المتحدث العسكري باسم الثوار: حررنا أكثر من 10 آلاف سجين.. لكن أين الآخرون؟

تساؤلات عن مصير 50 ألف سجين.. ومنظمة دولية: قوات القذافي أطلقت موجة قتل تعسفي

TT

أعربت قيادة الثوار الليبيين، أمس، عن قلقلها إزاء مصير 50 ألف سجين اعتبرتهم في عداد المفقودين، مؤكدة أنه تم تحرير أكثر من 10 آلاف سجين من سجون نظام العقيد الهارب، معمر القذافي، منذ دخول المقاتلين طرابلس، وجاء ذلك بينما قالت منظمة هيومان رايتس ووتش المعنية بحقوق الإنسان، إن القوات الموالية للعقيد معمر القذافي ربما تكون أعدمت عشرات السجناء وقتلت المدنيين بينما كانت قوات المعارضة تزحف إلى العاصمة الليبية في الأسبوع الماضي.

وأكد المتحدث العسكري باسم الثوار، العقيد أحمد عمر باني، في مؤتمر صحافي في بنغازي (شرق) أن «عدد الأشخاص الذين تم توقيفهم في الأشهر الأخيرة (بيد النظام) يقدر بما بين 57 ألفا و60 ألفا»، وأضاف متسائلا: «لقد تم الإفراج عن 10 آلاف إلى 11 ألف سجين حتى الآن.. أين الآخرون؟».

وأعرب أحمد عمر باني عن قلقه على مصيرهم، في حين «يكتشف الكثير من سكان طرابلس في هذه الأثناء مقابر جماعية في محيط مراكز الاحتجاز السابقة وسجن أبو سليم».

وردا على سؤال حول إمكانية قتل هؤلاء المساجين، أجاب: «هذا واضح، الفارق بين (الرقمين) هائل».

وأضاف: «ستكون كارثة لو تبين أنهم قتلوا»، مؤكدا: «لدينا أسماء الأفراد الذين يعرفون ما حصل مع المعتقلين في طرابلس ومحيطها، هؤلاء الأفراد مطلوبون حاليا من قبل قوات التحرير التابعة لنا».

وقال باني: «إننا ندعو كل من يملك معلومات حول السجون أن يزودنا بها في أسرع وقت، أو سيتم اعتبارهم متآمرين في هذه الجرائم».

وفي غضون ذلك، قالت منظمة هيومان رايتس ووتش إن القوات الموالية للقذافي ربما تكون أعدمت عشرات السجناء وقتلت المدنيين، بينما كانت قوات المعارضة تزحف إلى طرابلس.

وتتناثر في شوارع طرابلس جثث متحللة وركام بعد قتال عنيف مع مقاتلي المعارضة لإنهاء حكم القذافي، المستمر منذ أكثر من 40 عاما، على الرغم من أن الزعيم المخلوع ما زال هاربا.

وقالت سارة لي ويتسون، مديرة شمال أفريقيا في هيومان رايتس ووتش، في بيان: «الأدلة التي تمكنا من جمعها حتى الآن تشير بقوة إلى أن قوات القذافي انطلقت في موجة قتل تعسفي، بينما كانت طرابلس تسقط».

وأضاف البيان أنه عثر على نحو 18 جثة عليها آثار رصاص، اثنتان منها مقيدتا الأيدي، في قاع نهر قرب مجمع باب العزيزية الذي كان مقرا للقذافي، وقال شهود للمنظمة إن قوات القذافي قتلتهم.

وأضافت المنظمة أنه عثر على 29 جثة أخرى في مركز طبي مؤقت قرب المجمع، وعليها أيضا آثار الإعدام. وكانت هناك أربع جثث ملقاة على أسرة بالمركز الطبي، وكانت واحدة على الأقل مقيدة.

وقالت هيومان رايتس ووتش إنها أجرت مقابلات مع ثلاثة من الناجين من عمليات الإعدام المزعومة، التي قامت بها قوات القذافي، منهم رجل قال إنه أطلق عليه الرصاص ثلاث مرات بينما كان المرتزقة يطلقون النار على غرفة بها 25 سجينا بعد تلقي أوامر بقتلهم.

وقال الشاهد للمنظمة إن أصوات مقاتلي المعارضة الزاحفين إلى العاصمة كانت مسموعة قبل إطلاق النار على السجناء.

وأوضحت ويتسون: «هذه الحوادث التي ربما تمثل النذر اليسير من العدد الإجمالي تثير أسئلة خطيرة بشأن سلوك قوات القذافي خلال الأيام القليلة الماضية، وما إذا كانت ممنهجة أم مخططا لها.. إذا ثبت أن تلك الوقائع عمليات إعدام خارج نطاق القضاء، فإنها جرائم حرب خطيرة ويجب تقديم المسؤولين للعدالة».

كما أفادت وكالة «رويترز» نقلا عن مراسليها في طرابلس أنهم رأوا أدلة على عدد من عمليات القتل الجماعي، بما في ذلك عدة جثث مقيدة الأيدي. وقالت منظمة العفو الدولية، الأسبوع الماضي، إنها عثرت على أدلة عن قتل قوات القذافي للسجناء. وقالت منظمة العفو أيضا إنها تلقت تقارير عن إساءة معاملة مقاتلي المعارضة لأسراهم.