اليمن: اللواء الأحمر يدعو صالح للتنحي

مسيرات احتجاجية في أول أيام عيد الفطر

TT

دعا اللواء علي محسن الأحمر، قائد القوات العسكرية المناصرة للثورة المطالبة برحيل النظام، الرئيس علي عبد الله صالح إلى الاستجابة لمطالب الشعب بالتنحي عن السلطة.

وفي حديث متلفز وجهه اللواء علي محسن صالح الأحمر إلى الشعب اليمني بمناسبة عيد الفطر المبارك، كشف أن قواته العسكرية في الفرقة الأولى مدرع، خسرت خلال الأشهر القليلة الماضية على يد قوات الحرس الجمهوري وجهاز الأمن القومي 38 ضابطا وجنديا، و150 جريحا وأكثر من 50 «مختطفا»، منذ اندلاع الاحتجاجات التي تطالب برحيل نظام الرئيس علي عبد الله صالح قبل أكثر من 7 أشهر وحتى الآن، في إشارة إلى «ضبط النفس» وعدم الانجرار إلى مربع العنف الذي يهدد اليمن.

وكشف اللواء الأحمر أن دوائر صنع القرار في نظام الحكم باليمن، وجهت أصابع الاتهام في محاولة الاغتيال التي تعرض لها الرئيس اليمني علي عبد الله صالح وكبار مساعديه في الحكم في الثالث من يونيو (حزيران) الماضي، إلى الحراس الشخصيين للرئيس صالح، ومن ضمنهم من قتلوا في التفجير الغامض الذي استهدف مسجد قصر الرئاسة وقتل فيه أكثر من 10 أشخاص. وقال اللواء الأحمر: «يتهمونهم بقايا النظام بأنهم هم من دبروا حادثة الاعتداء، وبالتالي، فإن الحراس الحاليين لبقايا النظام ينتظرون دورهم ليصبحوا عن قريب تحت طائلة الاتهام».

وقال القائد العسكري اليمني المنشق في خطابه للشعب اليمني إن القوات المسلحة والأمن «الذين هم درع الوطن وحماته الأشاوس يعانون اليوم معاناة شديدة من نقص في الغذاء والعلاوات والمرتبات والامتيازات ضمن عملية مدروسة ومخطط لها من أجل إخضاعهم وإذلالهم لمتطلبات حياتهم وكل الامتيازات التي كانت تمنح لهم لا تمنح إلا لبعض وحدات الحرس العائلي».

كما كشف اللواء الأحمر أن الدعم «اللوجستي» الأميركي - السعودي، هو ما ساهم في استمرار اللواء العسكري «25 ميكا» في الصمود في المواجهات الدائرة في محافظة أبين مع عناصر تنظيم القاعدة هناك، وقال: «ولا يفوتنا هنا أن نقدم شكرنا الجزيل للإخوة الأشقاء في المملكة العربية السعودية والأصدقاء الأميركان على دعمهم لهذا اللواء ومصداقيتهم مع شعبنا اليمني في مكافحة الإرهاب، ثم إن انسحاب الأمن وقيادات محافظة أبين أمام المسلحين بقرار فوقي هو الذي جعل أبين ساحة مفتوحة للإرهاب، وترك اللواء (25 ميكا) محاصرا هذه المدة، وهذه جريمة لا تغتفر ووصمة في حق القيادة، ولا ذنب لهذا اللواء البطل الذي أثبت جدارته وشجاعة منتسبيه إلا أنه مؤيد للثورة الشبابية الشعبية السلمية وموال لها».

من جهة أخرى، شهد اليمن أمس مسيرات احتجاجية ضد الرئيس اليمني صالح، وسط احتفالات عيد الفطر، بعد أن تعهد الأخير بإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، حسب ما ذكرت وكالة الأنباء الألمانية أمس.

يذكر أن ملايين اليمنيين يخرجون إلى الشوارع منذ منتصف فبراير (شباط) الماضي للمطالبة برحيل الرئيس صالح. وتقول جماعات معنية بحقوق الإنسان إن ما يقدر بنحو 400 شخص لقوا حتفهم جراء الإجراءات الصارمة التي تتخذها الحكومة ضد المتظاهرين.

وكان الرئيس علي عبد الله صالح ومن مقر إقامته للعلاج والاستشفاء في المملكة العربية السعودية، خاطب الشعب اليمني في كلمة بثتها وسائل الإعلام اليمنية بمناسبة عيد الفطر، ودعا مجددا الأطراف السياسية اليمنية إلى العودة إلى طاولة الحوار. وأشار إلى أن هناك توجها لدى إدارته لتطبيق المبادرة الخليجية لحل الأزمة في اليمن، عبر اقتراح آلية لتنفيذ المبادرة التي تنص على رحيله عن الحكم.

وقال صالح في خطابه: «إننا قادرون جميعا بمشيئة الله وفي أقصر وقت ممكن أن نجد العديد من المخارج الدستورية التي تعيننا على تجاوز هذه المرحلة الخطيرة من تأريخ شعبنا والتي صارت تهدد وحدتنا وحريتنا وديمقراطيتنا، بإنجاح الدور الوطني المهم الذي يقوم به الأخ المناضل عبد ربه منصور هادي نائب رئيس الجمهورية ومواصلة الخطوات التي تم البدء بها، خاصة أن هناك العديد من النقاط وعناصر الاتفاق التي تم تحقيقها.. تتطلب أن يجلس الجميع إلى طاولة الحوار ومواصلته من جديد بروح وطنية جديدة تأخذ العبرة من كل ما حدث، وتقطع دابر المجرمين وتفشل خطط المتآمرين على وحدة اليمن وحريته وديمقراطيته وأمنه واستقراره وأن تحقق كل ما يطمح إليه الشعب وفي مقدمته الشباب، من التطوير والتغيير واجتثاث الفساد وكل أسباب الصراع والاحتراب». وأضاف: «إننا كيمنيين ولله الحمد نمتلك المعرفة الصحيحة والدقيقة للمصلحة العليا للشعب والوطن، ونتمتع بكل القدرات والطاقات التي سوف تدفعنا إلى تحقيق ذلك وتساعدنا للوصول إلى كل ما هو مطلوب وفق برنامج زمني للتنفيذ الدقيق والإنجاز العظيم، بحيث يتطابق مع المدة المحددة للإجراءات القانونية والدستورية المطلوبة، ولن تكون الأزمات المتداخلة عصية أبدا عن الحلول أمام ذوي الضمائر والعقول في شعب الحكمة والإيمان، وأمام الرؤية الواضحة التي تم إعلانها والتزمنا بها في مبادرات سابقة بما في ذلك المبادرة الخليجية وجهود وبيان مجلس الأمن والسير نحو إنجاز الاستحقاقات القانونية والدستورية المؤجلة في أقرب وقت ممكن والترتيب لإجراء الانتخابات العامة الحرة والمباشرة لرئيس الجمهورية الجديد، وقد فوضنا اللجنة العامة للمؤتمر الشعبي العام في التواصل مع قيادات أحزاب اللقاء المشترك ووزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي وسفراء الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي لوضع الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية والتوقيع عليها دون تسويف أو تأخير، والعمل في ذات الوقت والمسار من أجل التطبيق العملي لكل ما يتم التوصل إليه في الحوار الوطني الشامل بهدف حماية المصالح العليا للشعب والوطن».

على صعيد آخر، كشفت اللجنة الأمنية العليا في اليمن أمس، عن مقتل أكثر من 300 من عناصر تنظيم القاعدة في المواجهات الدائرة جنوب اليمن منذ قرابة 3 أشهر.