السودان يقدم شكوى ضد السودان الجنوبي لمجلس الأمن

TT

قدمت الحكومة السودانية، أمس، شكوى رسمية ضد حكومة السودان الجنوبي إلى مجلس الأمن الدولي، متهمة السودان الجنوبي بالتسبب في الاضطرابات وعدم استقرار ولاية جنوب كردفان. وتأتي هذه الشكوى لتبيان مدى التوتر الذي تشهده علاقة البلدين. وقالت وزارة الخارجية السودانية، أمس، إنها قدمت شكوى رسمية لمجلس الأمن، متهمة السودان الجنوبي بإثارة القلاقل والاضطرابات في ولاية جنوب كردفان، حسبما ذكرت «رويترز» أمس.

وتصاعدت التوترات في الولاية المنتجة للنفط بعد أن انفصل السودان الجنوبي في الشهر الماضي ومعه حقول النفط. وقال مجلس الأمن في يوليو (تموز) الماضي إنه قلق بشدة من العنف في المنطقة الحدودية المضطربة.

وشكا مسؤولون في الأمم المتحدة من أنهم لا تتاح لهم سوى قدرة محدودة أو منعدمة تماما على دخول المنطقة التي تضم عددا كبيرا من السكان الذين انحازوا إلى السودان الجنوبي خلال الحرب الأهلية المستمرة منذ 20 عاما.

وقال متحدث من وزارة الخارجية السودانية، إن الشكوى تتهم السودان الجنوبي بالتسبب في زعزعة الاستقرار وتعطيل السلام وعرض المساعدة لجماعات المتمردين في ولاية جنوب كردفان.

ويتهم بيان وزارة الخارجية السودانية حكومة السودان الجنوبي بتقديم الدعم العسكري لقبائل في المنطقة.

وقال علي أحمد كرتي، وزير الخارجية السوداني، في نسخة من الشكوى التي نقلتها وكالة «السودان» للأنباء، إن السودان ملتزم بالاستقرار والسلام، ولكن حكومة السودان الجنوبي تعادي جيرانها.

وقال كرتي: «وعند إعلان انفصال السودان الجنوبي كدولة مستقلة، كان السودان أول من اعترف بالدولة الجديدة ومد لها يد العون»، متهما سلفا كير، رئيس السودان الجنوبي، بالسعي إلى ضم ولاية جنوب كردفان وولاية النيل الأزرق، وكلاهما يقع إلى الشمال من الحدود الجديدة.

وأضاف كرتي: «ليس غريبا أن تنتهج دولة الجنوب هذا المسلك العدائي ضد الدولة التي منحتها حق تقرير المصير، وظهر ذلك جليا في تجاوزاتها وخروقاتها السافرة، بدءا باستضافة حكومة السودان الجنوبي لقيادات حركات دارفور المتمردة، وتوفير المعسكرات والمأوى والتدريب لها، وتزويدها بالسلاح الذي استخدمته ضد جمهورية السودان، وما زالت تواصل هذا الدعم».

ويتهم نشطاء الخرطوم بشن ضربات جوية وهجمات على جنوب كردفان، مستهدفين قبائل النوبة في الولاية، في محاولة للقضاء على المعارضة وترسيخ سلطتها بعد استقلال السودان الجنوبي.

ونفت حكومة السودان هذه الاتهامات، واتهمت جماعات مسلحة محلية الكثير منها حارب إلى جانب الجنوب خلال الحرب الأهلية، التي استمرت عشرات السنين، بالتمرد لمحاولة السيطرة على المنطقة.

وقالت الأمم المتحدة في 22 يونيو (حزيران) الماضي إن 73 ألف شخص فروا من ولاية جنوب كردفان بعد أكثر من أسبوعين من القتال، لكن بعضهم عادوا إلى ديارهم في وقت لاحق.

وعلى صعيد آخر، أعلن العقيد الصوارمي خالد سعد، المتحدث باسم الجيش السوداني، أمس، أن الجيش السوداني أوقف تسلل قوة من متمردي الجيش الشعبي حاولت التسلل لثلاث مناطق في جنوب كردفان.

وقال الصوارمي لوكالة الأنباء الفرنسية: «الأحد تسللت قوة من متمردي الجيش الشعبي إلى منطقتي أم الفيض عبد الله وخور دليب: وحاولت الدخول لمناطق المنصورة والبير وتومي، في محاولة منها لاستغلال وقف إطلاق النار الذي أعلنه رئيس الجمهورية، مؤخرا».

وأضاف: «تعاملت القوات المسلحة مع هذه القوة وقامت بمحاصرتها».

وكانت وكالة «السودان» للأنباء قد أوردت، أول من أمس، أن قوة من الجيش الشعبي هاجمت منطقة صبي قرب مدينة الدلنج.

وتدور مواجهات بين الجيش السوداني ومتمردين تابعين للحركة الشعبية، شمال السودان، منذ يونيو الماضي، في ولاية جنوب كردفان المتاخمة للسودان الجنوبي، الذي أصبح دولة مستقلة منذ التاسع من يوليو الماضي. والأسبوع الماضي أعلن الرئيس السوداني، عمر البشير، وقف إطلاق النار في ولاية جنوب كردفان لمدة أسبوعين من طرف واحد.

إيران وإسرائيل تنشران سفنا حربية في البحر الأحمر