العقيد الليبي معمر القذافي.

وقال المعارض السوري رياض غنام، لـ«الشرق الأوسط»، إن المحاكمة رغم كونها محاكمة رمزية، فإنها تهدف إلى إبراز قيمة العدالة، وتحطيم صورة الرئيس السوري لدى الشعب العربي، وإعطاء رسالة بأنه لن يفلت أحد من العقاب، وأن الدماء التي تسبب في إراقتها سوف يحاسب عليها.