أشتون: لا يوجد حتى الآن قرار.. والفلسطينيون هم من يحددون مسارهم في الأمم المتحدة

توقعات بتأييد كبير للفلسطينيين في المنظمة الدولية

TT

قالت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، كاثرين أشتون، أمس الاثنين: إن الفلسطينيين هم الذين سيقررون النهج الذي سيتبعونه في الأمم المتحدة لتقديم طلب الاعتراف بدولتهم في 20 سبتمبر (أيلول) المقبل. وقالت أشتون، التي تزور المنطقة بهدف دفع الفلسطينيين وإسرائيل إلى استئناف مفاوضات السلام المباشرة: «تحدثت للطرفين حول مجموعة من الاحتمالات، ولا يوجد حتى الآن قرار من أي نوع على الطاولة لسبتمبر». وأضافت، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير خارجية الأردن ناصر جودة، في عمان، أن «الفلسطينيين هم من سيقررون النهج الذي سيتبعونه في الأمم المتحدة، سيقومون بذلك عن طريق الحوار مع زملائهم من الدول العربية ومع معرفتنا الكاملة».

وفي إسرائيل، أجرت أشتون لقاءات سياسية مع كل من الرئيس شيمعون بيريس ورئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وصرحت بأن هدفها هو البحث في دفع عملية السلام في الشرق الأوسط وفي التطورات التي جرت خلال الفترة الأخيرة، وكذلك في تعزيز العلاقات بين الاتحاد الأوروبي ودول المنطقة. وقالت للرئيس بيريس إنها تمثل 27 دولة أوروبية في نقل رسالة إلى جميع الأطراف بأنها ليست متحيزة لطرف ضد الآخر، وكل ما تريده هو الخير لإسرائيل وللفلسطينيين ولكل دول المنطقة. وأضافت أن أوروبا تصر على أن هناك فرصة متاحة لدفع عملية السلام، ويحظر على أحد أن يضيعها. وأكدت أن أوروبا تفضل أن ترى الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي على طاولة المفاوضات؛ فالمفاوضات فقط تضمن السلام للجميع. وأعربت أشتون عن تضامنها مع الإسرائيليين في الهجمات المسلحة التي تعرضوا ويتعرضون لها في الأسبوع الأخير. وأضافت أن السلام هو الضمان الوحيد أيضا للأمن. وقد وافق معها بيريس على ضرورة بذل كل جهد ممكن في سبيل العودة إلى المفاوضات. وقال: «لا بديل عن المفاوضات لتحقيق السلام».

كان رئيس الوزراء، نتنياهو، قد التقى، أمس أيضا، وزير الخارجية النرويجي، يوناي غار ستوري. وفي مستهل اللقاء قدم نتنياهو تعازيه إلى الشعب النرويجي وحكومته على خلفية الاعتداء الإرهابي الذي وقع في النرويج يوم 22 يوليو (تموز). وقال إن دولة مثل إسرائيل، التي عانت كثيرا اعتداءات إرهابية بحق مواطنيها، تشعر بالألم وبالحزن اللذين يشعر بهما اليوم الشعب النرويجي. وأكد أن الشعب الإسرائيلي يتعاطف معه. وهاجم نتنياهو القيادة الفلسطينية على قرارها التوجه إلى الأمم المتحدة بخطوة أحادية الجانب ورفضها التفاوض مع إسرائيل. واعتبر الحراك الفلسطيني «مخالفة للالتزامات الفلسطينية بموجب الاتفاقيات التي تم التوقيع عليها مع إسرائيل». كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قد قال الأحد: إن الاعتراف الدولي بفلسطين سيغير الصيغة القانونية لوضع الفلسطينيين. وأضاف عباس: «ستكون مرجعيتنا الأمم المتحدة وسنناقش قضايانا هناك حسب المادة الرابعة من ميثاق جنيف، إذن نحن سنبقى تحت الاحتلال، لكن الصيغة القانونية لوضعنا ستتغير وبالطبع ستبقى إسرائيل تمارس كل ضغوطها من أجل أن توقف نمونا كما تفعل الآن».

وقالت أشتون في عمان إنها، خلال مباحثاتها مع عباس السبت أخبرته «أنت من سيقرر كقيادة فلسطينية ما ستفعل». وأضافت: «بالنسبة لي آمل أن أرى ما يستطيع الاتحاد الأوروبي أن يدعمه، إذا قررت (عباس) أن تمضي قدما وتسترشد بما سيحدث لاحقا». وتابعت أشتون، التي ستلتقي في وقت لاحق اليوم، العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني: «أعتقد أنه وقت التغيير مع كل ما نراه في المنطقة، الأحداث في سوريا وما يجري في ليبيا».

وأضافت: «أصبح أكثر أهمية التعامل مع هذه القضية وأن ترى القيادتان (الفلسطينية والإسرائيلية) مسؤولياتهما التي تنضوي تحت إيجاد حل سلمي لشعبيهما». وتلتئم الجمعية العامة للأمم المتحدة في 13 سبتمبر في نيويورك، وينوي الفلسطينيون تقديم طلب الاعتراف بدولتهم في 20 سبتمبر. ويتوقع الفلسطينيون أن يعترف أكثر من 150 بلدا بدولة فلسطين من أصل 192 دولة عضوا في الجمعية العامة للأمم المتحدة. وأجرت أشتون، خلال اليومين الماضيين، محادثات مع الرئيس عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والرئيس شيمعون بيريس ووزير الدفاع إيهود باراك.