رئاسة إقليم كردستان وحكومته تدينان الاعتداء على صحافي معارض

مجهول ضربه برأسه لغرض تعكير صفو الأجواء الأمنية

TT

تواصلت التنديدات الرسمية والشعبية للاعتداء الذي تعرض له الصحافي الكردي آسوس هردي رئيس شركة «آوينة» الإعلامية الأهلية التي تصدر صحيفة «آوينة» المعروفة بانتقاداتها الشديدة للسلطة في كردستان. ففي بيان صدر عن سكرتارية الرئيس العراقي جلال طالباني أدان بشدة الاعتداء الذي تعرض له هردي قبل 3 أيام واعتبره انتهاكا صارخا لسيادة القانون، وأنه يضر بأجواء الأمن والاستقرار المستتبة في إقليم كردستان، ولذلك يجب اتخاذ الإجراءات الكفيلة بوضع حد لتكرار مثل هذه الاعتداءات والعمل الجدي للبحث عن الجناة أو من يقفون وراءهم وتقديمهم إلى المحاكمة.

وكان آسوس هردي رئيس شركة «آوينة» قد تعرض للاعتداء من شخص مجهول أثناء خروجه من مكتبه الرئيسي بالشركة في مدينة السليمانية قبل يوم واحد من حلول عيد الفطر وأصيب بجراح في رأسه نتيجة ضربه بعقب مسدس كان يحمله الجاني، وأدخل إلى المستشفى لتلقي العلاجات السريعة وخرج منها يوم أمس.

وكان برهم صالح رئيس الحكومة قد اتصل فور سماعه بالحادث بعائلة هردي وأبلغهم إدانته الشديدة للحادث، متمنيا للصحافي الكردي الشفاء العاجل، وأناب عنه محافظ السليمانية لزيارته في المستشفى للوقوف على علاجه، واصفا الحادث بأنه «غير مقبول» وسيؤثر على الوضع الأمني في كردستان. وأوعز صالح بتشكيل لجنة تحقيق فورية للتحقيق في الحادث وسرعة القبض على الجناة وتقديمهم إلى المحاكمة العاجلة.

من جهته أدان مركز ميترو للدفاع عن الصحافيين، وهي منظمة مستقلة للدفاع عن الصحافيين وحقوقهم في إقليم كردستان وتمثل مرصد الحريات الصحافية JFO ويوجد مقرها الرئيسي في بغداد، الاعتداء على آسوس هردي واصفا إياه بأنه اعتداء على الصحافة الحرة في كردستان.

وكان موقع «سبةي» الكردي الذي تديره حركة التغيير المعارضة قد أجرت لقاء مع آسوس هردي الذي وصف الحادث بانتهاك صارخ للحرية، وأن الجناة لم يحسبوا أي حساب للقرارات الأربعة التي أصدرها رئيس إقليم كردستان مؤخرا بهدف تطبيع الأوضاع بكردستان وإقرار الأمن والاستقرار فيها. وقال هردي «إن هؤلاء الذين هاجموني هم من الجهات التي لا تريد للسلام أن يستقر في كردستان، أو إنهم أشخاص لهم مصالح خاصة في تعكير الوضع الأمني وإثارة الخلافات بين الأطراف السياسية أو هم أتباع السلطة، لأن غيرهم لا يستطيعون القيام بمثل هذه الاعتداءات، ولذلك فإن عدم اعتقالهم سيثير الكثير من التساؤلات، وإذا كانت السلطة جادة فعلا في مواقفها المنددة بمثل هذه الاعتداءات فبإمكانها أن تبحث عن هؤلاء الأشخاص وتتخذ الإجراءات الرادعة ضدهم لكي لا تتكرر مثل هذه الاعتداءات على الصحافيين وأصحاب الفكر بكردستان». وختم هردي تصريحه بالقول «أصبح موقف رئيس الإقليم والحكومة من هذا الاعتداء هو المحك، لكي نتأكد من أن القرارات الصادرة عن رئاسة الإقليم ليست مجرد حبر على الورق».

وفي اتصال برئيس ديوان رئاسة الإقليم الدكتور فؤاد حسين خص «الشرق الأوسط» بموقف الرئاسة من الحادث وقال «نحن ندين هذا الاعتداء، أو أي اعتداء يقع على أي شخص مهما كان انتماؤه أو عمله، فرئاسة الإقليم لا تقبل مطلقا بالاعتداء على أي مواطن في الإقليم، ونعلن نحن عن أسفنا لتعرض الصحافي آسوس هردي لهذا الاعتداء الأثيم، وننتظر نتائج التحقيقات الجارية من قبل اللجنة التي تشكلت لكي نطلع على ملابسات وتفاصيل الحادث، عندها سوف لن تتوانى السلطة القضائية من إنزال العقوبات الصارمة ضد الجناة لكي يرتدع الآخرون من تكرار اعتداءاتهم على المواطنين».

يذكر أن آسوس هردي كان رئيسا لتحرير أول صحيفة أهلية تصدر في كردستان بعنوان «هاولاتى». ثم ترأس تحرير صحيفة «ئاوينه». وكانت محكمة السليمانية قد أصدرت في عام 2005 حكما بسجنه لمدة 6 أشهر مع وقف التنفيذ على خلفية نشر صحيفة «هاولاتى» خبرا عن رئيس حكومة الإقليم آنذاك. وحصل هردي في عام 2009 على جائزة «جبران تويني» لحرية الصحافة.