طرابلس تحيي جمعة الخلاص.. والمدارس تفتح أبوابها 17 سبتمبر

طلاب ليبيا سيتمكنون من دراسة اللغات الأجنبية.. والكتاب الأخضر لم يعد مقررا

ليبيات يهتفن بعد صلاة الجمعة أمس في طرابلس (رويترز)
TT

أعلن مسؤول في المجلس الوطني الانتقالي الليبي أمس أن المدارس ستفتح أبوابها منتصف الشهر الحالي في جميع أنحاء البلاد رغم الأضرار التي خلفتها أحداث الشهور الستة الماضية؛ لإنهاء حكم معمر القذافي الذي حكم البلاد على مدار 42 عاما وذلك وفقا لوكالة الأنباء الألمانية.

وقال سليمان السهلي مسؤول ملف التعليم بالمجلس في تصريح لقناة تلفزيون «ليبيا الحرة» إنهم انتهوا من حذف كل ما يتعلق بالقذافي من المناهج الدراسية. وذكر أن الكثير من المواد كانت مفروضة إجباريا على الطلاب وكانت تستخدم لتقديس القذافي. وأكد أن المدارس ستفتح أبوابها يوم 17 من الشهر الحالي.

ولم يوضح ما إذا كانت المدارس في المناطق التي لا تزال تحت سيطرة الموالين للقذافي ستفتح أبوابها.

وأعلن المجلس أمس تمديد مهلة استسلام تلك المناطق لمدة أسبوع، خاصة سرت موطن القذافي. وكان من المقرر أن ينتهي الموعد النهائي أساسا اليوم (السبت).

وقال السهلي إنه بعد مرور أشهر قليلة على الثورة ضد القذافي شكل المجلس الانتقالي لجنة من خبراء التعليم لحذف نظرياته بما في ذلك كتابه الأخضر المشهور من المناهج الدراسية.

وأضاف أن المدارس سيكون بمقدورها تدريس مزيد من اللغات الغربية بما في ذلك الإنجليزية والفرنسية للطلاب بعدما كانت مقيدة أو ممنوعة إبان حكم القذافي.

في غضون ذلك أحيا آلاف الليبيين في طرابلس «جمعة الخلاص» حيث أدوا الصلاة في «ساحة الشهداء»، في وقت دعا مسؤول الداخلية في المجلس الوطني الانتقالي المتمردين الذين أتوا من مدن مختلفة إلى مغادرة العاصمة بعدما باتت «مدينة محررة». وقال خطيب صلاة الجمعة أمام المصلين الذين كان يلوح بعضهم بالأعلام الخضراء والسوداء والحمراء: «حل النصر وذهب الظلم (...) والطاغية لن يعود إلى طرابلس حتى وإن أريقت دماؤنا جميعا» وذلك وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.

وأضاف فيما كان مسلحون يفتشون المداخل المؤدية إلى الساحة التي كان يطلق عليها في السابق اسم الساحة الخضراء وسط صيحات «الله أكبر» والهتافات المعارضة لمعمر القذافي: «نريدها دولة وسطية ترفع شعار الاعتدال».

وقال نوري خليفة (50 عاما) وهو مهندس نفط: «الآن أصبحنا نشعر بالأمان كل شيء أفضل من السابق ومهما حدث فلن يكون أسوأ مما كنا نواجهه كل يوم على مدى 42 عاما».

وعقب انتهاء الصلاة تجمع المصلون حول عدد من الثوار ورددوا هتافات معادية للقذافي بينها: «ليبيا فيها رجالة قولوا للقذافي وعياله» و«لا شرقية ولا غربية، وحدة وحدة وطنية».

في هذا الوقت قال مسؤول الداخلية في المجلس الانتقالي أحمد ضراط لوكالة الصحافة الفرنسية إن «طرابلس تحررت لذا يتعين على الجميع مغادرة المدينة والعودة إلى مدنهم». وأضاف أن «الخطر زال ومغادرة الثوار الآخرين أمر طبيعي». وأكد أن «ثوار طرابلس قادرون على حماية مدينتهم».

وكانت مجموعة من الثوار أعلنت مساء الخميس في العاصمة عن تشكيل «مجلس ثوار طرابلس» داعية الثوار من المناطق الأخرى إلى مغادرة المدينة. وجاءت هذه الدعوات بعدما دعا معمر القذافي المتواري عن الأنظار مساء الخميس في رسالة صوتية عبر قناة «الرأي» التي تبث من سوريا الليبيين إلى المقاومة المسلحة للقضاء على «العدو وطرد الاستعمار» في إشارة إلى حلف شمال الأطلسي.

وفي مقابل هذه التهديدات أكد قادة للثوار لوكالة الصحافة الفرنسية أنهم مستعدون لمواجهة أي هجمات قد يشنها موالون للقذافي.

واعتبر ضراط اليوم أن «خطابات القذافي لا تؤثر على نجاح الثورة». وأعلن عن خطط أمنية تشمل عناصر الشرطة والأجهزة الأمنية الأخرى ستطبق بدءا من صباح غد السبت في طرابلس التي سبق أن سرت فيها إشاعات عن تحضيرات لنشر سيارات مفخخة تستهدف الثوار.

وقال ضراط إن «نسبة كبيرة من الشرطة والأمن ستلتحق بأعمالها بدءا من صباح اليوم وذلك في إطار خطط أمنية تهدف إلى حماية المدينة والأهداف الحيوية فيها».

وتابع أن «أفراد الشرطة لم تقاتل وجميعهم ثوار وليس لدينا مشكلة معهم لأنهم كانوا في أجهزة أمنية تخدم الدولة وليس النظام».

لكن ضراط أشار إلى أن «هناك بعض الأفراد الذين تلطخت أياديهم بالدماء والفساد وقد جرى تحييدهم حتى اتخاذ الإجراءات اللازمة بحقهم» مشيرا إلى أن عدد هؤلاء «الضباط لا يتجاوز الـ30».

سياسيا أكد جمعة القماطي ممثل المجلس الانتقالي الليبي في بريطانيا الجمعة أنه سيتم انتخاب مجلس تأسيسي في ليبيا في غضون نحو ثمانية أشهر وتنظيم انتخابات تشريعية ورئاسية في غضون 20 شهرا.

وقال القماطي مفصلا الجدول الزمني الانتخابي للمجلس الانتقالي لإذاعة «بي بي سي»: «وضعنا خارطة طريق بفترة انتقالية من 20 شهرا». وأضاف أن «المجلس الانتقالي سيدير ليبيا لمدة ثمانية أشهر قبل أن يتولى مجلس منتخب من الشعب» السلطة لصياغة دستور و«في غضون عام (من ذلك) سيتم تنظيم انتخابات». وتابع: «بالتالي أمامنا ثمانية أشهر وعام قبل الانتخابات النهائية التشريعية والرئاسية. ومع قليل من التوفيق سينتخب الشعب الليبي في غضون نحو 20 شهرا القادة الذين يرغب بهم».

واعتبر القماطي أن «العملية الانتقالية بدأت» رغم استمرار المعارك بين الثوار والقوات الموالية لمعمر القذافي. وأوضح «طالما أن طرابلس مستقرة وآمنة وهو واقعها الآن، وكذلك شأن معظم المدن، فبإمكان الليبيين بدء العملية الانتقالية».

وقال إن القذافي «يختبئ وهو معزول» مضيفا أن «توقيفه مسألة وقت وإلا فسيقتل إذا قاوم».

وكان المجلس الوطني الانتقالي الليبي أعلن من بنغازي (شرق) في 17 أغسطس (آب) «وثيقة دستورية» تنص على تسليم السلطة إلى مجلس منتخب خلال مهلة لا تتجاوز ثمانية أشهر وتبني دستور جديد.