بترايوس يترك وزارة الدفاع ويتجه للاستخبارات محذرا من خفض النفقات

الرئيس أوباما شكره على خدمته الدؤوبة في القوات المسلحة الأميركية

الجنرال بترايوس
TT

شكر الرئيس الأميركي باراك أوباما الجنرال ديفيد بترايوس على خدمته الطويلة والدؤوبة في القوات المسلحة الأميركية، بعد تقاعد الأخير من الجيش الأميركي قبل توليه منصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية.

وذكر بيان صادر عن البيت الأبيض أن أوباما اتصل هاتفيا بالجنرال بترايوس ليلة 31 أغسطس (آب) «بمناسبة تقاعد الأخير من الجيش الأميركي، وهنأه على سيرته المهنية التاريخية في الجيش الأميركي، بما في ذلك مساهماته الاستثنائية في الأمن القومي، في ما يخص الوضع في العراق وأفغانستان».

وقال البيان إن أوباما «رحب بالتزام الجنرال بترايوس المستمر بالخدمة العامة، بينما يستعد لتولي منصبه الجديد مديرا لوكالة الاستخبارات المركزية».

وبعد 37 عاما من الخدمة العسكرية، تقاعد الجنرال الأميركي ديفيد بترايوس أول من أمس لينزع بدلته العسكرية ويستبدلها بالزي المدني ابتداء من اليوم ليستعد لقيادة وكالة الاستخبارات المركزية «سي آي إيه». وأقامت وزارة الدفاع الأميركية حفل تكريم ضخما لبترايوس أول من أمس ومنحته وساما لخدمته العسكرية، بينما ودع الجيش الأميركي أشهر جنرالاته الذي سطع نجمه خلال عقد من الحرب خاضتها الولايات المتحدة بعد هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001. وخلال الحفل الذي جرى بمناسبة تقاعده من الجيش، أعرب بترايوس عن قلقه من أن الضغوط المالية قد تؤدي إلى تقويض القوات التي ساهم في تشكيلها.

فقد قال بترايوس إنه وفي خضم قرارات «صعبة» تتعلق بالموازنة لا بد من بناء جيش «يواصل القدرات والمرونة التي طورناها خلال العقد الأخير على الأخص».

فخلال عشر سنوات من الحرب، قال بترايوس إن الجيش «تعلم منذ الحادي عشر من سبتمبر درسا أثبت الزمن صحته المرة تلو المرة ألا وهو أننا لا نخوض بالضرورة الحروب التي نتوقعها أو التي نريدها».

وتابع خلال الحفل الذي شمل استعراض حرس الشرف وعزف الموسيقى العسكرية، «ومن ثمة سيتعين علينا الإبقاء على قدراتنا الكاملة التي طورناها خلال هذا العقد الماضي من الصراع في العراق وأفغانستان ومناطق أخرى».

ووصف وكيل وزير الدفاع الأميركي ويليام لين الجنرال بترايوس بأنه «أحد أروع الجنود في التاريخ الأميركي». وأضاف في خطاب خلال حفل التكريم أنه «خلال أسبوع سنحيي ذكرى 11 سبتمبر التي كانت لحظة حددت تاريخ الولايات المتحدة.. وولد جيل أميركي تحددت هويته يومها، فقد خدم 5 ملايين عسكري ومليونان منهم في العمليات القتالية». وتابع أن بترايوس خرج كـ«قيادي في عالم ما بعد 11 سبتمبر وأهم واضعي الاستراتيجيات الأميركية». واعتبر أن «الحربين في العراق وأفغانستان شكلا تحديا لبلدنا، وأهم آلية لدينا ليس السلاح بل العقل»، مشيرا إلى قدرة بترايوس على وضع الاستراتيجيات العسكرية مثل مكافحة التمرد للتغلب على التحديات في الحربين. واعتبر لين أن بترايوس «أنقذ العراق من الحرب الطائفية وأعطى الشعب الأفغاني فرصة ممكنة للمستقبل». يذكر أن بترايوس عمل في العراق لنحو 4 سنوات وقاد الجهود الأميركية لمكافحة التمرد والاقتتال الداخلي بين عامي 2007 و2008 وبعدها قاد القيادة المركزية الأميركية قبل أن يطلب أوباما منه أن يقود القوات الأميركية وقوات «الناتو» في أفغانستان وهي المهام التي قام بها حتى هذا الصيف. وبدأ حفل التكريم باستعراض للجيش الأميركي بحضور كبار المسؤولين العسكريين وعدد من الدبلوماسيين والمسؤولين الأميركيين. وبعد استعراضه لحرس الشرف، توجه بترايوس ووقف إلى جوار زوجته هولي وأدى التحية، بينما بدأت الفرقة العسكرية بعزف النشيد الوطني الأميركي. وقلد نائب وزير الدفاع بترايوس ميدالية جديدة لخدمته العسكرية، كما حصلت زوجته هولي أيضا على ميدالية لعملها في «الخدمة العامة» ودعمها للعائلات العسكرية و«تجسيدها لروح القيادة والزوجة العسكرية»، وكان ذلك بقرار من وزير الدفاع الأميركية السابق روبرت غيتس قبل استقالته الشهر الماضي. وبعدها قدم بترايوس باقة من الورد لزوجته تقديرا لوقوفها إلى جواره خلال العقود الأربعة الماضية.

ومن جهته، قال رئيس هيئة الأركان المشتركة الأدميرال مايك مولن إن بترايوس «استطاع أن يذكر الأميركيين بأنه مع القيادة السليمة والأفكار السليمة يمكن تحقيق أي شيء.. ديفيد وضع القياس الأمثل للقيادة في الحرب». واعتبر أنه «بعد جهد استثنائي عاد الأمل إلى العراق، جعل أفغانستان الأكثر أمنا من العام الماضي.. وديفيد أول من يقول إن هناك المزيد الذي عليه تحقيقه في أفغانستان، ولكن التقدم أصبح ممكنا أكثر من أي وقت آخر». وأما بترايوس، فكان خطابه الأخير كجنرال عسكري مليء بالمشاعر الشخصية وتجربته على مدار 37 عاما. وخصص الجزء الأكبر من خطابه لشكر عائلته وزملائه، قائلا: «هذه لحظة شكر وتأمل». واعتبر أن العمل العسكري كان «هبة في وقت التحدي والحاجة للبلاد» خلال العقد الماضي. وأضاف أن «أكبر فخر لي أنني خدمت مع أعظم جيل». ويتولى بترايوس ابتداء من الأسبوع المقبل إدارة وكالة الاستخبارات المركزية، حيث سيكون أقل ظهورا في الإعلام من فترة خدمته العسكرية عندما أصبحت صورته تنشر على غلاف أكثر الصحف والمجلات شهرة في الولايات المتحدة والعالم. وأكد بترايوس أنه سيبقى الجيش جزءا منه خلال فترة عمله المقبلة، مما يثير تساؤلات عن تدخل الجيش في العمليات الاستخباراتية المدنية الخارجية للولايات المتحدة، وخاصة في عمليات مكافحة الإرهاب.