عودة التوتر إلى الحدود اللبنانية ـ السورية.. واقتحام بلدة «هيت» بحثا عن جنود هاربين

مصادر لـ «الشرق الأوسط»: رجال المخابرات طاردوا الجرحى ومسعفيهم واقتادوهم إلى الجانب السوري

TT

أكدت مصادر ميدانية عند الحدود اللبنانية - السورية أن المخابرات السورية وعددا من الشبيحة، تساندهم وحدات من الجيش السوري، نفذت صباح أمس عمليات واسعة في البلدات الحدودية، وبالتحديد في بلدة هيت السورية، بحثا عمن سمتهم مطلوبين وبعض العناصر الفارة من الجيش السوري.

وقالت المصادر لـ«الشرق الأوسط» إنه «فور تلقي أهالي بلدة هيت خبر وصول القوات السورية، هرب عدد من الشبان السوريين إلى بلدات أكروم ووادي خالد اللبنانية فتعقبتهم هذه القوات إلى مجرى النهر الذي يفصل بلدتي هيت والنصوب اللبنانية وأطلقت النار عليهم، مما أدى إلى مقتل شخصين هما عبدو البغدادي ومحمد علي أبو زيد، وجرح نحو 9 أشخاص».

وأكدت المصادر أن «الجيش السوري ورجال المخابرات تعقبوا الجرحى وألقوا القبض عليهم، كما اعتقلوا من حاولوا إسعافهم، واحتجزوا جثتين، واقتادوهم إلى الداخل السوري»، وأضافت المصادر: «لكن عددا من الناشطين اللبنانيين تمكنوا من إيصال الجريح السوري علي الفاهي إلى الأراضي اللبنانية ونقلوه إلى مستشفى عكار». إلى ذلك، أوضحت المصادر أن «القوات السورية أقدمت على إحراق محاصيل زراعية في بلدة هيت ومنازل لمن سمتهم مطلوبين، كما أضرمت النار في عدد من الجرارات الزراعية والصهاريج». وقد بقي الجو متوترا على الحدود حتى ساعة متأخرة من مساء أمس بسبب الطوق الأمني الذي يلف هيت والبلدات المجاورة لها. وقد شاهد سكان القرى اللبنانية المواجهة لبلدة هيت أعمدة الدخان وألسنة النيران ترتفع في سماء البلدة. بموازاة ذلك، قال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، إن «آليات عسكرية تضم دبابات وناقلات جند وسيارات عسكرية اقتحمت صباح اليوم (أمس) بلدة هيت التي تقع على بعد كيلومترين من الحدود مع شمال لبنان، ونفذت حملة مداهمة واعتقالات بحثا عن مطلوبين ضمن قوائم»، لافتا إلى أن «الاعتقالات تجري بشكل عشوائي»، وأضاف أن «أصوات إطلاق نار كثيف تسمع منذ الساعة التاسعة (6.00 تغ)» مشيرا إلى «سقوط خمسة جرحى».

وأكد الناشط أنه «تم خلال العملية إحراق منازل لناشطين مطلوبين في هذه البلدة التي اعتقل فيها 13 شخصا».

وتحدث النائب عن تيار المستقبل معين المرعبي عن «سلسلة هجمات تقوم بها مجموعات كبيرة من الشبيحة أشبه بعمليات تطهير لمناطق سورية»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «مأساة حقيقية يعيشها سكان المناطق الحدودية السورية، والأهالي مشردون في الحقول، بعد تشديد التضييق على الحدود مع لبنان ومنع مرور النازحين».

ولفت المرعبي إلى أن «المعلومات التي وصلته تفيد بأن عمليات اعتقال عشوائية تجري في المناطق الحدودية وأنه تم اعتقال طفل لا يزيد عمره على 12 سنة». وينتشر عدد كبير من البلدات والقرى الحدودية على الجانبين السوري واللبناني، فيضم الجانب الأول بلدات: العريضة، البقيعة، المجامع، الناعورة، العرموطة، المشيرفة، العويسات، تل الفرح، السماقيات، البويت، هيت، وجميع سكان هذه القرى من الطائفة السنية، أما بلدتا بعيون ومراسي فسكانهما علويون، وأخيرا بلدة حاويك المعروفة باختلاط سكانها من السنة والشيعة. أما في الجانب اللبناني، فتتوزع البلدات الحدودية بدءا من العريضة، البقيعة (لبنانيتان) وادي خالد، حنيدر، المجدل، قرحة، الكنيسة وصولا إلى قرى جبل أكروم، وجميع سكان هذه البلدات من الطائفة السنية باستثناء بلدة قرحة الشيعية.