ليبيا.. فوضى محتملة واستقرار يضمنه الغرب

صحف دولية تناقش ما بعد القذافي.. «وول ستريت»: شركة فرنسية ساعدته في التجسس على معارضيه

جدار وسط طرابلس يزدان بالغرافيتي المتضمن تعبيرات مؤيدة للثوار (أ.ف.ب)
TT

ناقشت ثلاث صحف دولية، في أعدادها الصادرة أمس، الوضع في ليبيا بعد سقوط نظام القذافي. وتعرضت منفصلة إلى ما قد يؤول إليه الوضع في المرحلة الانتقالية المقبلة.

رأى معلق صحيفة «أفتنبوستن» النرويجية المحافظة، أن الليبيين يشعرون بمرارة بالغة، وأن الحرب كانت قاسية للغاية، «وليس هناك من يعرف، حتى الآن، حجم الخسائر التي وقعت بين السكان المدنيين في المناطق التي ساندت معمر القذافي. وقال معلق الصحيفة، إن الشعور بالكراهية واسع، وبالتأكيد لم يصبح أقل باكتشاف المقابر الجماعية. وتوقع أن يمضي وقت طويل إلى أن تتضح الرؤية للحكومة الانتقالية، وحتى تسيطر على الوضع أصلا».

وحسب الصحيفة، أيضا، فإن من الضروري أن يخشى الليبيون من التعرض لمرحلة فوضى، يصبح فيها الانتقام شيئا عاديا، «ومن الممكن تجنب ذلك إذا قام المجتمع الدولي بدوره بشكل جاد، فالليبيون بحاجة للمساعدة في جميع المجالات».

وقالت صحيفة «جازيتا فيبورتشا» البولندية اليسارية، إن استقرار ليبيا متوقف على الغرب. ونقلت وكالة الأنباء الألمانية، عن الصحيفة قولها في عددها الصادر أمس: «ماذا ينبغي أن نفعل بالانتصار (في ليبيا)؟ كيف يمكن أن ينشأ من ذلك نظام دولة ودولة قانون وديمقراطية؟».

وأضافت الصحيفة: «لنكن جادين ولا نتحدث عن الديمقراطية. فالأمر لا يدور حول الديمقراطية، بل حول أي نظام قانوني، وعلى وجه الخصوص حول إمداد طبيعي نسبيا للنفط واستيراده».

وذكرت الصحيفة أن «كل ذلك لن يكون ممكنا من دون تواجد ملموس للغرب من الناحية شبه العسكرية أيضا».

ورأت الصحيفة أن وحدة ليبيا واستقرارها والالتزام بحقوق الإنسان هناك ستظل متوقفة على الغرب، على الأقل خلال الفترة المقبلة.

غير أن صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، ذهبت إلى مكان آخر، فقالت إن أحد فروع مجموعة «بول» الفرنسية، «ساعد القذافي على التجسس على معارضيه». ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن الصحيفة قولها، إن شركة «اميسيس» المتفرعة عن مجموعة المعلوماتية الفرنسية «بول» ساعدت نظام معمر القذافي في عملية التجسس تلك.

وقال أشخاص مقربون من الملف، كما نقلت عنهم الصحيفة، إن «اميسيس» شركة الهندسة المتخصصة في الأنظمة الأمنية، التي اشترتها «بول» في يناير (كانون الثاني) 2010، جهزت في نهاية 2009 مركز مراقبة للإنترنت في طرابلس «بمجموعة كبرى من تكنولوجيا المراقبة».

ومطلع 2011، طلب مسؤولون ليبيون مجددا، من الشرطة زيادة قدرات اختراق الإنترنت، وكذلك شركات أخرى مثل فرع شركة «بوينغ» لصناعة الطيران «ناروس» المتخصصة في برامج الحماية من هجمات الإنترنت، كما أضافت الصحيفة.

وقامت شركة «اميسيس» بتجهيز مركز طرابلس بنظام «إيغل»، الذي يتيح مراقبة حركة شبكة الإنترنت ومراقبة البريد الإلكتروني خصوصا. وتابعت الصحيفة، بأن المجهز الصيني للاتصالات «زي تي إي» باع أيضا التكنولوجيا الخاصة به إلى النظام الليبي للقيام بعمليات مراقبة.

وردا على أسئلة، أعلنت مجموعة «بول» أنها «لن تدلي بأي تعليق» حول هذه المعلومات، كما أعلنت ناطقة.

وكانت «بول» قد أعلنت في منتصف نوفمبر (تشرين الثاني) أنها تجري مفاوضات حصرية مع مجموعة «كريسندو للصناعات» الشركة الأم لـ«اميسيس»، بهدف شراء هذه الشركة الأخيرة بقيمة 105 ملايين يورو قبل أن تشتريها بشكل نهائي في يناير 2010.