كابل: الألمانيان المختفيان ربما يكونان قد اختطفا

طالبان الأفغانية تريد تطوير قطاع التعدين

TT

رجحت الشرطة الأفغانية أن يكون الألمانيان المختفيان في أفغانستان قد اختطفا «على أيدي مسلحين أو أمراء حرب محليين» وذلك حسبما قال قائد شرطة إقليم باروان، الجنرال شير أحمد مالاداني أمس الاثنين في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية.

غير أن مالاداني استدرك قائلا: «ولكننا لا نستطيع أن نؤكد ذلك رسميا» مشيرا إلى استمرار البحث عن المواطنين الألمانيين في جبال منطقة شمال كابل.

وكان الألمانيان قد اختطفا يوم الجمعة قبل الماضي أثناء تجولهما في سلسلة جبال الهندوكوش في منطقة باروان، ولم يعد لهما أثر.

ولم تستبعد برلين تعرض مواطنيها الاثنين للاختطاف. وحسب معلومات فإن أحد هذين الألمانيين مسؤول عن الجمعية الألمانية للتعاون الدولي (جي تي زد) والآخر يعمل لدى مؤسسة كنسية.

وذكرت مجلة «شبيغل» قبل يومين أن الفريق الذي خصصته وزارة الخارجية الألمانية للتعامل مع ملف اختفاء الألمانيين لا يستبعد تعرضهما للاختطاف وقالت المجلة إن لدى الاثنين خبرة كبيرة في التجول في الجبال.

ومن غير المستبعد أيضا تعرض الألمانيين لحادث في هذه المنطقة الجبلية الوعرة وذلك في ضوء عدم إعلان أي من المسلحين الأفغان أو العصابات أنهم خطفوا الألمانيين، ولم يسمع عن مطالبة أي طرف بفدية.

من جهة أخرى قال زعيم حركة طالبان الأفغانية إن حركته تريد تعزيز قطاعي التعدين والطاقة في البلاد لدى استعادتها السلطة بعد انسحاب القوة التي يقودها حلف شمال الأطلسي في 2014.

ويمثل الاهتمام بالاستقرار الاقتصادي والاستثمار في التعدين توجها جديدا للحركة الإسلامية التي أطاحت بها من السلطة قوات أفغانية تدعمها الولايات المتحدة عام 2011.

وقال الملا عمر في بيان مطول نقله موقع «سايت» الإلكتروني لمراقبة مواقع الإسلاميين أول من أمس «لدى أفغانستان أرض شاسعة صالحة للزراعة ومناجم غنية بالمعادن وإمكانات عالية من موارد الطاقة وبالتالي نستطيع أن نقوم باستثمارات».

وأضاف زعيم طالبان بمناسبة عيد الفطر الذي يحل اليوم الثلاثاء في أفغانستان أن مثل هذه الاستثمارات سوف تنتشلنا من مخالب الفقر والبطالة والتخلف والجهل.

كما قال عمر إن المعركة الحالية ضد القوات التي يقودها حلف شمال الأطلسي ستؤدي إلى «انتصار وشيك» لطالبان.

ويسابق حلف الأطلسي الزمن لتدريب قوة الجيش والشرطة الأفغانيين ضعيفي التجهيز بنهاية 2014 وهو الموعد النهائي لخروج القوات الأميركية المقاتلة عندما تسلم جميع المسؤوليات الأمنية إلى الأفغان.

وساندت الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي في وقت سابق من العام الحالي على مضض خطة سلام كابل التي تشمل التفاوض مع بعض أعضاء طالبان. لكن الحركة قالت مرارا إنها لن تفكر في ذلك إلى أن يغادر جميع الأجانب الذين يقاتلون في بلادها.

ويتزامن اهتمام طالبان بالموارد الطبيعية لأفغانستان مع خطط الحكومة لاستكشاف ما تقول كابل إنها أكبر مخزونات غير مستغلة للحديد في آسيا وهو مشروع هاجيجاك الذي تبلغ احتياطياته ملياري طن ويوجد بوسط البلاد. لكن الخبراء ينبهون إلى أن الفائدة المرجوة من مثل هذه الخطط قد لا تتحقق قبل عشرات السنين في ظل العقوبات الخاصة بالبنية الأساسية والأمن والفساد التي قد يواجهها المستثمرون المحتملون.

كما قال عمر الذي تحدث بنبرة أقل حدة من الماضي إن طالبان ستضمن حماية القطاع الخاص وإن رجال الأعمال سيحصلون على تشجيع إضافي من دون أي تمييز لخدمة دينهم وبلادهم.

وسبق أن حكمت طالبان أفغانستان خلال الفترة بين عامي 1996 و2011.