انضمام عدد كبير من أعضاء وقيادات حزب كردستاني إلى حزب طالباني

المنشقون عن «كادحي كردستان»: الأحزاب الصغيرة غير قادرة على النهوض بمسؤولياتها

TT

لم يكد حزب «كادحي كردستان» يستعيد جزءا من عافيته إثر الضربة الموجعة التي تعرض لها قبل عامين، حتى اهتزت صفوفه قبل أيام بضربة أخرى، حيث انشق عدد كبير من قياداته وقواعده وانضموا إلى صفوف الاتحاد الوطني الكردستاني الذي يقوده الرئيس العراقي جلال طالباني.

فهذا الحزب الذي تأسس في 12/12/1985 أساسا بانشقاقه عن الحزب الاشتراكي الكردستاني الذي كان أحد الأحزاب الرئيسية والفاعلة في الثورة التحررية بجبال كردستان - تعرض إلى هزات عنيفة جراء اعتماد سكرتيره لسياسة إدارة مركزية للحزب ذي الخط الماركسي اللينيني. أو كما يصفه عدد من أعضاء قيادة الحزب بـ«النهج الديكتاتوري للسكرتير العام»، وهذا ما نفاه قادر عزيز الذي قاد الحزب منذ نشوئه إلى اليوم من خلال تصريحاته الصحافية، متهما قيادة الحزبين الرئيسيين الاتحاد الوطني بزعامة طالباني والديمقراطي الكردستاني بزعامة رئيس الإقليم مسعود بارزاني بحبك المؤامرات ضده على خلفية مواقفه الانتقادية من حزبي السلطة.

وقبل أعوام انشق عن الحزب عدد من أعضاء المكتب السياسي واللجنة المركزية وانضموا إلى صفوف الاتحاد الوطني. وقبيل انتخابات برلمان كردستان عام 2009، انشقت مجموعة أخرى من قيادة المكتب السياسي واللجنة المركزية عن الحزب وأعلنت عن تشكيل حزب جديد بتغيير طفيف في تسميته، وتصارعت هذه المجموعة التي أطلقت على نفسها اسم «جناح المكتب السياسي» مع القيادة الأصلية حول الميزانية المخصصة من حكومة الإقليم لدعم الأحزاب، وبعد نزاع طويل في المحاكم استطاع هذا الجناح أن ينتزع الجزء الأكبر من الميزانية من قيادة الحزب الذي بقي مع قادر عزيز والذي أنهكته تلك المسألة وأثرت بشكل كبير على أدائه.

ومنذ ستة أشهر، خاضت مجموعة أخرى من قيادات وأعضاء الحزب مفاوضات مطولة مع قيادة الاتحاد الوطني بهدف الانضمام إليها وترك صفوف الحزب الذي يقوده عزيز، وأعلنت أول من أمس عن انضمامها النهائي إلى الاتحاد الوطني، بينها عضو في المكتب السياسي وثلاثة أعضاء آخرين من اللجنة المركزية ومئات الكوادر والأعضاء الذين أصدروا بيانا بهذا الشأن جاء فيه «إن الظروف التي تمر بها كردستان حاليا تتطلب مزيدا من وحدة الصف وتنظيم البيت الداخلي وتكريس الجهود نحو مواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية، وانطلاقا من شعورنا بمسؤولياتنا تجاه هذه التطورات نعتقد أن الأحزاب الصغيرة التي تعمل على الساحة الكردستانية غير قادرة في مثل هذه الظروف على القيام بواجباتها ومسؤولياتها القومية .. وعليه، فقد قررنا نحن قيادات وأعضاء وكوادر الحزب أن نواصل مسيرتنا النضالية في صفوف الاتحاد الوطني الكردستاني لكي نتمكن من خدمة أبناء شعبنا». يذكر أن قادر عزيز، سكرتير عام الحزب، سبق أن عينه رئيس الإقليم مسعود بارزاني ممثلا شخصيا عنه في إدارة لجنة المادة 140، وكان أحد القيادات السياسية المعتبرة في كردستان طوال التسعينات، وكان أحد أعضاء المفارز المسلحة الأولى التي فجرت الثورة وصعدت إلى جبال كردستان لمواجهة نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، ولكن مواقفه الأخيرة التي تركزت منذ تحالفه مع الأحزاب الإسلامية لخوض الانتخابات البرلمانية عام 2009 على انتقاد السلطة، أغضبت عليه قيادة الحزبين الرئيسيين الاتحاد الوطني والديمقراطي الكردستاني.