إسرائيل تعلن حالة استنفار جديدة على الحدود مع مصر

في أعقاب عملية مسلحة وتحذيرات بعمليات أخرى

TT

شاب فلسطيني من نابلس وصل إلى تل أبيب وبات فيها ثم هجم على نادٍ ليليّ يضم 2000 شاب وصبية، لكن الشرطة منعت دخوله.

أقدمت قوات الجيش الإسرائيلي، منذ فجر أمس، على إعلان حالة استنفار في صفوفها في محيط الضفة الغربية والقدس وكذلك في المناطق الجنوبية من إسرائيل وعلى الحدود مع مصر، وذلك في أعقاب العملية المسلحة التي نفذت في تل أبيب وأصيب فيها تسعة إسرائيليين، وفي أعقاب وصول معلومات للمخابرات بانطلاق مسلحين فلسطينيين من تنظيم الجهاد الإسلامي، لتنفيذ المزيد من العمليات المسلحة في البلدات والمدن الإسرائيلية. وأصدر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، تعليماته بتعزيز الوجود المكثف أصلا لقوات الجيش في منطقة جنوب قطاع غزة وعلى الحدود مع مصر، ومن حول مدينة القدس والحدود الغربية للضفة الغربية. وقد نصبت الحواجز العسكرية على جميع الطرقات في هذه المناطق وحشدت القوات في مناطق مرتفعة تطل عليها، ونصبت حواجز للشرطة في مداخل البلدات والمدن الإسرائيلية. وأعلن «الشاباك» (جهاز المخابرات العامة الإسرائيلي) عن نشر قوات لجنوده وعملائه في حالة استنفار ميداني في المناطق الفلسطينية. وبحسب التقارير الإسرائيلية فإن تعزيز قوات الجيش جرى بالتنسيق مع الجيش المصري. وقد حضر وزير الدفاع، إيهود باراك، إلى المكان في أجواء درامية، معلنا أن قواته تعمل على إجهاض «محاولات إرهابية فلسطينية في المنطقة». وقالت مصادر أمنية إسرائيلية في تصريحات بثتها الإذاعة العامة الإسرائيلية، أمس، إن سبب تعزيز القوات «هو وصول معلومات استخباراتية إلى أجهزة الأمن حول نية حركة الجهاد الإسلامي تنفيذ هجوم مسلح ضد مدنيين إسرائيليين». وأضافت أن الجانب الإسرائيلي نقل معلومات بهذا الخصوص إلى الجانب المصري بواسطة قنوات الاتصال الأمنية وكذلك لجهات أمنية فلسطينية». وتدعي التقديرات الإسرائيلية أن الحديث عن عملية يكون مصدرها سيناء أو مباشرة من قطاع غزة، وأن عناصر من الجهاد الإسلامي موجودون في سيناء لهذه الغاية. يذكر أن غنتس أصدر تعليمات الأسبوع الماضي بتعزيز «عصبة أدوم» العسكرية، كما لا يزال «شارع 12» في المنطقة الحدودية مع مصر، شمال مدينة إيلات الإسرائيلية الواقعة على شاطئ البحر الأحمر، مغلقا أمام حركة السير. وعللت المصادر الأمنية الإسرائيلية هذا الاستنفار بالقول إن منفذي عملية إيلات قبل عشرة أيام، التي قتل فيها 8 إسرائيليين، خرجوا من قطاع غزة، وإن حركة الجهاد الإسلامي هي التي مولت العملية. وإن ما سمته «صناعة الأنفاق» على طول الحدود بين قطاع غزة وسيناء هو الذي سمح لناشطي لجان المقاومة الشعبية بالخروج من قطاع غزة لاستطلاع المنطقة الحدودية، ومتابعة تحركات الجيش الإسرائيلي، وتوقع حركة الجنود بعد المواجهة الأولى.

الجدير ذكره أن سبعة جنود إسرائيليين من قوات حرس الحدود وسائق سيارة أجرة أصيبوا فجر أمس، في عملية دهس وطعن نفذت قرب نادٍ ليلي كبير في تل أبيب. وحسب الرواية الإسرائيلية فإن شابا فلسطينيا من مدينة نابلس قام بدهس عدد من عناصر حرس الحدود على حاجز، ثم خرج من المركبة، التي تبين لاحقا أنها سيارة أجرة مسروقة، وطعن اثنين آخرين قبل أن يتم اعتقاله. وجاء أنه تم نقل المصابين السبعة إلى مستشفيات تل أبيب وحولون، لتلقي العلاج، ووصفت حالة أحدهم بأنها خطيرة. وتراوحت إصابة الباقين ما بين متوسطة إلى خفيفة. كما تم نقل منفذ العملية لتلقي العلاج بعد أن أصيب إصابة طفيفة، ثم تم نقله للتحقيق.

وبحسب التحقيقات الإسرائيلية الأولية فإن منفذ العملية حضر من مدينة نابلس على الأقل قبل يوم واحد من العملية. وقد استقل سيارة أجرة في يافا، وطلب من السائق الوصول إلى المحطة المركزية القديمة في تل أبيب، وهناك طلب من السائق النزول من المركبة بعد أن قام بطعنه بيده. ثم توجه إلى النادي الليلي «هاومن»، الذي كان فيه نحو 2000 شاب وصبية في تلك اللحظات. ولكن الشرطة، التي أُبلغت بإصابة سائق التاكسي، كانت قد نصبت عدة حواجز في الشوارع المؤدية إلى النادي لتأمينه ومنع المسلح الفلسطيني من الوصول إليه. وقال قائد شرطة تل أبيب إن منفذ العملية من مدينة نابلس، وهو شاب في سن العشرين، وإنه وصل إلى المكان بهدف تنفيذ عملية دهس بعد أن خطط لها. وأشار إلى أن الشرطة كانت قد عززت قواتها من قبل بسبب ما وصفه بـ«الأوضاع الأمنية الحساسة»، وهذا منع «كارثة قومية في تل أبيب».