نشطاء مصريون يلاحقون نظام مبارك بالتعليقات الساخرة.. احتفالا بالعيد

تهكموا على المشهد السياسي بعد الثورة.. ونكاتهم طالت القذافي

TT

مثلت روح السخرية التي يمتاز بها المصريون عونا لهم طوال 18 يوما أسقطوا خلالها الرئيس المصري السابق حسني مبارك، في فبراير (شباط) الماضي، ورغم تراجع هذه الروح خلال الأشهر السابقة على خلفية انقسامات الشارع السياسي، فإن نشطاء المواقع الاجتماعية التي شكلت عاملا حاسما في نجاح الثورة المصرية، يتحينون الفرصة ليشنوا هجمة سياسية بسيل من التعليقات الساخرة، وقد وجدوا ضالتهم في احتفالهم بأول عيد فطر يمر من دون نظام مبارك في السلطة.

ومع الظهور اللافت لشخصيات بارزة عرفت بولائها لنظام مبارك خلال البرامج الرمضانية، كانت التهنئة التي اختارها النشطاء السياسيون ووجهوها لتلك الشخصيات تقول: «عيدكم مبارك وعيدنا سعيد».

وبدأ المصريون التهنئة بالعيد قبل يومين على الموقع الاجتماعي «فيس بوك» الذي أصبح فاعلا بقوة في القيام بالواجبات الاجتماعية للمصريين، وفرضت روح ثورة 25 يناير نفسها على رسائل التهنئة عبر «فيس بوك»، ومنها: «أصدقائي الليبراليين عيدكم حرية.. أصدقائي الاشتراكيين عيدكم عدالة اجتماعية.. أصدقائي الأغلبية الصامتة عيدكم سعيد، صديقي الإخواني.. صديقي السلفي لا تنسوا زكاة الفطر».

وأعاد المصريون تحريف خطابات مثلت مفاتيح تاريخية خلال الأشهر الماضية منها كلمة للرئيس السابق ضمن خطاب وجهه للشعب المصري قبل ما سمي «موقعة الجمل» في 2 فبراير (شباط) الماضي، حيث نقلوا عن لسان مبارك: «لم أكن أنتوي الاحتفال بعيد الفطر بعيدا عن قصر الرئاسة، ولكن الظروف حكمت»، في إشارة للخطاب الذي قال فيه إنه لم يكن ينتوي الترشح للانتخابات الرئاسية التي كان مقررا إجراؤها في شهر سبتمبر (أيلول) المقبل.

ولم يغفل نشطاء المواقع الاجتماعية رموز نظام مبارك الذي هيمن على البلاد طوال الثلاثين عاما الماضية، وانتشرت رسائل تقول: «عيد جنان من غير سوزان (في إشارة لسوزان ثابت قرينة الرئيس السابق مبارك)، و«عيد حلال من غير جمال» (نجل مبارك)، و«نعيش سعداء بدون علاء» (نجل مبارك الأكبر)، و«نأكل بط ووز من غير أحمد عز» (أمين تنظيم الحزب الوطني المنحل)، و«ناكل أكل خفيف من غير نظيف»، (رئيس الوزراء الأسبق أحمد نظيف)، و«نشرب اللي نحبه من المشاريب من غير غالي ولا حبيب»، في إشارة لبطرس غالي وزير المالية الأسبق، ووزير الداخلية الأسبق حبيب العادلي.

ويقبع معظم تلك الشخصيات في سجن مزرعة طرة، بعد إحالتهم للمحاكمة بعد اتهامهم في قضايا فساد مالي، وقتل المتظاهرين.

ولم تسلم القوى السياسية من سخرية نشطاء الفضاء الافتراضي، واحتلت حالة الاستقطاب السياسي حول مسألة المبادئ فوق الدستورية التي هيمنت على الواقع السياسي المصري، مرتبة متقدمة في بورصة الرسائل الساخرة.

وتقول الناشطة السياسية لمياء الجندي إن «العيد هذا العام له طبيعة مختلفة؛ فالجميع شعر أنه حر، يتعبد ويعتكف في حرية طوال شهر رمضان، ولم يطل علينا مبارك وحاشيته صباحا كما اعتدنا، هذا الشعور بالحرية يجعلنا أكثر قدرة على التعبير عن آرائنا بالشكل الأكثر قبولا وانتشارا في مصر وهو النكتة السياسية، أو التعليق الساخر.. هذه أداة فعالة وسريعة الانتشار». وألهمت مفارقة إعلان أول أيام عيد الفطر على نحو مفاجئ نشطاء «فيس بوك»، خاصة بعد أن كان المصريون يتوقعون أن يكون يوم أمس هو المتمم لشهر رمضان. وكتب نشطاء على صفحاتهم: «لأول مرة في مصر يتم إجراء استفتاء دون معرفة نتائجه، وعيد دون معرفة موعده».

ولم يسلم العقيد معمر القذافي الذي أطاح بحكمه ثوار ليبيا قبل أيام، من سخرية المصريين الذين اعتبروا تخلف ليبيا عن الاحتفال بالعيد مع باقي الدول العربية، وهو أمر كان معتادا خلال سنوات حكم القذافي، دليلا على وجود العقيد في ليبيا حتى الآن.