عبد الجليل: قوات الناتو لم تقتل مدنيين.. وقرار بقائها بأيدي «الانتقالي»

في افتتاح أعمال رؤساء أركان دول تحالف «الحامي الموحد» في الدوحة

مصطفى عبد الجليل يتحدث خلال الاجتماع وإلى يساره رئيس أركان القوات المسلحة القطرية (رويترز)
TT

بدأت في العاصمة القطرية الدوحة، أمس، أعمال اجتماع رؤساء أركان دول تحالف «الحامي الموحد» في ليبيا، والتي تضم دول حلف شمال الأطلسي وقطر والإمارات العربية.

وقال مصطفى عبد الجليل رئيس المجلس الوطني الانتقالي الليبي، الذي حضر الاجتماع، في كلمة افتتاحية: إن قوات التحالف الدولي لم تقتل أي مدني ليبي خلال طلعاتها الجوية في ليبيا والتي فاقت الخمسة آلاف ضربة عسكرية، نافيا بذلك ما يردده إعلام القذافي من سقوط ضحايا من المدنيين والتي وصفها بأنها «أخبار غير صحيحة وكاذبة»، على ما نقلته وكالة الأنباء الألمانية.

وأضاف أن الشعب الليبي يدين للمجتمع الدولي الذي أصدر القرار رقم 1973 والذي وفر الحماية القانونية للشعب الليبي، من خلال منح حلف الناتو صلاحيات توفير الحماية للمدنيين. موضحا: «لولا هذا القرار لارتكبت قوات القذافي أكبر مجزرة تعرفها البشرية في تاريخها في العصر الحديث». وأضاف أن الكفة العسكرية في ليبيا لم تكن متوازنة بين الشباب، الذين خرجوا في مظاهرات سلمية والقذافي، الذي لا يهمه ما قد يحدث لليبيين في سبيل البقاء في السلطة. وقال: «الكل يعلم مدى ظلم القذافي ومدى تشبثه بالسلطة بأي شكل وبأي طريقة ومهما كلف، وكل يوم تتجلى للعالم بشاعة نفسية هذا الإنسان».

وقال أيضا: إنه لا معلومات لدى المجلس الوطني الانتقالي الذي يبحث عن القذافي ويتقدم صوب مسقط رأسه سرت، شرق طرابلس، عن مكان وجود القذافي، وعرض مكافأة 1.3 مليون دولار والعفو عمن يقتل القذافي أو يعتقله.

ومع تشديد المعارضة قبضتها على البلاد توجه عبد الجليل إلى أوروبا والدوحة للحث على مواصلة الدعم لحملة المعارضة الليبية ومناقشة وضع ليبيا بعد انتهاء حكم القذافي.

وقال حلف شمال الأطلسي، الذي كانت حملة القصف التي شنها على ليبيا عنصرا أساسيا في نجاح المعارضة، في نفس الاجتماع في الدوحة إنه سيواصل حملته.

وقد غادر مصطفى عبد الجليل الدوحة عقب الجلسة الافتتاحية للاجتماع، بعد زيارة رسمية لدولة قطر استغرقت يومين.

وفي كلمته، أشار اللواء الركن حمد بن علي العطية، رئيس أركان القوات المسلحة القطرية، والذي تدعم بلاده الثورة الليبية، إلى أن «كافة المؤشرات على أرض الواقع توحي بأن هناك حاجة لاستمرار الدعم العسكري»، داعيا إلى «منح الجوانب الأمنية الاهتمام اللازم حتى تعود الحياة إلى طبيعتها وإعادة الإعمار في ليبيا».

وقال اللواء حمد العطية: إن الأمن في ليبيا لا يقتصر على القضاء على الجيوب المارقة والخارجة عن القانون، ما يحتم «أن نعمل سويا على تأمين كافة حدودها البحرية والبرية من أي اختراقات غير قانونية أو هجرة غير شرعية من وإلى ليبيا».

وقال الأدميرال سام لوكلير، قائد عمليات قوات التحالف في ليبيا، في تصريح خاص لوكالة الأنباء الألمانية: إنهم يشاركون في اجتماع الدوحة الذي دعت له دولة قطر، لبحث الخطوات المقبلة التي على القوى المتحالفة في ليبيا اتخاذها. وحول ما إذا كان حلف الأطلسي سيقوم بإرسال قوات برية إلى ليبيا قال سام: «سياسة الناتو تجاه ليبيا لا تتضمن إشراك قوات برية»، مضيفا: «لكن وجود مثل هذه القوات يعتمد على قرار المجلس الوطني الانتقالي الليبي وهو من يحدد الكيفية التي يتم بها العمل في المرحلة المقبلة».

وأشار سام إلى أن الحلف يمكن أن يشترك في عمليات إنسانية «إذا ما طلبت منا ليبيا ذلك». ودعا جلال الدغيلي (وزير الدفاع الليبي)، كما قدم نفسه في الاجتماع، إلى استمرار الدعم العسكري واللوجيستي من جانب التحالف لإعادة الأمن والقضاء على الخلايا النائمة من بقايا نظام القذافي.

ونفى الدغيلي وجود متطرفين بين الثوار، وقال: «لا يوجد تطرف ونحن نؤمن بالوسطية، فالثورة الليبية هي ثورة وطنية بكل المقاييس ونتمنى أن ينتشر عبرها السلام والأمن في العالم».