«هيت» السورية «مدينة أشباح».. و الأمن يطلق النار على الدواجن والأبقار

قذيفة على بلدة المونسة اللبنانية والذعر يسيطر على الحدود

TT

خلت بلدة هيت السورية الواقعة قرب الحدود اللبنانية من أهلها تماما بعد العمليات الواسعة التي شنتها قوات الأمن السورية بمساندة الجيش أول من أمس. البلدة التي ما زالت تشهد طوقا أمنيا مشددا حولها يمنع أهلها الذين غادروها إلى القرى اللبنانية الحدودية من العودة إليها، استهدفت حتى الأبقار والدواجن فيها؛ إذ نقلت مصادر ميدانية أن «الشبيحة أحرقوا مزارع الدواجن ليلة أول من أمس كما أطلقوا النار على الأبقار والمواشي». وقالت المصادر: «البلدة أصبحت أشبه بمدينة أشباح بعد أن غادرها كل سكانها دون استثناء».

وكانت حصيلة العمليات العسكرية في البلدة التي أسفرت أول من أمس عن وقوع 5 قتلى ونحو العشرة جرحى، ارتفعت لتشمل 7 قتلى بعدما توفي اثنان من الجرحى أمس جراء إصاباتهم البالغة. وقالت مصادر ميدانية لـ«الشرق الأوسط»: «عندما ذهب أهالي القتلى لتسلم جثث أبنائهم، اشترطت قوات الأمن السورية أن يوقعوا على أوراق تفيد أنهم قتلوا جراء أزمات قلبية وأن الدفن يجب أن يتم خارج البلدة، وعندما وافق الأهالي ادعت قوات الأمن أن الجثث ليست عندها».

ويتوزع أهالي هيت على البلدات اللبنانية الحدودية؛ وادي خالد وأكروم والنصوب. وهم يشددون على أنهم لن يعودوا إلى بلدتهم في حال بقيت الأوضاع الأمنية على ما هي عليه. ويقول أحد أبناء هيت الذي رفض الكشف عن هويته لـ«الشرق الأوسط»: «نحن مستهدفون وبلدتنا مستهدفة لأننا ضد النظام.. هذه تهمتنا الوحيدة، ولطالما كانت الأنظار متجهة صوبنا للانقضاض علينا عندما تسمح الظروف. وهذا ما حصل».

ويتوقع خضر خليفة، أحد أبناء هيت، أن يكون السبب الرئيسي للعملية الحاصلة في بلدته «تحريض أهالي القرى المجاورة الموالية للنظام للشبيحة على ضرب هيت»، ويضيف: «نحن لن نترك بلدتنا مهما فعلوا كما أننا لن نسامح من أطلق النار على إخوتنا ولن نقبل بأقل من محاكمة السفاحين».

بدوره، يشرح محمد أبو حولي تفاصيل ما جرى أول من أمس ويقول: «في نحو الساعة السادسة والنصف صباحا هاجمت القوات السورية هيت من 3 اتجاهات؛ شمالا، وجنوبا، وشرقا، وأغلقت كل المنافذ والمخارج وقامت بإطلاق النار على كل من كان يحاول الخروج من بيته»، ويضيف: «هم يعلمون تماما أننا كأبناء هيت غير موالين للنظام، لذلك اعتدوا علينا، ولكن ما لا نفهمه هذا التعاطي الإجرامي معنا. عملياتهم تتخطى بأبعادها الإجرامية الإجرام الإسرائيلي بحق الفلسطينيين. لماذا يحرقون أراضينا ومواشينا. وما الغاية من إطلاق النار على الأبقار؟».

في المقابل، وفي الناحية اللبنانية، استيقظ أهالي المناطق الحدودية صبيحة أول أيام عيد الفطر المبارك على دوي سقوط قذيفة صاروخية مصدرها الجانب السوري على بلدة المونسة اللبنانية الحدودية وبالتحديد على منزل حسن محمد خليفة. وعلى الرغم من سعي فعاليات البلدات الحدودية لاعتبار أن القذيفة سقطت نتيجة إطلاق النار العشوائي الذي تقوم به القوات السورية، فإنه لم يتردد عدد كبير منهم في الإعراب عن خشية حقيقية من أن تكون القوات السورية توجه رسائل لأبناء القرى اللبنانية الذين يستضيفون النازحين السوريين وبعض المطلوبين من قبل النظام.

وفي هذا الإطار، يقول ابن بلدة المونسة اللبنانية أحمد خليفة: «سقوط القذيفة على بلدتنا ليس بالأمر البريء؛ فلا جبهة لتسقط علينا قذيفة عن طريق الخطأ ولا مواجهات على الحدود». ويأسف خليفة «لغياب الدولة اللبنانية بالكامل عن تطور الأوضاع شمالا»، مؤكدا أنه «لا أحد زار موقع سقوط القذيفة أو حقق في الموضوع»، ويضيف: «وكأن المطلوب اليوم أن يحمي كل مواطن لبناني نفسه مع ترسيخ مفهوم غياب الدولة فعليا».

وكان الذعر قد سيطر على أبناء القرى والبلدات الحدودية اللبنانية صبيحة يوم العيد مع سقوط القذيفة على بلدة المونسة واعتبار أنفسهم مستهدفين لأن هناك نقمة عليهم من قبل القوات السورية لأنهم يسعفون اللاجئين إليهم.