شريط فيديو يظهر مؤيدي النظام السوري يتعرضون للسفير الأميركي في دمشق

الخارجية الأميركية تقلل من شأن الحادث.. والإعلام يهتم به

TT

يظهر شريط فيديو بثته قناة «الدنيا» السورية وتم تناقله عبر موقع «يوتيوب»، تعرض السفير الأميركي في دمشق، روبرت فورد، لملاحقة ومضايقة من عدد من أنصار النظام السوري. وبعد أن حرصت الإدارة الأميركية على إظهار فورد وهو يتحدث مع معارضين للنظام السوري في حماه وبعدها في بلدة جاسم، يأتي هذا التسجيل في محاولة من النظام السوري لإظهار معارضة بعض السوريين لوجود فورد بين المتظاهرين.

ويصور الشريط، الذي انتشر بعد أن أعاد بثه موقع مجلة «فورن بوليسي» الإلكتروني، أمس، عشرات من المتظاهرين الهاتفين تأييدا للنظام السوري والرئيس السوري، بشار الأسد. وكان فورد واقفا بالقرب من تجمعهم أمام نقابة المحامين، ليلتفت عدد منهم فجأة إليه ويهتفون ضده، مما دفعه للتحرك بسرعة مع سيدة مرافقة له ورجلي أمن إلى سيارته. ولاحق المتظاهرون فورد بينما حاول أحد المتظاهرين لفه بملصق كبير عليه صورة الرئيس السوري. ويدخل فورد سيارته قبل أن يعلق الملصق حوله، ولكن المتظاهرين كانوا يحيطون بسيارته. وقلل مسؤول في وزارة الخارجية الأميركية من أهمية الخبر، معتبرا أن الحادث لم يعرض السفير لخطر حقيقي.

ويأتي تعرض السفير الأميركي لهذه المضايقة بعد شهر من تعرض مبنى السفارة الأميركية في دمشق إلى رشق بالحجار والبيض، مما أثار غضب الأميركيين حينها، وأدى إلى تقديم احتجاج رسمي إلى السلطات السورية. وقال المسؤول الأميركي لـ«الشرق الأوسط»: «نحن نتوقع من الحكومة السورية أن تلتزم بالمعاهدات الدولية لحماية الدبلوماسيين والسفارات». لكن المسؤول لم يوضح ما إذا كانت واشنطن تنوي تقديم احتجاج رسمي على تعرض فورد للمضايقة أمام نقابة المحامين.

ويعود تاريخ التسجيل إلى 23 أغسطس (آب)، وقبل توجه فورد إلى بلدة جاسم في محافظة درعا، تلك الزيارة التي أثارت أيضا غضب السلطات السورية التي اعترضت على خرق فورد للقيود المفروضة عليه، بعدم التجول خارج دمشق من دون الحصول على موافقة الحكومة السورية. ومنذ توجهه إلى جاسم ولقائه عددا من المدنيين هناك، لم يقم فورد بأية زيارات خارج العاصمة السورية.

ويبدأ التسجيل، وطوله 4:33 دقيقة، بتقرير إخباري يقول: «تحسن الأوضاع الأمنية في سوريا لم يرق، على ما يبدو، للولايات المتحدة الأميركية ولا سفيرها في دمشق، روبرت فورد، الذي ظهر فجأة بالقرب من فندق الشام.. بالطبع لم يحمل فورد بين يديه حمامة سلام أو يوزع الحلويات على الشعب السوري».

ويتضمن الشريط التسجيلي مقابلة مع المتظاهر السوري المؤيد للنظام، الذي حاول لف الملصق على ظهر فورد. وقال المتظاهر لقناة «الدنيا» المؤيدة للنظام السوري: «طلعنا مسيرة تأييد للإصلاحات فتفاجأنا عند وقوفنا أمام فرع نقابة المحامين، صار يدخل مع المحامين ناس غرب، وهناك سيارة (جي إم سي) تصور.. وهناك أجانب وأميركيون». وأضاف أنه انتبه إلى أن فورد من بين الأجانب الموجودين، فتوجه إليه، وقال: «قلت له خليك بدنا نصورك بالجرم المشهود إنك أنت جئت لتقود المظاهرات في سوريا وتقود التخريب والدمار». وأوضح أنه بعدما توجه فورد إلى سيارته، حاول المتظاهر لف صورة الرئيس السوري حول فورد، وقال له «هذه هي سوريا وهذا بشار الأسد، لا تلعب بهذه البلد». وتنتهي مقابلة المتظاهر، الذي لم يذكر اسمه، بتكرار جملة: «لا تلعب بهذه البلد»، مع موسيقى تصويرية مثيرة، ليتواصل التسجيل في التذكير بزيارة فورد إلى حماه واتهامه بالتخريب.

وتناولت وسائل الإعلام الأميركية، أمس، هذا التسجيل بعد أن بثه الموقع الإلكتروني لـ«فورن بوليسي»، لتنقلها بعد ذلك مجلة «بوليتيكو» الإلكترونية، وعدد من الصحافيين عبر موقع «تويتر». وكان هناك اهتمام بالحادثة من حيث إمكانية تعرض السفير الأميركي لاعتداء مع تفاقم التوتر بين البلدين، بالإضافة إلى ضرورة اتخاذ إجراءات أمنية أكثر لحمايته خلال زياراته الميدانية.