مسؤول أميركي: واشنطن ستظل تدعم المصالحة مع طالبان

بعد جولة من اللقاءات في عدة دول عربية وأوروبية كادت تؤتي ببعض الثمار

TT

أكد مسؤول أميركي أن «الولايات المتحدة ستظل تدعم تحقيق عملية مصالحة مع طالبان، والتي تحتاج أن تتم قيادتها بواسطة الأفغان، لكن هناك مبادئ وخطوطا حمراء على طالبان الالتزام بها، ومنها نبذ العنف والاستعداد لقبول العمل بالدستور الأفغاني». وأكدت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند العمل مع دول مثل باكستان في تخليص المنطقة من تنظيم القاعدة. وعلقت على البيان الذي أصدره الملا محمد عمر بوضع شرط مسبق لإجراء محادثات مع الحكومة الأفغانية، وهو انسحاب جميع القوات الأجنبية من أفغانستان، وقالت إن الولايات المتحدة ستدعم أي عمليات مصالحة يقودها الأفغان بشرط الالتزام بنبذ العنف.

ورفض المسؤول الأميركي التعليق على انهيار المحادثات التي كانت واشنطن تجريها مع حركة طالبان، والتي اتخذت ستارا من السرية، بعد جولة من اللقاءات في عدة دول عربية وأوروبية. وأشارت تقارير إلى أن نلك المحادثات كادت تؤتي ببعض الثمار في بناء الثقة بين الطرفين وإقناع طالبان بأن الولايات المتحدة تريد التوصل إلى تسوية سلمية تهدف إلى إنهاء الصراع والقتال بين حركة طالبان والحكومة المدعومة من الولايات المتحدة في أفغانستان.

وكانت واشنطن قد سعت إلى إقامة محادثات مباشرة مع حركة طالبان منذ منتصف العام الماضي، وتركزت المحادثات على فرص إطلاق سراح الضابط الأميركي باوي بيرغدال الذي اعتقل منذ عامين في شرق أفغانستان. وناقش أحد مسؤولي حركة طالبان الإفراج عن السجناء الأفغان في معتقل غوانتانامو بكوبا، وفي قاعدة باغرام الجوية بأفغانستان، ويصل عددهم إلى عشرين معتقلا. وكشفت صحيفة «واشنطن بوست» أن حركة طالبان طالبت بانسحاب كل القوات الأجنبية في أفغانستان، وطالبت بضمانات من واشنطن للحصول على دور رئيسي في الحكومة مقابل أن تلتزم الحركة بإنهاء كل أشكال العنف، وأن تلتزم بالدستور واحترام القانون وحقوق المرأة والأقليات.

وأشارت تقارير إلى أن تلك المحادثات كانت أفضل فرصة يمكن أن تقوم بها الولايات المتحدة للوصول إلى الملا محمد عمر، خاصة بعد أن أفاد أكثر من مسؤول أميركي بأن تلك الاتصالات بدأت تحقق خطوات إيجابية، لكن انهيار المحادثات أدى إلى تقويض أي فرصة للولايات المتحدة للتوصل إلى صفقة لتحقيق مصالحة مع حركة طالبان والاعتراف بها في الحياة السياسية الأفغانية.

وأوضحت تقارير أن انهيار المحادثات يرجع إلى الكشف عن هوية المفاوض الأفغاني عن حركة طالبان «محمد طيب أغا» الذي تسرب اسمه إلى الإعلام واضطر إلى الاختباء في إحدى الدول الأوروبية هربا من أي محاولات للانتقام منه، وفقا لوكالة «أسوشييتد برس» التي أوضحت أنه يختبئ في ألمانيا بعد أن تم الكشف عن المحادثات التي قام بها مع واشنطن. وفقد المسؤولون الأميركيون أي اتصال به منذ عدة أشهر بعد اختفائه.

وكان وزير الدفاع الأميركي السابق روبرت غيتس قد أعلن في يوليو (تموز) الماضي أن الولايات المتحدة تقوم بمحادثات وصفها بـ«الأولية» مع أعضاء في حركة طالبان. وقال غيتس إنها محادثات تمهيدية تهدف لإيجاد حل سياسي لإنهاء الحرب وتحقيق تسليم تدريجي للمسؤوليات الأمنية للقوات الأمنية الأفغانية قبل حلول عام 2014. وجاءت تصريحات وزير الدفاع الأميركي عن تلك المحادثات بعد يوم من قيام الرئيس الأفغاني حميد كرزاي بالكشف عن المحادثات التي تجريها الولايات المتحدة ودول أجنبية أخرى مع طالبان بشأن تسوية محتملة للحرب. وكانت تلك التصريحات التي أدلى بها كرزاي في مؤتمر صحافي بالعاصمة الأفغانية كابل أول تأكيد رسمي على مشاركة واشنطن في تلك المحادثات.