معارض سوري لـ «الشرق الأوسط»: منعنا من السفر في سياق منع المثقفين من المغادرة

كيلو: السلطات تلجأ إلى فنون عجيبة غريبة.. وأنا سألجأ إلى القضاء إذا كان القرار دائما

TT

ينوي المعارض السوري البارز، ميشيل كيلو، التوجه اليوم إلى دائرة الهجرة والجوازات السورية، بعد منعه أول من أمس من عبور الحدود متجها إلى بيروت، وذلك لمعرفة ما إذا كان قرار منعه من السفر قرارا دائما أم مؤقتا بهدف منعه من المشاركة في حلقة تلفزيونية تتناول الأوضاع في سوريا.

وكان كيلو و4 شخصيات سورية هم: فايز سارة، ولؤي حسين، ومحمد ملص، وثابت سالم، قد تمت دعوتهم للمشاركة في حلقة تلفزيونية لصالح قناة «الحرة» مكتب بيروت. وبينما لم يلبِ ملص الدعوة ووصل سالم إلى بيروت، منع المعارضون الآخرون من اجتياز الحدود السورية - اللبنانية تحت ذريعة «الخوف على حياتهم في لبنان».

وأوضح كيلو لـ«الشرق الأوسط» أن قرار منعه وزملائه من التوجه إلى بيروت «يأتي في سياق منع قسم كبير من المثقفين السوريين من مغادرة الأراضي السورية، وبالتالي لم يكن القرار مفاجئا»، لافتا إلى أنه «زار بيروت منذ خمسة عشر يوما في زيارة هي الأولى له بعد غياب 6 سنوات وواجه صعوبة في الدخول لكنه غادر بشكل عادي».

وأشار إلى إبلاغهم بأن «منعهم من السفر لمدة يومين يأتي من باب الحرص على سلامتهم وأمنهم»، معتبرا أنه «انطلاقا من اللقاء الذي كان مقررا عقده، أمس، مع قناة (الحرة) فثمة احتمال بأن يكون هدف القرار منعنا من المشاركة في الندوة». وكشف أنه سيعاود اليوم التوجه إلى دائرة الهجرة والجوازات للتأكد من مدة قرار المنع لأنه مضطر إلى التوجه إلى بيروت في الأيام المقبلة لأسباب صحية، على حد تعبيره.

ويبدو أن منع بعض المثقفين والمعارضين السوريين البارزين من مغادرة سوريا ليس بجديد في الفترة الأخيرة، وهو ما حصل مع المعارض السوري رياض سيف، بعد منعه مطلع الشهر الحالي من التوجه إلى ألمانيا للعلاج من سرطان البروستاتا في أحد مستشفياتها، بحجة العثور على مادة بيضاء في إحدى حقائبه، وتم الاشتباه في أنها مخدرات. ولفت كيلو في هذا الإطار إلى أنهم «وضعوا له كيس ملح في حقيبته وأجبروه على الانتظار لانتهاء التحليل المخبري في مختبر المطار، وبعد أن تبين لهم بأن الكيس يحتوي على الملح، طلبوا منه الانتظار حتى يتم إرسال المادة إلى مختبر أكثر ثقة علميا للتأكد بشكل قاطع»، مشيرا إلى «فنون عجيبة غريبة يتم اللجوء إليها». وكان قرار رفع حظر السفر عن سيف اتخذ رسميا قبل بضعة أيام من احتجازه لفترة قصيرة في المطار، وهو معارض شديد الانتقاد للنظام السياسي القائم في سوريا، وتم احتجازه لمدة أسبوعين خلال مايو (أيار) الفائت لمشاركته في إحدى المظاهرات المطالبة بالديمقراطية في دمشق. وسبق أن أفرج النظام السوري عنه في عام 2010 بعد أن قضى 8 أعوام في السجن محتجزا في قضية سياسية.

ويؤكد كيلو، وهو واحد من أبرز المعارضين السوريين الذين قضوا ما يزيد على أنصاف أعمارهم في السجن، على حد تعبيره، أن «القانون والدستور يضمنان لي السفر متى شئت، وسأحاول السفر مجددا، ولن أتردد في رفع دعوى قضائية إذا ما تبين لي أن قرار المنع ليس مؤقتا»، واصفا التعامل الذي يحصل بأنه «تعامل خارج عن أي قانون أو منطق ومن الصعب إيجاد مبررات له أو أن يفهمه المرء».