الأطباء النفسيون بدأوا الآن تقدير آثار هجمات سبتمبر

10 آلاف من رجال الإطفاء والشرطة والمدنيين واجهوا عوارض الضغط العصبي الذي يلي الصدمات النفسية

TT

وضعت اعتداءات 11 سبتمبر (أيلول) 2001 الطب النفسي الأميركي في مواجهة تحد لا جدال في خطورته، بينما بدأ الخبراء اليوم فقط وبعد عشر سنوات على وقوع الهجمات، تقييم آثارها الحقيقية.

وفي مصادفة مدهشة، سجل الأطباء النفسيون الأسبوع الماضي عندما ضرب زلزال السواحل الشرقية للولايات المتحدة، سلوكا مماثلا لما واجهوه في عام 2001. وقال جاكوب هام، الذي يدير مركز «بيت إسرائيل الطبي» المتخصص في معالجة الضغط العصبي، إن «أول ما تبادر إلى أذهان هؤلاء الأشخاص هو (اعتداء جديد)». وأشار هام إلى عوارض الضغط العصبي الذي يلي الصدمات النفسية (بي تي إس دي). وهذا المفهوم الذي تم تطويره بعد حرب فيتنام واحد من أكثر الأمراض النفسية شيوعا بعد حادث مأساوي كبير. ويؤكد المعهد الأميركي للطب النفسي أن المصابين بهذه العوارض يشعرون بالتوتر والقلق في أوضاع لا سبب عقلانيا فيها للخوف على سلامتهم الجسدية أو النفسية. وفي حين تستعد الولايات المتحدة لإحياء ذكرى الاعتداءات التي أودت بحياة ثلاثة آلاف شخص في نيويورك، أطلقت الأجهزة الصحية في المدينة ثالث تحقيق لتقييم الصحة النفسية والجسدية لأكثر من سبعين ألف شخص تضرروا في الهجمات. وقال توماس فارلي مدير هذه الأجهزة: «اليوم فقط وبعد مرور وقت كاف يمكننا أن نحقق في الآثار على الأمد الطويل». وقد وزعت استمارة لمعرفة المزيد عن الإصابات بحالات الانهيار العصبي والقلق والضغط النفسي قبل وبعد 11 سبتمبر. وتفيد أرقام رسمية أن عشرة آلاف من رجال الإطفاء والشرطة والمدنيين تعرضوا لهذه الاعتداءات واجهوا عوارض الضغط العصبي الذي يلي الصدمات النفسية. من جهة أخرى، قالت أجهزة الصحة في نيويورك إن 61 ألفا من 406 آلاف شخص عاشوا هذه المأساة، واجهوا «على الارجح» عوارض كهذه في السنوات الست التالية. وبشكل أوسع، يقول الخبراء إن الاعتداءات غيرت الأميركيين. ويقول أستاذ علم النفس جي سكوت مورغان في جامعة درو، إن الشعب الأميركي «استفاق من حلم ديزني لاند»، مشيرا إلى أن اعتداءات 11 سبتمبر 2001 «شكلت نهاية الشعور بالقوة والحرية لدى الأميركيين». وتقيم بيث فيتيلفيتش الممرضة في مستشفى «بيت إسرائيل» منذ 25 عاما، قرب موقع برجي مركز التجارة العالمي مع زوجها وأولادهما الثلاثة. وقد كان لكل منهما رد فعل مختلف عن الآخر على الاعتداءات. وقالت: «عندما يمس أحد أفراد العائلة تمس كل العائلة». وأضافت: «لم أسع للحصول على أي مساعدة. ربما كان علي أن أفعل ذلك، لكنني لم أذهب إطلاقا. أحاول مواجهة الأمر يوما بعد يوم، وعلي أن أكون قوية. أنا الأم». ومع أن الاعتداءات تركت بصمة لا تمحى، يقول ليوني هادي وستانلي فيلدمان من جامعة ستوني بروك في نشرة «أميركان سايكولوجيست» الأميركية إن حالة الذهان التي اجتاحت المجتمع الأميركي هدأت. ويؤكد هذان الخبيران أن 68 في المائة من الأميركيين كانوا يخشون وقوع اعتداءات جديدة بعد أشهر من هجمات سبتمبر. لكن هذه النسبة لا تتجاوز اليوم 33 في المائة.