غلق أجواء بغداد أمام الطيران ساعة.. وتضارب الروايات حول الأسباب

الجيش الأميركي أشار لتهديدات بصواريخ.. ومصادر تحدثت عن انتحاري على متن طائرة سويدية

TT

أغلقت أمس أجواء مطار بغداد وسط روايات متضاربة عن الأسباب. ففيما قال متحدث باسم الجيش الأميركي إن الأجواء أغلقت إثر ورود معلومات عن وجود تهديد بإطلاق صواريخ، أفادت روايات أخرى بأن السبب كان ورود معلومات عن قدوم طائرة سويدية عليها انتحاري.

وقالت المتحدثة باسم الجيش الأميركي الميجور انجلينا فونرو «تلقينا معلومات أكيدة بوجود تهديدات بإطلاق صواريخ في وقت سابق اليوم (أمس)، الأمر الذي دفعنا إلى رفع مستوى السلامة وتشديد التدابير الأمنية، لكن لم يتم غلق المطار». وتتعرض القوات الأميركية المنتشرة في قاعدة قريبة من مطار بغداد منذ الغزو في عام 2003 إلى قصف متكرر بالصواريخ. وقالت فونارو «تم تجميد تحليق الطيران بصورة مؤقتة في مطار بغداد لمدة ساعة من صباح الثلاثاء» لكنها لم تعط مزيدا من التفاصيل. ورفضت كذلك إعطاء تفاصيل حول الإجراءات الأمنية التي تم فرضها. ويقع مطار بغداد في الجهة الغربية لقاعدة فيكتوري الأميركية وهي إحدى أكبر القواعد الأميركية في العراق.

لكن طبقا للمعلومات المتداولة فإن الجيش الأميركي أبلغ الجهات الرسمية العراقية بأن هناك معلومات تفيد بقدوم طائرة من السويد فيها انتحاري يحاول ضرب مراكز مهمة في العراق الأمر الذي يشكل خطرا على سلامة البلاد. واستنادا للمعلومات التي لم تؤكدها أو تنفها الجهات المسؤولة في سلطة الطيران المدني العراقي فإن جميع المطارات العراقية تلقت توجيها من قبل الحكومة بإغلاقها ابتداء من يوم أمس وحتى إشعار آخر. لكن مصدرا رسميا في مطار بغداد أكد أن الحكومة العراقية أمرت بإعادة فتح الأجواء العراقية واستئناف الرحلات الجوية فيها بعد مرور أكثر من ساعة على إغلاقها من قبل القوات الأميركية.

مصادر أخرى رجحت أن يكون سبب الإغلاق هو وصول مسؤول أميركي رفيع المستوى إلى العراق حيث إن الأجواء العراقية لا تزال في معظمها بيد الجانب الأميركي إلا أن الحكومة العراقية أمرت بإعادة فتح الأجواء ثانية بعد مرور نحو ساعة على إغلاقها. وأعلن مدير عام مطار بغداد الدولي ناصر حسين العامري في تصريحات أن «إغلاق مطار بغداد الدولي جاء بعد الشعور بوجود خطر محتمل» مشيرا إلى «قيام الجهات المختصة باتخاذ إجراءات احترازية لمنع وقوع الخطر». وأوضح أن «المطار أعيد افتتاحه بعد اتخاذ السلطة الطيران إجراءات احترازية منعت وقوع الخطر». وكشف العامري أن «الحكومة العراقية لم تستلم الأجواء بشكل كامل من القوات الأميركية». وأكد أن «15 ألف قدم من الأجواء فما دون يخضع لسلطة الحكومة العراقية، في حين تسيطر القوات الأميركية على الأجواء من 15 ألف قدم فما فوق».

يذكر أن المطارات العراقية كانت قد أغلقت خلال شهر أبريل (نيسان) من العام الماضي على أثر ورود معلومات حول نية عناصر من تنظيم القاعدة الاستيلاء على طائرات مدنية والسقوط بها على المراقد الدينية في النجف وكربلاء. وكانت قد تضاربت الأنباء بشأن ذلك ففيما أكدت وزارة النقل أن سبب الغلق يعود إلى حدوث عطل في نظام الرادار الذي ينظم حركة الملاحة الجوية فإن وزير الأمن الوطني آنذاك شروان الوائلي أعلن خلال مؤتمر صحافي عقده في مدينة النجف أن السبب الحقيقي لغلق مطار النجف يعود إلى ورود معلومات مفادها أن عناصر من تنظيم القاعدة كانت تنوي اختطاف طائرات في الجو على غرار عملية 11 من سبتمبر (أيلول) في الولايات المتحدة الأميركية عام 2001 لضرب المراقد الدينية في كل من مدينتي النجف وكربلاء.