مصر: تدهور الحالة الصحية لشقيق قاتل السادات المحتجز بسجن العقرب

محاميه طالب النائب العام بالإفراج الصحي عنه حتى موعد محاكمته

TT

قال منتصر الزيات، محامي الجماعات الإسلامية أحد أعضاء فريق الدفاع عن محمد شوقي الإسلامبولي، شقيق خالد الإسلامبولي قاتل الرئيس المصري الراحل أنور السادات، إن الحالة الصحية لموكله محمد المعتقل حاليا، تدهورت بشكل كبير على مدار الثمانية والأربعين ساعة الماضية، في ظل الغياب الكامل للرعاية الصحية. مشيرا إلى أنه تقدم بطلب عاجل إلى مكتب النائب العام المصري لاتخاذ الإجراءات اللازمة للإفراج الصحي المؤقت عن الإسلامبولي مع تقديم الرعاية الطبية على نحو سريع حتى موعد محاكمته.

وعاد محمد شوقي الإسلامبولي، المحكوم عليه بالإعدام في مصر بقضية «العائدون من أفغانستان»، إلى القاهرة الأحد الماضي قادما من إيران عبر دبي، بعد أكثر من 20 عاما أمضاها في الخارج، منها 8 سنوات في إيران. وفور دخوله مطار القاهرة الدولي خضع الإسلامبولي للتحقيقات بمعرفة الأجهزة الأمنية، قبل أن يتم احتجازه داخل سجن العقرب (شديد الحراسة).

وأوضح الزيات لـ«الشرق الأوسط»، أن الوضع الصحي الحالي لشوقي متدهور للغاية وأصبح من سيئ لأسوأ، إثر الأزمة القلبية التي تعرض لها أول من أمس، مضيفا، شوقي ممنوع من الكلام أو الحركة تماما، ويخضع حاليا للعناية الشخصية من الدكتور سيد إمام، منظر تنظيم الجهاد، صاحب وثيقة ترشيد العمل الجهادي المسجون معه حاليا، والذي قام بإنقاذ حياته من خلال بعض الإسعافات الأولية عندما أصابته الأزمة القلبية، في ظل عدم وجود طبيب السجن الذي يقضي إجازة عيد الفطر.

وأشار الزيات إلى أن شوقي يحتاج إلى أن ينقل على وجه السرعة لغرفة العناية الفائقة والخضوع لإشراف طبي كامل، وهذا لم يتوفر حتى الآن، وكشف الزيات عن قيام زملائه بالسجن وبعض أفراد عائلته بشراء أدوية خاصة بالقلب من خارج السجن لمساعدته على العبور من الوضع الصحي الحرج الذي يعانيه، حيث من المفترض أن ينقل إلى غرفة العناية الفائقة بعد النوبة القلبية.

وأكد الزيات أنه أبلغ المسؤولين قبل وصول الإسلامبولي لمصر أن وضعه الصحي حرج و«من الضروري أن تتوفر سيارة إسعاف وكشف طبي له، مع الاستدلال على حالته الصحية بإجرائه في وقت سابق عمليتي قلب مفتوح وتركيب دعامة في إيران، لكن أيا من ذلك لم يتوفر».

وقال الزيات إنه ينتظر مرور فترة إجازة عيد الفطر في المؤسسات الحكومية لكي يتقدم بنفس الالتماس لكل من وزارة الداخلية وقطاع مصلحة السجون لتشكيل لجنة طبية عاجلة لإنقاذ الإسلامبولي.

ويبدو أن أفراد عائلة الإسلامبولي ومحاموه يخفون حالة شوقي الصحية عن والدته المسنة (قدرية محمد)، التي قالت لـ«الشرق الأوسط»: «آخر مرة رأيته فيها كانت في صالة المطار عند وصوله مصر وكان يبدو واهنا.. وحينما سألته ماذا بك قال لي: لا تقلقي يا أمي، وافرحي فأنت السبب الأساسي لعودتي طواعية إلى مصر.. لم أفعل شيئا حتى أحاسب عليه واليوم بعد الثورة لم يعد هناك ما أخشاه وأريد أن تعاد محاكمتي من جديد في قضية (العائدون من أفغانستان)».

لكن والدته أوضحت أن «حالته الصحية لم تكن على ما يرام، وكان يحاول أن يتظاهر بغير ذلك حتى لا أقلق عليه». وتضيف: يؤلمني أني لا أستطيع زيارته لأني أعتمد على كرسي متحرك، لكني أطمئن عليه حاليا من خلال نجله خالد (25 عاما) الذي قام بزيارته ليلة العيد ويحاول أن يطمئني.

جدير بالذكر أن شوقي الإسلامبولي هرب من مصر في مطلع الثمانينات بعد التضييق الأمني عليه، ومنذ نحو شهرين أبلغته السلطات الإيرانية بأن عليه مغادرة البلاد إلى باكستان أو مصر، وهو اختار باكستان، لكن حالته الصحية تدهورت على الحدود الباكستانية - الإيرانية فعاد إلى طهران وطلب من السلطات الإيرانية ترحيله إلى مصر، لكنها بعد أيام أبلغته بإمكان تسفيره إلى تركيا، وبعد 3 أيام قضاها على الحدود الإيرانية - التركية أعادته السلطات الإيرانية مرة أخرى إلى طهران وأبلغته بأنه سيسافر إلى مصر.

واعتقل شوقي في أواخر أيام حكم السادات ضمن مئات صدر قرار بالتحفظ عليهم، وأطلق سراحه عام 1984 ثم أعيد اعتقاله في عام 1985 بعدها قرر السفر من مصر، متجها إلى باكستان ثم أفغانستان ومنها إلى إيران بعد الغزو الأميركي عام 2001.

ولحق الإسلامبولي بعشرات الإسلاميين المصريين الذين رحلتهم إيران على مدار الأشهر الماضية منهم حسين شميط المتهم بمحاولة اغتيال الرئيس السابق حسني مبارك في تسعينات القرن الماضي في أديس أبابا.